شعور بالحزن

التاريخ: 2017-01-14

الإستشارة:

السلام عليكم، عندي مشكلة أو شعور بالحزن، لدي مجموعة من الصديقات أقضي معهم أوقات جميلة أيام الدراسة، كانوا معي منذ الطفولة بالتحديد من الابتدائية. لم يشاركوني فرحتي وحزني مؤخرا، كما إن أغلبهم لم يعد يعيرني اهتماما منهن خاصة بعد زواج معضمهن الذي لم يشاركنني فيه ولم أدر عنه إلا بمحض صدفة خوفا من العين كعادة بعض البنات، أتمنى منهن مجرد سؤال أو حتى اتصال، أو مغذي للصداقة، لكن لا رد، المشكلة أن مواقع التواصل لم تعكس مدى انشغالهن كما يدعي بعضهن، وقراءتهن لما أرسله لهن من سؤال وعدم الرد ، شيء مؤلم جدا، بإمكاني أن ألغي كل شيء يذكرني بهن، لكن لاتهون علي الصداقة كما هانت لهن، وهو ما جعلني أمر بحزن. ما الحل المناسب لهذا الحزن؟.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين
أختي العزيزة الغالية
دعينا نفكر سويا قليلا ونتساءل لماذا قد أجمع الجميع على التخلي والبعد عنك ..؟؟
لماذا حكمت عليهن أنهن يخافن من العين والحسد ؟؟
وهل وجود أحد على مواقع التواصل الاجتماعي هو دليل على عدم انشغاله ؟؟
وما هي طبيعة الأسئلة التي يقرأنها ولا يردن عليك وكيف ومتى وما هو عددها ؟؟
والسؤال الأهم لماذا أنت تشغلين بالك بأناس لا يرغبون في التواصل معك وتضيعين عمرك وحياتك في البحث عن ذكريات ..؟؟
أختي العزيزة أرى أن سبب الحزن الرئيسي هو أنت !!!
نعم .. أنت من وضع نفسه في هذا الموقف الحرج .. لعلك تحبين صديقاتك بشكل مبالغ فيه قد يفهم خطأ ويصل إلى حد الإزعاج
فغالب الناس يحبون بعض الخصوصية .. فلعلك تكونين تهتمين بأمورهم أكثر من اللازم وبالتالي يفهم الآخر أنه تطفل أو حب امتلاك وهذا غير مرغوب فيه بالمرة ..
قد تكون رسائلك غير مهمة أو كثيره أو في أوقات غير مناسبة خصوصا أن أغلبهن متزوجات ولهن أولويات ونظام حياتي جديد وأنت تتعجلين الإجابة أو حتى محتوى الرسالة غير مهم ولا يستحق الرد ..
أختي العزيزة لا تفسري دائما الأمور من وجهة نظرك او كما تتخيلين .. فلعل خيالك وكثرة لومك وعتابك لهن وطلبك الاهتمام الزائد هو من نفرهن من حولك.
ووجود أي شخص على مواقع التواصل الاجتماعي لا يعني فراغه .. فالآن نستطيع أن نزور تلك المواقع وأنا في السيارة في انتظار إشارة المرور وأنا ذاهب إلى أي مكان وأنا أتسوق وأنا في العمل .. فزيارة الموقع لعدة مرات في دقائق معدودة لا تعني أبدا إنني متفرغ وجالسا 24 ساعه أزور وأتصفح تلك المواقع.
أنصحك لله أن تغيري نظرتك للحياة والآخرين ولا تطلبي من أحد الاهتمام أبداا .. (( فالاهتمام بعد طلبه يعتبر مجاملة لا قيمة لها ))
ابدأي في تكوين علاقات جديده بشكل جديد وابتعدي قليلا عن من هجرنك ولا تلحي عليهم في القرب منك ..
الحياة لا تتوقف على أشخاص بل نعيش لنتعرف إلى أناس جدد لتستمر الحياة.
اتركي عنك حزنك وهمك وغمك فكل إنسان له حياته الخاصة وهو حر في الاختيار .. والحياة أيام الدراسة غير أيام العمل غير أيام الزواج والمسؤوليات فلعل فراغك ووحدتك كانوا السبب الرئيسي في بحثك عنهن وهن لديهن من المسؤوليات الكثيرة التي شغلتهن عنك وأنت لا تقدرينها بالشكل المناسب وتحول الامر إلى نفور منك واتهامك لهن بالإهمال والابتعاد.
راجعي حساباتك مع نفسك واهتمي بها ودليليها واشغليها بأشياء وأعمال مفيدة فذلك سيكون أفضل لك من البحث عن أشخاص لهم أيضا إشغالهم وحياتهم الخاصة ..
أسعد الله قلبك وأزال همك وغمك ونزع الحزن من حياتك

تحياتي
د. محمـد حسين رضوان حسن
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي