728 x 90



img

نظمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، بالتعاون مع الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ورعاية شركة العمادي التجارية، بالمستشفى الأهلي الورشة الخامسة من برنامج الدعم النفسي لأسر المعاقين، بعنوان «أفكارنا تصنع حياتنا» وحاضر فيها المدرب حسين السيد المدرب المعتمد من إيلاف ترين.
استطاع المدرب حسين لاسيد بأسلوبه الشيق الممتع شد انتباه المشاركين؛ حيث بدأ بمجموعة من التساؤلات التحفيزية والتدريبات العملية المباشرة بهدف قياس مدى تفاعل الحضور، من قبيل «إذا حققت إنجازا في حياتك فما الذي يصدر عنك للتعبير عن فرحك بذلك الإنجاز؟ وقد تفاوتت الإجابات بين «أقفز في الهواء فرحاً» أو إطلاق زغرودة بالنسبة للسيدات وبين إصدار عبارات التعبير عن السعادة مثل «الله» أو «الله أكبر» أو «تبارك الله» أو «ما شاء الله». كما طلب من الحضور الجلوس باسترخاء وأريحية كاملة كما يشاؤون لمدة دقيقة واحدة وسؤالهم بعدها عما تحقق لهم خلال الدقيقة فكان الإجماع على حصول الراحة الكاملة كما أن العقل أصبح صافياً متزناً، وكذا الجلوس مع تقييد النفس وإعمال الفكر فيما يتعبه من مشاكل الحياة لمدة دقيقتين، وسؤالهم بعد ذلك عما حدث، فكان الإجماع على الشعور بالإرهاق الشديد والتعب والضغط الشديد والتشنج.
وخلص المدرب من تلك التجارب، إلى أن الإنسان فينا يستطيع لو أراد أن يصنع سعادته أو شقاءه!، لافتا إلى أنه إذا كانت هذه التجارب البسيطة قد أحدثت فينا ما أحدثت، فكيف يكون الحال إذا كان أحدنا يعيش بأريحية كاملة أو محاصرا بفكره ومشاكله التي لا تكاد تنتهي. واستحضر قصة الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما دخل المسجد ليلاً فداس بقدمه رَجُلا من الرعية كان نائما ففزع الرجل ولم ير أمير المؤمنين فصاح: ما لك؟ أأنت حمار؟! فقال عمر: لا! فقال مرافق الأمير: دعني أفعل وأفعل، أيقول لأمير المؤمنين هذا؟! فقال أمير المؤمنين: لا تفعل، إنما سألني: أأنت حمار؛ فأجبته: لا؛ للدلالة على أن الإنسان قادر على ضبط مشاعره عند أصعب الظروف فيجعل الأمور هينة بسيطة.
وتحدث المدرب حسين السيد عن تجربة دولة سنغافورة رابع أقوى اقتصادات العالم فوصفها بأنها نشأت بلا أي مقومات من المواد الأولية أو القوى العاملة دولة نشأت على الأفكار الجيدة، وقال: إن إعمال الفكر يصنع الحضارة والتقدم على جميع المستويات.
واستحضر هنا قصة الملك الذي كان يخرج في رحلات التنزه والصيد والتي يعود منها متورم القدمين، فأمر وزيره بأن يفرش طرق البلاد بالجلود ليتسنى له السير عليها بأريحية، وعند حساب تكلفة ذلك وصيانتها وجد المبلغ كبيرا جداً، فأشار عليه الوزير أن يضع الجلد في قدميه ويسير في بلاده كيفما شاء!
الانتماء لفكرة
كما استحضر المدرب حكاية العالم النفسي النمساوي فيكتور فرانكل الذي آلت به تجربة اعتقاله في السجون النازية إلى اكتشاف نظريته في العلاج بالمعنى وهي تقنية نفسية ابتكرها لزملائه المساجين لإيجاد وسيلة تعينهم على التغلب على آلامهم ضمّنها في كتابه (الإنسان يبحث عن المعنى) ويقع الكتاب الذي بيعت منه ملايين يقع الكتاب في قرابة مئتي صفحة وينقسم إلى قسمين: الأول عن خبرته في معسكر الاعتقال، أما الثاني فعن المبادئ الأساسية للعلاج بالمعنى.
والخلاصة التي خرج بها «فرانكل» أن من يتهاونون في مواجهة المحنة لا يملكون قدراً من الانتماء لأفكارهم ولا يملكون الطموح بالحصول على غدٍ أفضل، أما الذين ثبتوا في مواجهة ذلك فقد كانوا على عكسهم تماماً.
وأكد المتحدث على نظرية الانتماء للفكرة من قصة ابن تيمية عندما زُج به في السجن فقال: خاب سعيهم (يقصد سجانيه) ما الذي يمكن أن يفعلوا بي: إن قتلي شهادة، وسجني خلوة، ونفيي سياحة» قال ذلك لأنه وهب حياته لفكرة عمل لها طوال عمره وكان سجنه لأجلها.
وختم المدرب بسؤال جوهري: كيف لنا أن نحسن تفكيرنا؟، ليبين أن ذلك يتم من خلال الابتعاد عن أصحاب الأفكار السيئة والاستماع ومراقبة والتعلم من الإيجابيين والبحث عن الإيجابيات حتى في الأمور التي نراها مصائب.

«وياك» تدرّب أسر المعاقين من خلال «أفكارنا تصنع حياتنا»