728 x 90



img

إنها سعادة غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يُسعِد الآخرين أو يشارك في إسعادهم أو تخفيف آلامهم، سعادة لا تحس بها إلا النفوس الطاهرة النقية التي رجاؤها دوم وجه ربها وسعيها دوم هو في طرق الخير المضيئة.
إن الحياة كد وتعب ومشقة وصعاب ومشكلات واختبارات وآلام، وما يصفو منها ما يلبث أن يتكدر، وليس فيها من أوقات صفاء رائق إلا أوقات العبادة المخلصة لرب العالمين سبحانه.
والناس، كل الناس بحاجة إلى يد حانية. تربت على أكتافهم في أوقات المصائب، وتقوم انكسارهم في أوقات الآام، وتبلل ريقهم بماء رقراق عند جفاف الحلوق. وهي من أهم الوسائل في تقوية الروابط وامتزاج القلوب وائتلافها، كما أن إدخال السرور على المسلم يعد من أفضل القربات وأعظم الطاعات التي تقرب العبد إلى الله سبحانه وتعالى.
وإدخال السرور إلى القلوب المسلمة طرق كثيرة وأبواب عديدة منها ما أحب الناس « : ورد في حديث ابن عمر إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن!! ولكن كيف تدخله؟! قال: تكشف عنه كرب أو تقضي عنه دين أو تطرد عنه جوع .ً ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف شهر في المسجد ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء الله أن يمضيه أمضاه مأ الله في قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشي مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت.» الله قدمه يوم تزل فيه الأقدام كما كان صلى الله عليه وسلم ينبسط مع الصغير والكبير يلاطفهم ويداعبهم وكان لا يقول إلا حق ،ً وبهذا
الأسلوب كسب قلوب صحابته. إن مجتمعاتنا اليوم، والتي تعيش الآن في صراعات متشابكة على المصالح الشخصية – لفقيرة إلى فهم ذلك المعنى العظيم، الذي يصرخ فينا
أن سارعوا إلى الرفق بالناس وتفريج الكرب عنهم وتخفيف آلامهم وإطعام جائعهم وقضاء الدين عن مدينهم، وإدخال السرور لحزينهم.