التاريخ: 2018-01-22
الإستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهانا سيدة متزوجة من ١٨ سنه . قبل ٣ سنوات توفي والد زوجي الذي كنت اعيش في بيته مع زوجي .ودخل زوجي في دوامة سداد ديون والده رحمه الله والتعرض لمضايقات لاتتوقف من زوجة ابيه مما ادى الى تناوله بعض الحبوب المهدئه نفسيا باستشارة طبيه لتقليل الضغط النفسي والغضب المستمر .علما بأن زوجي سريع الغضب بطبعه.مع الوقت لاحظت ان زوجي لايرغب في معاشرتي حتى اصبح الموضوع قد يتم مرة واحدة في السنه.هذا الموضوع اتعبني نفسيا بشدة خصوصا ان زوجي يصر على التصريح بأنه يحبني .حاولت ان اجذبه لي الا ان ذلك يشعرني بالمهانة لانه يكون كقطعة الخشب وان سايرني لثواني اشعر ان ذلك رغما عنه.توقفت تماما عن طلب اي شيء يوحي بالمعاشرة .الا انني بشر وأشعر ان انوثتي تموت وافكر في جذبه الي مرة اخرى لكن اخاف ان يكسر قلبي من رفضه لذلك.
الجواب:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الاخت الفاضلة حياكي الله ووفقكي على رعاية اسرتك وزوجك كما اشكر لكي ثقتك وتواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية.
بداية المشكلة لها شقان الشق الأول بخصوص زوجك أقول وبالله التوفيق أولا انتي لم توضحي عمر الزوج وحالته الصحية (خلوه من الامراض العضوية) التي قد تعوقه عن الاداء وانعدام الرغبه الجنسية ، كما انكي لم تذكري ما هي المهدئات والجرعه التي ياخذها زوجك. لأنه ليست كل المهدئات النفسية لها تاثيرات سلبية على الناحية الجنسية . كما ان المشاكل التي ذكرتيها في رسالتك لا تستدعي ان يستمر زوجك علي هذه المهدئات طوال الثلاث سنوات الماضية ، فلا بد هنا من مراجعة الطبيب والتحدث معه بشان الاعراض الجانبية والتاثير السلبي علي الاداء الجنسي، بحيث يغير له الدواء بدواء اخر ليس له ذلك التاثير السلبي على الاداء الجنسي، كما أنه لابد من التحدث مع الطبيب لوضع خطة علاجية لتقليل الجرعة تدريجيا، لكن لا انصح ان يتم التوقف فجأة وبدون الاتفاق مع المريض لأن ذلك قد يأتى باعراض انسحابية لا تحمد عقبها.
ثانيا : لابد من خضوع زوجك لبرنامج علاج نفسي (معرفي – سلوكي) لعلاج الضغوط النفسية( ديون – مضايقات زوجة الاب- الغضب ) التي يتعرض لها زوجك من جذورها وذلك بعلاج الاسباب وليس علاج الاعراض كما تفعل المهدئات والادوية النفسية. فزوجك يحتاج إلي التدريب علي المهارات الاجتماعية وخاصة مهارات توكيد الذات ومنها التعبير عن المشاعر السلبية مثل قول لا، ومهارة الرفض والاحتجاج ، كذلك التعبير عن المشاعر الايجابية ومنها تقديم الشكر والثناء ..الخ، واحتمال ان حالة انعدام الرغبة الجنسية التي لدي زوجك ربما تكون راجعة إلي سرعة الاستثارة الانفعالية والغضب المستمراللذان يعاني منهما زوجك، حيث يؤثران تاثيرا سلبيا علي القدرة الجنسية لدية لذلك يحتاج زوجك الي التدريب علي برنامج شامل للتحكم في الغضب يتضمن عدد من اجراءات التعديل المعرفي والاسترخاء ، واستخدام استراتيجيات حل المشكلات التفاعلية. وانصح هنا بالتوجه الي جمعية اصدقاء الصحة النفسية فلديهم المستشارين النفسيين القادرين علي القيام بتلك المهام.
أما بخصوصك انتي فلكي جزيل التقدير علي حرصك علي زوجك وبيتك وصبرك علي ذلك، من المعروف ان أحد أهم مقاصد الزواج هو العفاف للمرأه والرجل واشباع الغريزة الجنسية بطرق مشروعه ومقبولة دينيا واجتماعيا. لكن قد يحدث احيانا ان ل يتم اشباع الغريزة الجنسية كما هو الحال لديكي اذن هنا لابد من عدة اجراءات طبية ونفسية وسلوكية لحل هذه المشكلة وعودة الحياه الي طبيعتها ومن هذه الاجراءات ما يلي
1- ينبغي اخبار الزوج وتنبيهه الي انه يعاني من مشكلة (انعدام الرغبه الجنسية) وان هذه المشكلة تؤثر علي علاقتكما وبيتكما تاثيرا سلبيا. مهارة التعبير عن المشاعر.
2- بدء حوار هاديء ومشوق معه عن اهمية العلاقة الجنسية وكيف انها تحقق التوازن النفسي للطرفين ومن الممكن الاستعانه في ببعض المواد العملية المكتوبة او المصورة.
3- كسر الروتين اليومي قليلا بالذهاب انت وزوجك الي مكان سواء بالسفر لمدة معينه أو الاقامة هنا بأحد الفنادق .(تغيير البيئة) ولو لبضعة ايام.
4- عندما يتكلم الزوج عن حبه لكي من المهم انتي ايضا ان تبادلية نفس المشاعر وتشجعيه بذكر الايام الماضية وكيف كانت علاقتما الجنسية مشبعه وجميلة.
5- ايضا التغيير في الشكل والملابس بالنسبة لكي مهم لاحداث الاستثاره الجنسية المطلوبه.
6- التوقف عن التفكير بشكل سلبي (تكنيك وقف الافكار). فما تفعلينه مع زوجك شي تؤجرين عليه. وتحويل الافكار السلبية الي افكار ايجابية.
7- مهم جدا ان توصلي لزوجك رساله مفادها ان ما يعانية مشكلة وهذه المشكلة لها علاج ، وهنا لابد من تكوين ما يسمي بالتوقعات الايجابية سواء لديكي او لدية.
8- لابد من أقناع الزوج بعمل الفحوص والتحاليل للازمة حتي نتاكد من خلوة من أي امراض جسمية كالسكري والضغط ...الخ.
9- عندما نتاكد من خلو الزوج من اية امراض جسمية تعوقة عن القيام بالعملية الجنسية اذان هنا لابد من مقابلة الطبيب النفسي للتحدث معه بشان الدواء واثارة ثم الدخول فى برنامج علاج معرفي سلوكي كما ذكرت سابقا.
وفقك الله إلي كل ما يحب ويرضي واصلح لكي زوجك. وفي انتظار تواصلك معنا ثانية لتخبرينا بما تم وارجوا ان يكون خيرا.
دكتور / عاشور ابراهيم.