728 x 90



img

جميل أن نعيش لحظات في هذه الحياة ترسخ لنا ذكريات ومشاعر، ومن الجميل أيضاً أن نعيش تلك اللحظات مع من نحب.. الارتباط العائلي جزء مهم في بناء أسرة ذات عمود قوي وبناء.
أساس بناء الأسرة الوالدين، فغيابهما يؤثر على العلاقة الأسرية بإيجابيتها وسلبيتها.. ولا نستطيع أن نختار أيا من الوالدين وجودهم ضروري في حياة الأبناء، فالزواج أساس تعاون وعشرة ومشاركة، تكمن هذه المشاركة أيضاً في تربية الأبناء وبذل الجهد وتقديم الأولوية لتربيتهم وتأهيلهم بشكل صحيح قدر المستطاع.
وما ذكرته للتو مقتبس من مدرسة مثالية تتطلب جهدا، وقتا، وطول بال سواء كان من الطرفين أو أحدهما.. فإن ظننا أن الحياة سهلة فللأسف المثالية لا محل لها. المشكلة أننا نعيش اليوم في عدة مدارس تتخابط مع بعض، بل الجهد أصبح مقسما أكثر وراحة البال أصبحت أقل.. أصبحنا نلبي التوجهات، فإن كان التوجه يحتاج مجهودا كبيرا، نحاول أن نقدم ما لدينا، وإن كان التوجه يقتضي وقتا أطول في العمل، نخضع لذلك الوقت دون خيارات تراعي الموازنة بين البيت والعمل، التربية والتعليم، التعليم والتأهيل. ملاحظ أن التوجه اليوم أصبح توجها مؤسسيا أو مهنيا إن صح القول سواء لأولياء الأمور أو الأبناء، رغم ثباتنا كمجتمع على أهمية العائلة والترابط الاجتماعي.. بحيث يكمن الجهد في بذل ساعات طويلة في العمل، أو ساعات طويلة في التعليم، ما يؤثر على استغلال ما تبقى من الوقت بشكل مفيد داخل المنزل لإبراز هواية مثلا، صقل موهبة أو قضاء وقت بشكل عام لتلبية احتياجات المنزل أو حتى للاستمتاع!، المنزل أيضاً يجب أن يعتبر كمؤسسة بحد ذاتها تحتاج وقتا، مسؤولية ورعاية كاملة.. الخيارات قليلة لأولياء الأمور لأحد الطرفين على الأقل في الموازنة بين العمل والأسرة.. لا تكمن صلاحيات أساسا لتحقيق تلك الموازنة.
دائما يقال: «إن الأم ناجحة في حياتها العملية وتضرب الأمثلة على تحملها الصعاب للوصول إلى أعلى المراتب»، هل ضربت الأمثال على العمليات الناجحة في المنزل أيضا؟!، تحقيق الموازنة الصحيحة للنجاح ما بين عمل ومنزل يحتاج صلاحيات لبناء حضارة تبدأ من الأسرة أولاً..
هل ما زلنا نستطيع أن نعطي البيت حقه اليوم، كما نعطي العمل حقه بالكامل!؟.;

بثينة الجناحي
زميلة مركز كارتر للصحة النفسية وعضو جمعية وياك