728 x 90



img

أكدت الكاتبة القطرية بثينة الجناحي أنه تم ترشيحها من قبل جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» للمشاركة في بعثة إلى مركز كارتر للصحة النفسية، كونها صديقة دائمة للجمعية، وأحد المهتمين بالصحة النفسية بصورة عامة، مشيرة إلى أن جل اهتمامها منصبّ على ما تتعرض له المرأة العاملة من ضغوط نفسية، وأنها حريصة على ربط هذا الأمر بالسياسات العامة، بما يسمح بإيجاد آفاق تطبيق تحد مما تتعرض له السيدات العاملات من ضغوط نفسية، يتسبب فيها روتين العمل اليومي، بجانب المسؤوليات اليومية الأخرى.
وأوضحت الكاتبة القطرية أن مشاركتها في بعثة مركز كارتر تعد من الخدمات المجتمعية التي تسعى من خلال لخدمة المجتمع القطري، مشيرة إلى أن مركز كارتر من أكثر المراكز التي تسعى لتغيير المجتمع عن طريق أبحاث وسياسات عملية، لها أثر كبير على الصحة النفسية للمجتمعات على اختلافها.
ولفتت إلى أنها تسعى من خلال هذه التجربة للتعريف بمشكلة قائمة في المجتمعات العربية بصورة عامة، وهي غائبة من ناحية التحركات الفاعلة عن كثيرين، وتحتاج إلى الإبراز بصورة أوسع، والتي تسعى لتحقيقها من خلال زيارتها لمركز كارتر والتعلم أكثر حول الصحة النفسية.
وأشارت إلى أن مركز كارتر يقع في أتلانتا في جورجيا، وهو يختص بالصحة النفسية وغيرها من الاهتمامات، وهو أحد أبرز المراكز العاملة في هذا الشأن، وأنشأه الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، كخدمة مجتمعية للمهتمين بالصحة النفسية حول العالم، منوهة بأن المركز يعالج الكثير من القضايا، فتتشعب مشكلات الصحة النفسية التي يعالجها المركز، ما بين المخدرات أو الانتحار أو غيرها من الأمور التي تؤرق الكثير من المجتمعات.
ونوهت الجناحي بأنها أحد كتاب الأعمدة بـ«^»، فضلا عن الاهتمامات المجتمعية التي تشكل الكثير من كتاباتها وحياتها اليومية، وهو أحد أبرز أسباب ترشيحها من قبل جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، التي أمعنت في البحث عن شخص قطري له اهتمام مجتمعي واسع.
ولفتت إلى أن ثمة فقدان للتوعية بشأن الصحة النفسية في دول الخليج بصورة عامة، مشيرة إلى أن التعريف بالصحة النفسية يجب أن يكون جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية، فهي من الأمور الروتينية التي تواجه الكثير من السكان يوميا، والتي تحتاج إلى معالجة، خاصة مع ضغوط الحياة اليومية، ما بين الدراسة والعمل وغيرها من الأمور التي تشكل في مجملها عبء على الجانب النفسي لكل شخص. وأعربت الجناحي عن أملها بأن تكون قطر سباقة بالنسبة لقضايا الصحة النفسية التي تناقشها وتعالجها المؤسسات المعنية، مشيرة إلى أن بعض دول الخليج بدأت تلتفت إلى جانب الصحة النفسية، وهو شأن يبرز وعي قائم، يمكن أن يكون له تأثير مستقبلي متميز، فبعض الدول سيكون منها مبتعثون لمركز كارتر.
وقالت بثينة الجناحي: «حتى الآن إن تحدثت أمام الكثيرين حول الصحة النفسية يرون بأن لها معنى واحدا هو أن الشخص المريض نفسيا مختل عقليا، وهو قالب لم يخرج المجتمع منه حتى الآن للأسف، وهي المهمة الصعبة للكثير من المختصين، فلا بد أن يعي المجتمع بأن الصحة النفسية ليست بالضرورة أمراض نفسية تتطلب أدوية ومكوث في مستشفيات، وغيرها من الجوانب، وهو تحدي نأمل أن تكون «وياك» والمختصين على قدرها».
وأضافت: «اهتمامي بالصحة النفسية ينصب في أغلب أوجهه على الأمهات العاملات، لما يواجهن من تحديات لها ضغوط نفسية يومية، وأتمنى من خلال رسالتي أن أوصل مشكلاتهن إلى صناع القرار، فالمرأة نصف المجتمع ولها دور أساسي في بنائه، والتساؤل الذي أسعى للوقوف عليه، هل لهذه الضغوط تأثير على السياسات في الدولة، وغيرها من النقاط التي أسعى للوقوف عليها من خلال تجربتي، وهو تحدى أتمنى أن أكون على قدره».
وحول اختيارها لجانب المرأة العالمة في بحثها بالصحة النفسية، لفتت الجناحي إلى أن الكثير من السيدات العاملات يقعن تحت ضغط شديد، ما بين كافة التزاماتهن، فالكثير منهن لا يكن لديهن وقت كاف للترويح عن أنفسهن، الأمر الذي ينتهي باكتئاب، والذي يعتبر من أكثر الأعراض النفسية السائدة عالميا.
وأردفت: «على الرغم من الضغوط النفسية التي تقع على الأم العاملة، إلا أن الأبحاث التي أنجزت في هذا الجانب ما زالت قليلة بالمقارنة مع أهميته، وهو من بين التحديات التي نسعى للمشاركة في حلها، فالرابط بين الاهتمام بالصحة النفسية والمرأة العاملة يجب أن يكون أقوى مما هو عليه الحال الآن». ونوهت بأن الاهتمام بالصحة النفسية بصورة عامة ما زال دون المستوى المأمول، فموضوع هام كالصحة النفسية لدى المرأة العاملة لم ترصد بشأنه أبحاث في دول الخليج بصورة عامة وقطر بصورة خاصة بالقدر الكافي، لافتة إلى أنها لم تقف على أبحاث بهذا الصدد.
وأعربت الجناحي عن أملها بأن تكون لمشاركاتها دور جوهري في خدمة المجتمع القطري، خاصة بعد اختيارها صديقة دائمة لجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، والذي اعتبرته تكليف قبل أن يكون تشريف من الجمعية.;

بثينة الجناحي لـ «العرب»: المرأة العاملة تتعرض لضغوط نفسية كبيرة.. والأبحاث عنها «غائبة»