728 x 90



img

تؤكد كافة الدراسات العلمية على أهمية الصحة النفسية لمواجهة ضغوط الحياة والأمراض، حيث تسير الصحة النفسية بشكل متواز مع الصحة البدنية، بل تشير بعض الدراسات إلى أنَّ 70% من الأمراض البدنية لها علاقة باضطراب الصحة النفسية، لذا التركيز عليها، وإبقائها بحالة جيدة يسهم في الحفاظ على مناعة الشخص وبالتالي مواجهة الأمراض والضغوط الحياتية، أما في حال التوتر والقلق فإنَّ هرمون الكورتيزون سيرتفع وبالتالي تنخفض مناعة الإنسان، ويكون حينها عرضة للأمراض.

*حملة "هونها وتهون"

ومصداقا لهذه النظرية، بادرت جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك"، على اعتبارها من المؤسسات التي تقدم خدمات ذات علاقة مباشرة بالصحة النفسية، بإطلاق حملة "هونها وتهون" تعنى بزيادة عدد ساعات الاستشارات النفسية الهاتفية من ساعتين في ثلاثة أيام في الأسبوع، إلى 9 ساعات يوميا خلال 7 أيام في الأسبوع، بغرض تقديم الاستشارات الهاتفية للجمهور، لاسيما في ظل الظروف الراهنة، وفي ظل انتشار فيروس كورونا المستجد 2019 "كوفيد-2019".

*استشارات هاتفية نفسية مجانية

وفي هذا السياق أكدَّ محمد البنعلي المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك"، أهمية جمعية أصدقاء الصحة النفسية في هذه الأزمة التي تأتي بمثابة اختبار كي تؤدي كل مؤسسة دورها في المجتمع التي هي جزء منه، لذا جاءت حملة "هونها وتهون"، التي أطلقتها الجمعية، بهدف الرد على استفسارات الجمهور التي تضاعفت حقيقة خلال هذه الفترة، بسبب الأخبار العالمية حول فيروس كورونا، وسرعة انتشاره، مما تسبب الأمر بإشاعة القلق والذعر في نفوس فئة من الفئات، فكان لابد أن تقدم الجمعية على هذه الخطوة بالاستعانة بعدد من المتطوعين إلا أنهم متخصصون في الصحة النفسية لتقديم استشاراتهم النفسية عبر الهاتف للجمهور، بهدف بث رسائل الطمأنينة، وليس فقط هكذا، بل أيضا اقتراح بعض الاقتراحات على الأسرة لاسيما وأنَّ خلال فترة الحجر المنزلي سيبقى أفراد الأسرة في محيط واحد فقد ينتج عنه بعض المشكلات الاجتماعية بين الزوجين، لعدم السيطرة على الأبناء لاسيما من الأطفال، لذا هنا استشارات حول هذا الجانب، إذ أنَّ هذه المرحلة تطلب تكاتف الجميع، وتفهم الزوج زوجته، والعكس صحيح، واستثمار الوقت بالتفاهم والتعاون والمشاركة، بل وخلق أنشطة أسرية تعليمية تثقيفية ترفيهية، لكسر الملل، واستثمار الوقت، وعلى الزوجين التماسك وبث الطمأنينة في نفوس أبنائهم وآبائهم أيضا للحفاظ على صحتهم النفسية.

8 خطوط للاستشارات المجانية

وأضاف البنعلي قائلا " إنَّ الاتصالات سيتم استقبالها من التاسعة صباحا إلى التاسعة مساء، يوميا على مدار أيام الأٍسبوع بما فيها يومي الجمعة والسبت، على أن تكون الاستشارات الهاتفية مجانية، وقد حددت الجمعية أرقام للتواصل وهي كالتالي (55749187-55732302- 51407585-55704615 -55718924 - 55363138- 55735195- 55739767)، مشيرا إلى أنَّ الاستشارات ستقدم في اللغتين العربية والانجليزية".

وأشار البنعلي إلى أنَّ جمعية أصدقاء الصحية النفسية من المؤسسات التي بدأت تطبيق العمل عن بعد، ومتابعة سير العمل عن بعد، تنفيذا للإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدولة للحد من انتشار الفيروس، إلا أنَّ هذا الإجراء وبالرغم من تنفيذه إلا أنّ كافة العاملين بالجمعية يؤدون عملهم بالطريقة الواجبة، سيما وأنَّ هناك حالات تتم متابعتها عبر تقديم الاستشارة عبر الهاتف، ليس فقط المتعلقة بفيروس كورونا بل أيضا الاستشارات النفسية كافة.

سلامة الصحة النفسية وقاية من المرض

وشدد البنعلي في حديثه على أهمية الصحة النفسية في مواجهة هذه الأزمة التي أشغلت العالم منذ يناير 2020، مؤكدا أنَّ الجميع تعامل مع الفيروس أنه مرض يتعلق بالصين ولن يصل إلى دول أخرى، إلا أنه وللأسف كان سريع الانتشار وواسع التمدد، الأمر الذي خلق بعض الرعب والهلع عند الكثيرين من الأفراد، بالرغم من اتخاذه كافة الإجراءات الوقائية، إلا أنَّ الهواجس أغلبها تتعلق بفكرة أن الشخص قد يكون مصابا ولا يعلم بالإصابة، وقد يعرض نفسه ومن يحب للمرض، خاصة وأن بعض الحالات قد يكون تأثرها بالمرض أصعب من غيرهم، لذا يقدم الاستشاريين النفسيين جملة من النصائح، والإجراءات التي تسهم في تغيير التفكير، وجعله يفكر بطريقة إيجابية، مستمدة من مبادئ الدين الإسلامي، وأنَّ الأمر كله بيد الله، مع الأخذ بالأسباب، حيث إنَّ هذا الأمر يقود إلى أهمية تنفيذ القرارات التي أصدرتها اللجنة العليا لإدارة الأزمات في تجنب مغادرة المنزل إلا للضرورة، إذا أنَّ هذه الإجراءات لم يتم إقرارها عبثا بل بهدف الحفاظ على سلامة صحة المجتمع، وبهدف كسر سلسلة انتشار الفيروس، وبالتالي الحد من انتشار المرض، فمن خلال هذه الطريقة سيصل المجتمع إلى بر الأمان، وهذا النوع من الإجراءات قد تكون محفزة لعدد من الأشخاص الذين يصيبهم هلع في أنَّ الدولة قد اتخذت كافة الإجراءات ولكن دور الفرد يتجلى في اتباع الإجراءات، وتجنب مخالطة الأشخاص، والوقاية من خلال غسل اليدين بالماء والصابون، أو استخدام المعقم إذا كان الشخص خارج المنزل، وعدم ملامسة الأسطح الخارجية، واتباع آداب العطاس والسعال، فكل هذه الإجراءات بدورها أن تكسر انتشار المرض، إلى جانب البقاء في المنزل والخروج فقط للضرورة.

وعرج البنعلي في حديثه على أهمية الحجر الصحي المنزلي لمخالطي مصابين أو القادمين من السفر منذ فترة وجيزة، إذا أنَّ الحجر المنزلي ليس عقابا بل فرصة للشخص كي يحافظ على نفسه وعلى أفراد أسرته من العدوى في حال إصابته، فمن المهم الالتزام بالمنزل، وتطبيق إجراءات الحجر الصحي بحذافيرها ليس فقط لسلامة الفرد بل لسلامته وأسرته وبالتالي المجتمع.

واختتم البنعلي لافتا إلى أنَّ جمعية أصدقاء الصحة النفسية بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر القطري ستقوم بتوزيع لعبة السلم والثعبان التثقيفية الترفيهية على الأفراد والأسر الموجودين في الحجر الصحي ضمن المرافق التي أعدتها الدولة لهذا الغرض، خاصة وأنَّ هناك أسرا في الحجر، فدور الجمعية لن يقتصر على تقديم الاستشارات الهاتفية المجانية، بل أيضا توفير هذا النوع من الألعاب مجانا لهم لخلق أجواء داخل الحجر الصحي خاصة للأطفال.