728 x 90



img

نظمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، محاضرة تربوية لأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بروضة بلال بن رباح تحت عنوان: «المشاكل النفسية لدى الأطفال.. الواقع والتحديات» قدمتها المرشدة النفسية التربوية منال الدراوشة.
والتي تحدثت خلالها عن العديد من المشكلات التي يواجهنها في التعامل مع طلابهن في مراحلهم السنية المبكرة كالخوف من المدرسة والكذب والغضب والعدوانية والخجل والغيرة ونقص الانتباه وكذلك الشجار والمسابّة.
وأكد السيد محمد البنعلي، المدير التنفيذي لـ “وياك” على أن هذا النوع من المحاضرات يسهم في مكافحة الكثير من السلوكيات غير المقبولة التي يمارسها الأطفال في هذه المرحلة من حياتهم ويساعد المدرسات والإداريات على اكتشافها مبكراً وتشخيصها والعمل على حلها.
وأضاف أن القيام بهذه المهمة الجليلة من اختصاصات جمعيتنا ورسالتها الهادفة إلى تقديم البرامج النفسية والسلوكية والتربوية التي تخدم جميع أفراد المجتمع والمتسق مع جزء مهم من رؤية الجمعية وهو المتعلق بالعمل على بناء مجتمع مثقف نفسيا وسليم متكيف مع متغيرات الحياة.
في الموضوع الأول المتعلق بالخوف من المدرسة طرحت المحاضرة منال الدراوشة السؤال التالي: “لماذا يكره ابني الذهاب إلى المدرسة؟”، وللإجابة عن السؤال قالت: “إن لذلك عدة أسباب ممكن إجمالها في الشعور بعدم الأمان لانفصاله عن محيط الأسرة خاصة والديه وتواجد الطفل في محيط جديد لم يألفه سابقاً وبوجود أشخاص يراهم للمرة الأولى وعدم تهيئة الطفل بشكل سليم ومناسب للدخول للروضة ووجود طفل حديث الولادة يسبب حالة من القلق للذهاب إلى الروضة، وهناك سبب يعود إلى أسلوب التنشئة المتسلطة من قبل الوالدين، فيرى الطفل هذه الصورة في المعلمة، وكذلك المعاملة الجافة الخالية من الحنان من قبل المعلمات خاصة في بداية العام الدراسي ومن ذلك استخدام الصوت المرتفع.
وللتغلب على هذه المشكلة اقترحت المحاضرة أن يتم التعامل مع الطفل ببشاشة وحب وترغيبه في الحضور للمدرسة عن طريق تقديم الهدايا الرمزية خلال الأسبوع الأول على الأقل، وتواجد أحد الوالدين في بداية العام الدراسي مع الانسحاب تدريجياً، والتعامل بحزم دون الشدة وعدم الخضوع لرغبات الطفل التي لا تنتهي عادة.
وأوضحت الدراوشة الأمور المتعلقة بمشكلة نقص الانتباه وهو نقص عدم القدرة على التركيز وجذب الاهتمام لأي مثير موجه، أو ضعفها والانجذاب بسهولة لمثيرات أخرى وبأنه يتمثل في نوعين هما: “نقص الانتباه مصحوب بالنشاط الزائد (فرط الحركة)، نقص الانتباه غير المصحوب بالنشاط الزائد”.
وفيما يتعلق بمشكلة نوبات الغضب، أشارت المرشدة النفسية إلى أن الغضب معناه كثرة الصراخ والبكاء ومصاحبة ذلك لحركات جسدية متشنجة، وأصوات متفاوتة في الشدة، وتعود أسبابه إلى المبالغة في انتقاده ولومه والسخرية منه خاصة أمام الآخرين وتكليفه بأداء أعمال فوق إمكاناته ولومه في حالة الفشل في أدائه وكذلك حرمانه من الاهتمام وكثرة الأوامر وإلزامه بمعايير سلوكية لا تتوافق مع عمره والإكثار من التدليل والقسوة الشديدة في معاملته.
وبينت أن حل هذه المشكلة يكمن في الاحتفاظ بالهدوء أثناء نوبة الغضب عند الطفل والسيطرة على الأعصاب وإخبار الطفل أن من حقه أن يغضب، ولكن هناك أساليب أفضل من الغضب للتعبير عن موجبات هذا الغضب، وينبغي هنا عدم إهمال الصغير وإشباع حاجاته من الحب والحنان، وعدم تحقيره أو التقليل من شأنه، وعدم إرهاقه بالأوامر والتعليمات وتكليفه بأعمال تتناسب وقدراته.

غياب الأمان سبب كره الأطفال المدارس