728 x 90



img

نظمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» بروضة سعد بن أبي وقاص ورشة تدريبية بعنوان: (أطفالنا حياتنا) قدمتها مرشدة الدعم النفسي والمجتمعي ظبية المقبالي واستهدفت فيها أمهات الطلاب وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية.
السيد محمد البنعلي المدير التنفيذي لـ «وياك» أكد على أن إقامة هذا النمط من الورش يأتي في صلب اختصاص الجمعية المتعلق بنشر الوعي بالصحة النفسية خاصة ما يتعلق بالأطفال والنظر لاحتياجاتهم النفسية المختلفة.

وقال اننا في «وياك» نعمل على فتح المزيد من قنوات التواصل مع الأسرة من أجل تحقيق قدرٍ أوفى من متطلبات التثقيف النفسي الذي تعود آثاره على المجتمع بأسره.

وقد تم عرض هذه الورشة من خلال ثلاثة محاور هي: الغيرة والخجل وشجار الأطفال .

في المحور الأول عرفت المتحدثة الغيرة بأنها: حالة انفعالية مركبة من حب التملك وشعور الغضب بسبب وجود عائق يشعر به الطفل عادة عند فقدان الامتيازات التي كان يحصل عليها أوعند ظهور مولود جديد في الاسرة أوعند نجاح طفل آخر في المدرسة في حين كان حظه الفشل والإخفاق.

وبينت المقبالي أن أسباب هذه الحالة تعود إلى العديد من الأسباب منها شعور الطفل بالنقص كنقص الجمال، الحاجات الاقتصادية وسوء معاملة الوالدين وأنانية الطفل وقدوم طفل جديد للأسرة وظروف الاسرة الاقتصادية وتقع أيضاً عند المفاضلة بين الابناء وكثرة المديح للإخوة أو الاصدقاء أمام الطفل وإظهار محاسنهم أمامه.

ولعلاج هذه المشكلة بينت المتحدثة أنه من الضروري زرع الثقة في الطفل نفسه وتشجيعه على النجاح وانه عندما يفشل في عمل ما سينجح في عمل آخروتجنب معاقبة الطفل أو مقارنته بأصدقائه أو اخوته وإعلامه أن هناك فروقا فردية بين الناس، كما دعت إلى زرع حب المنافسة الشريفة لديه وأن الفشل ليس هو نهاية المطاف وتشجيعه للتعبير عن انفعالاته بشكل متزن وإشعاره بأنه مقبول وأن تفوق الآخرين لا يعني تقليل حب الأسرة له وتعويده منذ الصغر على تجنب الأنانية والفردية ودمج الطفل في جماعات نشاط وفرق رياضية.

وفيما يتعلق بالمحور الثاني وهو تحدي الغضب تحدثت المحاضرة عن الغضب عند الطفل وأنه يتمثل في كثرة الصراخ والبكاء وضرب ورفس الأرض بقدميه،ويصاحب ذلك صوت مرتفع ويعمد الطفل هنا إلى تصليب جسمه عند حمله لغسل يديه أو قدميه وتكسير الأشياء ورميها على الأرض حيث بينت أن هذه الحالة تحدث بين سن الثالثة والخامسة تقريبا وبعد الخامسة يكون تعبير الغضب في صورة لفظية اكثر من كونها فعلية.

وقد عزت المقبالي أسباب الغضب عند الطفل إلى النقد واللوم للطفل وإغاظته أمام الآخرين وإسناد مهام للطفل تفوق إمكانياته ولومه بعدها على التقصير مما يعرضه للغيظ والحرمان العاطفي من قبل الكبار، وحذرت من كثرة فرض الأوامر على الطفل واستخدام أساليب المنع والحرمان التدليل الزائد أو القسوة الشديدة وتقليد الطفل احد والديه أو معلميه أو يقلد ما يراه عبر وسائل الاعلام وشعور الطفل بالفشل في حياته اما في المدرسة أو في تكوين العلاقات أو في المنزل.

وأوصت المتحدثة الأمهات القيام بعدة أمور لعلاج غضب أطفالهن، ومن ذلك الاحتفاظ بالهدوء وإخباره أنها على علم بغضبه وأن من حقه أن يغضب ولكن من الخطأ أن يعبر عن غضبه بهذا الأسلوب، ومن ثم إخباره عن الأسلوب الأمثل للتعبير عن عدم رضاه وإذا تشاجر الطفل مع طفل آخر لا ينبغي أن يتدخل الوالدان إلا عندما يكون فيه ضرر على الطفلين أو أحدهما، ولا يجوز حرمان الطفل من ممتلكاته الشخصية واستخدامها كعقاب له وتجنب مناقشة مشاكله مع غيره على مسمع منه وأن يكون الوالدان قدوة للطفل بتجنب الغضب إضافة إلى إشباع حاجاته النفسية والبعد عن اثارته بهدف الضحك عليه وعدم تكليفه بمهام تفوق امكانياته وإرشاده للسنة النبوية المطهرة في معالجة الغضب كالوضوء والجلوس إن كان واقفاً والاضطجاع إن كان جالساً.

وعند الحديث عن المحور الثالث وهوتحدي الخجل عرفت المقبالي الخجل عند الطفل يتمثل في تحاشيه الاختلاط بالآخرين فلا يميل إلى المشاركة في المواقف الاجتماعية ويكون خائفاً ضعيف الثقة بنفسه وبالآخرين، وعند حديثه مع الغرباء يحمر وجهه وقد يلزم الصمت مشيرة إلى أن هذه الحالة تنتاب عادة الأطفال بين سن الثانية والثالثة من أعمارهم وقد تمتد هذه الحالة إلى سن الدراسة وقد عزت الأسباب إلى مشاعر النقص التي تعتري الطفل بسبب وجود عاهات

جسمية مثل العرج أو طول الأنف وغيرها، ويتأكد ذلك عندما يقارن نفسه بأخوته أو اصدقائه ومن أسباب ذلك انخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة بحيث يشعر أنه أقل من الآخرين.

«وياك» تنظم «أطفالنا حياتنا»