728 x 90



img

تواصل جمعية أصدقاء الصحة النفسية “وياك” تقديم مجموعة ورش تدريبية تتعلق بالسلوكيات الخاطئة عند الأطفال (تحديات وحلول)، تناقش عددا ًمن هذه السلوكيات تتمثل في الكذب والعناد والسرقة والغضب عند الأطفال.

واستهدفت الورش، التي يقدمها الاستشاري في الإرشاد النفسي والأسري الدكتور العربي عطا الله قويدري، مجموعة من المربين والمربيات في عدد من المدارس.

وقال السيد حسن بن عبد الله الغانم نائب رئيس مجلس إدارة “وياك” إن الجمعية تهدف من خلال هذه الورش إلى نشر الوعي اللازم لدى المربين والمربيات للتعامل مع أبنائنا وبناتنا في مرحلة الطفولة وذلك ليتسنى لهم التعامل معهم وتقديم كل ما من شأنه تجاوز هذه السلوكيات الخاطئة والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان وذلك ليتسنى لهم تلقي تعليمهم في جو آمن .

وأضاف: أننا في “وياك” نعمل وفق قرار إنشائنا على مساعدة الإنسان أياً كانت صفته ليتصرف بكفاءة ونجاح يتناسبان مع إمكانياته، وأن يوظف تفكيره لتحقيق التوافق الاجتماعي، والسلوكي ، والنفسي والوقاية من الأمراض النفسية، وهو أمر يتفق مع رسالتنا والمتضمنة تقديم البرامج النفسية والسلوكية والأسرية التي تخدم جميع أفراد المجتمع.

وتمثلت الورشة الأولى التي طرحها الدكتور القويدري في المدارس في الحديث عن الكذب عند الأطفال، وهو من أبرز المشكلات في مرحلة الطفولة ” مشكلة الكذب ” والتي تعتبر من المشاكل التي تؤثر على نمو الطفل اجتماعياً ونفسياً ، والمشكلة الأكبر لدى الكثير من الآباء والمربين أنهم يضعون جميع أنواع الكذب لدى الأطفال في سلة واحدة ويتعاملون معها جميعاً كأنها حالة واحدة.

وقد عرَّف القويدري الكذب بأنه عبارة عن إخبار غير صادق أو ذكر شيء غير حقيقي عن معلومة أو شيء أو الإتيان بقول يخالف الحقيقة، مُشيراً إلى أن الكذب يبدأ عند الأطفال في الفترة العمرية من سن (1 – 3) سنوات، ويزداد بين السنوات الثانية والرابعة من العمر فيصبح الطفل أكثر مهارة في التمثيل والتظاهر والادعاء واستخدام لغة الجسد لتحقيق أهدافه من هذا الكذب ومع وصوله إلى مرحلة المدرسة يصبح الكذب عنده أكثر إيقاعاً، ويصبح الطفل بارعاً في الكذب عندما يبلغ الثامنة من العمر لدرجة أنه قد يصعب فيها كشفه.

وعزا المتحدث أسباب الكذب عند الطفل إلى عدة أسباب منها سعيه للتخلص من العقاب ، وقد أجمعت الدراسات على أن حوالي 70% من أنواع السلوك لدى الأطفال الذين يتصفون بالكذب يرجع إلى الخوف من العقاب ، كما أن الأطفال يكذبون لتعلمهم هذا الخلق من أحد الأبوين أو كلاهما أو من المدرسة أو المحيط الذي يعيش فيه عموماً، ومن أسباب الكذب عند الطفل عدم تقدير الآخرين له (شعوره بالنقص) وللهروب من المسؤولية ولكونه معتاداً عليه والعدوانية تجاه الآخرين وللحصول على مكاسب شخصية وتكرار إطلاق تسمية “كذاب” على الطفل من قبل المربين و من أجل الانتقام والإساءة للآخرين.

وأوضح المحاضر أن الكذب أشكال منها الكذب الخيالي حيث أن الطفل يتخيل أحداثاً حدثت ويقصها على أنها واقع بالفعل، وهذا النوع من الكذب يزول من تلقاء نفسه مع مضي الوقت، أمّا الكذب الإدعائي فالطفل الذي يشعر بالنقص الكثير ما يتحدث عن نفسه وصفاته ومواهبه ويدعي ملكية لعب وأدوات كثيرة ، ربما يكون محروماً منها تماماً، إضافة إلى الكذب الغرضي أو الأناني الذي يأتي نتيجة رغبة الطفل في تحقيق غرض شخصي كالوصول للعب أو الحلوى، وكذب الانتقام والكراهية، والكذب الوقائي الذي يلجأ إليه الطفل دفاعاً عن نفسه وللوقاية من العقوبة، بجانب الكذب العنادي الذي يكون عناداً وتحدياً لوالديه اللذين يعاقبانه بشدة، ويكذب هرباً من العقاب القاسي الذي يحطم نفسيته ويمحو شخصيته، والكذب المرضي أو المزمن الذي يتأصل لدى الطفل ويصبح عادة مزمنة عنده ويتسم هؤلاء بالمهارة غالباً في ممارسة الكذب حتى يصعب أنه اكتشاف صدقهم من كذبهم.

ولعلاج الكذب أوضح الدكتور القويدري أن ذلك يتم من خلال تفهم الأسباب المؤدية له، وتصنيف الكذب الذي يمارسه الطفل ومراعاة سن الطفل، فالطفل في السن المبكرة لا يفرق بين الحقيقة والخيال وتلبية حاجات الطفل سواءً أكانت جسدية أم نفسية أم اجتماعية، فكثير من مواقف الكذب تنشأ نتيجة فقده لهذه الحاجيات وعدم تلبيتها ويعد غرس القيم السامية لدى الطفل منذ الصغر من الأمور الجوهرية التي تبني شخصية إيجابية مستقبلاً وتعتبر طريقة التواصل مع الطفل أمراً في غاية الأهمية فهي تؤثر على طريقة استجابته وردود فعله والبُعد عن عقوبة الطفل حين يصدق، والحرص على العفو عن عقوبته أو تخفيفها حتى يعتاد الصدق و تنفير الطفل من الكذب وتعريفه بشؤمه ومساوئه والالتزام بالوفاء لما يوعد به الطفل، فالوالدان قدوة لطفلهما.

"وياك" تقدم سلسلة ورش في المدارس مختصة بالصحة النفسية