728 x 90



img

يعدّ الاعتذار أحد السلوكيات الإيجابية لنشر وإشاعة الحب بين الناس، إذ يعمل الاعتذار على مد جسور الثقة والتعاون التي هدمت بسبب أحد التصرفات السيئة أو غير المقبولة التي قمنا بها، حيث يمهّد الاعتذار الطريق لأن نسير مرة أخرى في أفكار ومشاعر الشخص الذي أسأنا إليه. ورغم بساطة الاعتذار أو قول كلمة محببة أو جميلة في نفس الآخر إلا أن بعض الناس يجدون صعوبة كبيرة في التعبير عنها، أو يمتنعون من قولها، أو حتى من خلال نظرات تدل على أن الشخص يتأسف على ما صدر منه من سلوكيات غير مقبولة ولكنه يخجل من قول كلمات الأسف، ما يجعل المشكلة والفجوة التي ظهرت بين طرفي الخلاف تكبر شيئًا فشيئًا حتى تصبح عملية ترميم العلاقة الاجتماعية أو الحميمة من جديد صعبة جدًا، وبذلك فإن قول كلمة أسف تحتاج إلى ثقافة ومهارة، خاصة يجب أن يتمتع بها كل شخص؛ لأننا غالبًا ما نتعرض إلى مثل هذه المواقف سواء كانت مع الوالد أو الزوج والصديق أو الجار أو حتى الشخص الغريب.

لقد أعطى ديننا الإسلامي للعفو عن الآخرين معنى خاصًا، وجعل له هدفًا ودعا إليه وشجع عليه، وهو يتضمن التسامح والرحمة والإخوة، قال تعالى: (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم).

وكل منا قد يتعرض في تفاعله الاجتماعي للإساءة والظلم والجهالة والبهتان من الآخرين، أو يتعرّض للصدّ والمنع والإحباط فتتولّد مشاعر التوتر والقلق، وتثير فينا ردود فعل غاضبة، وهنا يأتي دور ترك الانتقام وكظم الغيظ، والعفو عمن ظلمنا، ونصفح عمن أساء إلينا، ونتسامح مع من اعتدى علينا، قال تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)، آل عمران 134، وهذه الأخلاقيات (العفو والصفح والتسامح) تفيد وترفع درجات صاحبها قبل أن تفيد من عفا عنه، وهذا ما أكّده الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا) ففي العفو طمأنينة ومودة وشرف للنفس ورفعة لها عن ذل الانتقام، فالخبرة الدارجة في الحياة اليومية تثبت لنا أن ما انتقم أحد لنفسه إلا ذلّ.

ويتم العفو عن الناس على ثلاثة مستويات:

1- كظم الغيظ: حاول أن تعمل على تحويل مشاعر الغيظ إلى مشاعر تقبل وتحمل، وتصريفها ابتغاء لمرضاة الله، وعدم حبسها في النفس ولا تلجأ إلى الانتقام من الشخص الذي أساء إليك، وهذا يعطيك قوة الإرادة وثقة بالنفس عالية، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب).

2- الصفح عن الإساءة: لا بد أن نتحمل إساءة المسيء ونتقبلها ولا نغضب منها ونحاول أن نصفح عنه ونسامحه دون قلق أو توتر، والصفح أعلى مرتبة من كظم الغيظ، قال تعالى: ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، فصلت 34.

3- الإحسان إلى المسيء: ثم تأتي مرحلة الإحسان إلى المسيء وهي أعلى درجة الصفح يكون فيها عطاء ومودة وحبة للمسيء وإحسان إليه والدعاء له، وهذه العملية لا يقدر عليها إلا من قوي إيمانه.

4- افهم الشخص الذي أساء إليك: ولكي تتخلص من كره الشخص الذي أساء إليك، ضع نفسك مكانه، إنّ هذا يجعلك ترى الجُرم الذي ارتكبه في حقك بعين أخرى، وقد تنظر إليه إلى حدٍ ما على أنّه مقبول، أو على الأقل سيبدو لك أقل مأساوية مما تراه أنت من موقع الضحية.

5- ابدأ حياتك من جديد: أن تعود إلى ممارسة حياتك الطبيعية بشكل عادي، والمسامحة هي فعل تحريري، يحررك من الألم ويعطيك الشجاعة لمواجهة الحياة من جديد.

الأمانة والنشاط والسعي للتميّز أهمّ صفاته
المؤمن الحقّ.. إيجابيّ في نهضة وطنه
يظنّ كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته محدودة، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره، والحقيقة أن المرء حين يتطلع إلى التفوّق على ذاته والتغلب على الصعاب من أمامه سوف يجد أن إمكانات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت ظروفه.

ونرى كثيرًا منهم لا يفرق بين منزلة الإنسان عند الله، والتي معيارها التقوى، وبين صلاحية هذا الإنسان لتولي زمام القيادة والقيام بمهمة التغيير، فليس كل صالح قويًا.

إننا نريد المؤمن الفعال، لا المؤمن العاجز السلبي، ذلك أن مهمة النهوض بهذه الأمة من غفلتها الحالية مهمة شاقة وعسيرة لا يقدر على القيام بها إنسان عاجز ضعيف الشخصية، قليل القدرات والمهارات حتى ولو كان على قدر كبير من الصلاح والتقوى.

ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول في أبي ذر رضي الله عنه :” ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر”، ومع ذلك يمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من تولي الإمارة، ويقول له :” يا أباذر إني أراك ضعيفًا، فلا تولين امرة اثنتين”.

إن قطرات الماء حين تتراكم تشكل في النهاية بحرًا، كما تشكل ذرات الرمل جبلاً، كذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلًا عظيمًا، وقد أثبتت التجربة أن أفضل السبل لصقل شخصية المرء هو التزامه بعادات وسلوكيات محددة صغيرة، كأن يقطع على نفسه أن يقرأ في اليوم جزءًا من القرآن أو يمشي نصف ساعة مهما كانت الظروف والأجواء، ليكن الالتزام ضمن الطاقة وليكن صارمًا فإن (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ).

لذلك نقول: إننا إذا كنا نريد لهذه الأمة أن تنهض من جديد لا بد أن نعمل على بناء المؤمن القوي الأمين الفعّال، هذا النموذج الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : “المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف”.

نريد القوي الناجح في حياته، المتفوق في عمله، الذي يأبى أن يعيش عيشة الكسل والخمول، ويأبى أن تمرّ أيام حياته ولياليها دون أن يزيد أن يزيد شيئًا على هذه الدنيا، كما يقول أديب الإسلام مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى : “فإنك إن لم تزد شيئًا على الدنيا كنت أنت زائدًا عليها”.

نفوس معذبة
كيف أقاوم الحزن وأرضى بالمقسوم؟
إن الرضا عملية نفسية سهلة إذا كانت الأمور كما نريد، وصعبة إذا كانت على عكس ما نريد، ومطلوب من الإنسان أن يُرضي نفسه في جميع الأحوال لكي يحميها من مشاعر السخط والملل والضجر.

والرضا بقضاء الله وقدره سعادة نفسية، تريح النفس والبدن معًا، واسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : (ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)، فالراضي بقضاء الله وقدره هو أغنى الناس، حيث يجعلك الرضا نشطًا مرتاحًا مطمئنًا.

والرضا يشمل مجالات الحياة وهو من الأمور الأساسية في توفر السعادة والحب والوئام، فتجد الرضا الأسري مصدر تماسك الأسرة وترابطها وسعادة أفرادها ولو فقد الرضا لحل محله السخط والملل، ووقعت الأسرة في مشكلات وخلافات.

ويشمل الرضا أيضًا الاستمتاع بالحياة وقبول ما فيها في حدود ما أمر الله به واستحسان ما فيها من نعم وجمال وخير.

والرضا مطلوب في الكروب والمحن والمصائب، وعلينا قبول الأمر الواقع والرضا به، والتكيف معه حتى لا نهدم حياتنا بالثورة والسخط، ويجب أن نعلم أن المصائب والفواجع التي حلت بنا، لا شك أنها تؤلمنا وتؤذينا وتحرمنا، ويجب أن نعمل على تغييرها بالحكمة والتريث دون الاستعجال، والتغيير كما قلنا يبدأ من أنفسنا أولًا، ولا ندري لعل في هذه المصائب والفواجع خير آجل أم عاجل، إن المؤمن يجد في المصائب والنوازل دليلًا على حب الله تعالى له، فيجب أن يرضى بها، ولا يسخط ولا يسأم، وهذا ما يؤكده قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبو شيئًا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون) البقرة 216.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما قضى الله لمؤمن من قضاء إلا كان خيرًا له)، وقال أيضًا: (إذا أحب الله قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط). إذًا علينا أن ندرك هذا المعنى ونعيه جيدًا، ونرضى بقضاء الله وقدره، ونبعد عن أنفسنا السخط والجزع.

ومن أرقى درجات الرضا وأعلاه، رضا الإنسان عن ربه وخالقه، ويشمل ذلك التوكل على الله والانقياد لأوامره واجتناب نواهيه والتسليم بقضائه وقدره، والراحة والاطمئنان فيما قسم، والاعتراف بفضل الله وإحسانه، وحمده والثناء عليه، وظهور آثار نعم الله على لسان العبد ثناءً واعترافًا وعلى قلبه شهادة ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة.

فالإنسان الذي يرضى ولا يسخط فإنه يتطلع إلى الأحسن ويرغب في التقدم وحريص على ما ينفعه وينفع غيره، ويريد الترقي والنجاح والطمأنينة والأمن والسكينة.

وكان عمر بن عبد العزيز يقول: لقد تركتني هؤلاء الدعوات ومالي في شيء من الأمور إرب إلا في مواقع قدر الله عز وجل، وكان يدعو بها كثير: (اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته ولا تأخير شيء قدمته).

مهارات حياتيّة
كيف تعامل طفلك؟
– ابدأ التفكير في العواقب على أنها النتائج الإيجابية، سلوك طفلك المتعاون واختياراته السليمة والتزامه بتنفيذها.

ينبغي أن تحترم حاجات طفلك ورغباته –

– صحيح أن القرار الأخير سوف يكون في يديك في معظم المواقف، إلا أنه لا بد أن تتذكر أن حاجاته ومشاعره ذات أهمية بالغة في هذا السياق.

– حاول أن تدرس شعورك بالتهديد أو عدم الأمان عندما يظهر طفلك صفات الاعتماد على الذات والمبادرة. افعل كل ما في وسعك لتتغلب على تلك المشاعر دون أن يكون لذلك أي تأثير على نمو طفلك السليم.

– اسمح لطفلك أن يمرّ بخبرة أن يتحمل عواقب اختياراته الخاطئة (طبعًا في المواقف التي لا تشكل خطورة على حياته)، وذلك حتى تمنحه الفرصة ليتعلم من تلك الخبرات.

– اجعل طفلك يتحمل مسؤولية سلوكه واسمح له بفرصة تغيير تلك السلوكيات التي يراها غير مناسبة.

تفاءل وابدأ الحياة
– تعود على العادات الحسنة وهي سوف تصنعك.

– لا يجب أن نحكم على ميزات الرجال بمؤهلاتهم، ولكن باستخدامهم لهذه المؤهلات.

– الرجل الناجح هو الذي يظل يبحث عن عمل بعد أن يجد وظيفته.

– ينقسم الفاشلون إلى نصفين، هؤلاء الذين يفكرون ولا يعملون، وهؤلاء الذين يعملون ولا يفكرون أبداً.

– لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.

– إن ما تحصل عليه دون جهد أو ثمن ليس له قيمة.

– إذا لم تفشل فلن تعمل بجد.

– ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.

ثقافة الاعتذار تنشر مشاعر التسامح