728 x 90



img

أسدل الستار في الحي الثقافي «كتارا» على فعاليات احتفالات جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» باليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار «الإسعاف النفسي من حقي» والتي تواصلت هذا العام تحت رعاية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على مدار أسبوع كامل وتضمنت فعاليات الحي الثقافي والتي أقيمت طوال يومي الخميس والجمعة الماضيين في خيمة أقيمت قبالة المسرح الروماني وأمتها جماهير غفيرة من مرتادي الحي على محاضرات ومسابقات وعروض مرئية ومسرحية وفقرات ترفيهية تختص بهذه المناسبة.
خاطب السيد محمد البنعلي، المدير التنفيذي للجمعية، جمهور الزائرين من خلال المسرح المقام في الخيمة فقال: إن «وياك» هي جمعية أنشئت بمبادرة من الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني، رئيس مجلس الإدارة، بهدف تقديم الدعم لمتلقي الخدمات النفسية من خلال البرامج المختصة وكذلك توعية أفراد المجتمع بأهمية الصحة النفسية، والوصول بالفرد لتبني فلسفة عامة في الحياة تسمح له بأن يتصرف بكفاءة ونجاح يتناسبان مع إمكاناته، وأن يوظف تفكيره لتحقيق التوافق الاجتماعي والسلوكي والنفسي والوقاية من الأمراض النفسية.
وهي بذلك تسعى للوصول بخدماتها إلى جميع الأفراد والتجمعات لتقديم الحلول الناجعة للتعامل الراقي مع صور الحياة المختلفة.
وحيا البنعلي خلال كلمته جميع الذين مدوا أيديهم بدعم مشاريع الجمعية من مؤسسات عامة خاصة وإعلاميين وفنانين ودعاة وكذلك المتطوعون الذين أسهموا بتحقيق النجاحات المتواصلة لـ «وياك».
من جانبه قال السيد محمد سالم الدويلة، مسؤول الفعاليات ورئيس فريق «وياك» التطوعي ومشرف عام برامج الخيمة: إن الحضور الكبير لجمهور المواطنين والمقيمين للمشاركة في نشاطات خيمة كتارا هو دليل على أن الجمعية وصلت فعلاً بخدماتها إلى الجميع.
وأضاف: أن وجود عدد من المؤسسات الوطنية العامة والخاصة والشركات كشركاء في النشاط هو دليل آخر على صور نجاحاتنا في التعامل مع مؤسسات الوطن

جامعة قطر تعلن عن نادي الصحة النفسية

انتهزت جامعة قطر الفرصة للإعلان عن نادي الصحة النفسية «صُن» حيث أكدت الطالبة «روان ناصر الدوس» رئيسة النادي بالجامعة بأن فعالية اليوم كانت فرصة ذهبية لتوعية الحضور بأهداف النادي وخدماته، كما صرحت أن سبب تسمية النادي بـ «صُن» نتج عن أخذ الحرف الأول من كلمة صحة والحرف الأول من كلمة نفس والذي جاء بمعنى «صُن نفسك»، وتابعت إن هذا أول شهر يمارس فيه النادي أنشطته بشكل رسمي، وقالت إن رؤية النادي تتمثل في أن يكون النادي منصة طلابية تعمل على توعية المجتمع بشكل عام والطلبة بشكل خاص بأهمية الصحة النفسية ودورها في جودة الحياة ونجاحها، وأضافت أنه تأكيداً على شعار الفعالية «الإسعاف النفسي من حقي» فإن النادي من جهته يقوم بنشر التوعية بأهمية الصحة النفسية ودورها في تنمية المجتمع الجامعي وتنظيم فعاليات علمية وثقافية وتوعوية وأنشطة متعلقة بالصحة نفسية تتوافق تماماً مع رؤية قطر الوطنية 2030 والتي ترتكز أساساً على التنمية البشرية والاجتماعية.

تغيير نظرة المجتمع عن العلاج النفسي

أكدت الأستاذة «نادين محمد» نائب رئيس جمعية «وياك»، أن هدف الجمعية الرئيسي هو تغيير نظرة المجتمع من حولنا إلى الصحة النفسية أو العلاج النفسي، نظراً لما نملك في مجتمعاتنا من أفكار سلبية في هذا الاتجاه، وتابعت: إن من يأتي لأجل العلاج النفسي لا يشترط أن يكون «مجنونا»، وأكدت أن الأساس في الفعالية هو إلقاء الضوء على شعار «الإسعاف النفسي من حقي» وشرح معناه وتوعية الحضور بأن لكل منهم حقا بالحصول على الإسعاف النفسي في وقته، وأشارت إلى أنه لا بد من أن يكون هناك قبول من المجتمع لهذا المعنى كي يسهل عليهم تطبيقه، وأضافت أن هذا الشعار يستهدف جميع الفئات العمرية من الجنسين.

الأنشطة الترفيهية والتوعوية تجذب الحضور

التقت «العرب» مع عدد من الحضورعلى هامش الاحتفال، وقالت الدكتورة هبة علي: إنها علمت عن الفعالية من الرسائل النصية التي استلمتها على هاتفها الجوال صباح الخميس، وأضافت أن السبب الرئيسي لحضورها هو اهتمامها بكل ما يخص الصحة بشكل عام والصحة النفسية بشكل خاص، وقالت إنها حضرت الاحتفال في العام الماضي واستفادت كثيراً بالأنشطة الترفيهية والتوعوية التي تقدمها الجمعية والشركات والمؤسسات الراعية.
ومن جانبه صرح الأستاذ «أشرف إبراهيم» أستاذ في علم النفس أنه يحضر الفعالية لأول مرة في قطر، وتابع إنه مهتم جداً بهذا المجال، نظراً لدور الصحة النفسية في التربية وتنمية الفكر، وأكد أنه حضر ليستفيد مما تقدمه الجمعية من خدمات توعوية وثقافية قد تفيده في تربية أولاده وتوعيتهم والاعتناء بصحتهم النفسية.
أما الأستاذ «أحمد طلعت» والذي يعمل مديراً للمبيعات لإحدى الشركات في قطر فقد أعرب عن اهتمامه بما يخص مواضيع وقضايا الصحة النفسية، وتابع إنه علم عن الفعالية من خلال رسالة تلقاها على الواتس آب، وقال إنه حضر من أجل الاستفادة من برنامج الحفل والتعرف على أهداف الجمعية وأنشطتها.
كما أفادت الطالبة شوق الشهراني من جامعة قطر بأنها تحضر الفعالية لأول مرة، وأضافت أنها توقعت معنى شعار «الإسعاف النفسي من حقي» بأنه سوف يكون هناك خدمة إسعاف سريع للحالات النفسية الطارئة مثل خدمة إسعاف المرضى المتعارف عليها، وتابعت إنها حضرت من أجل الاستفادة من البرامج التوعوية التي تقدمها «وياك».

ارتياح نفسي وسعادة بين المتطوعين

أعربت الأستاذة منى يوسف المالكي متطوعة في جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» والتي تعمل في كتابة التقارير الخاصة بأية فعالية تخص الجمعية، وتابعت إنها تشعر بالراحة النفسية والسعادة من خلال عملها كمتطوعة، كما أكدت على الدور المهم الذي تقوم به «وياك» لنشر التوعية بين المجتمع لتعزيز الثقافة النفسية السليمة.
وفي جولة قامت بها «العرب» وسط الأجنحة المشاركة في الفعالية التقينا بالأستاذة «عائشة محمد» المسؤولة عن جناح المركز الثقافي للطفولة، حيث أكدت أن الهدف الرئيسي من مشاركتهم هو توعية الأهل بما يقدمه المركز الثقافي للطفولة لأبنائهم وتعريفهم على فروعهم ومكاتبهم الأساسية بقطر في حين احتاجوا إليهم في المستقبل، وأشارت إلى أن تمكين الطفل ثقافياً لا يحدث إلا في جو نفسي صحي وملائم.
ومن جانبه لفت الأستاذ «فريد الصديقي» المسؤول عن الجناح الخاص بجمعية قطر الخيرية إلى ما تقدمه الجمعية من خدمات لدعم الصحة النفسية بشكل غير مباشر، مشيراً إلى الدور الذي تقوم به قطر الخيرية في توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والثقافية داخل وخارج قطر من أجل تعزيز القيم الإنسانية المستمدة من مجتمعنا العربي الإسلامي، وأشار إلى أنهم يقومون بعمل دورات للدعم والتعزيز النفسي في مختلف دول العالم، وأضاف أن قطر الخيرية هي من أهم المؤسسات التي تساعد على بناء ثقافة المجتمع في كل النواحي.

الجبار: أبناؤنا وبناتنا أشد عرضة للتحديات

وقدم الدكتور خالد أحمد عبدالجبار اختصاصي العلاج المعرفي والسلوكي والطب النفسي والإدمان والمدرب والمعتمد في التنمية البشرية والسلوك وحصرياً في النظام التشغيلي للتفكير، محاضرة بعنوان: «أسعفوا أبناءكم المجروحين نفسياً» ومما جاء فيها: إن هناك أنواعا مختلفة من الأحداث الأليمة التي تقع في مجتمعنا، منها ما يرتبط بالكوارث الطبيعية أو الحوادث القاسية، المرورية منها أو الحرائق، أو ما يرتبط بالعنف المتبادل بين الأفراد مثل القتل أو الاختطاف والأسر، وأشدها إيلاماً ووطأة التحرش الجنسي والاغتصاب، ويمتد تأثير هذه الأحداث ليتعدى الشخص المصاب إلى أفراد أسرته وذويه ولاحقاً ينعكس سلباً على المجتمع بأكمله.
وقال: إن الإصابات النفسية تتراوح ما بين البسيطة إلى المتوسطة والشديدة، وجميعها تندرج تحت مسمى «اضطراب ما بعد الصدمة» إضافة إليه ما قد يصاحب هذا الاضطراب النفسي من اضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتتاب والقلق والرهاب وغيرها بدرجات مختلفة من حيث الشدة والتأثير.
وأضاف: إن الفئة العمرية التي ينتمي إليها أبناؤنا وبناتنا تجعلهم أشد عرضة للتحديات وبشكل خاص أوقات الشدائد وذلك لافتقارهم الكثير من المهارات الحياتية المعرفية منها والسلوكية، ناهيك عن غياب الوالدية المثالية.;

«وياك» تختتم احتفالاتها بـ«الصحة النفسية» بتفاعل جماهيري