728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أنا أتعلق بالأشخاص كثيرا
فإن حدث أي خطأ منهم تجاهي أو جرحني أحدهم بكلمة أحزن كثيرا
وأبقى على هذا الحال فترة طويلة، وعندما أحزن يؤلمني قولوني . ولكن لا أستطيع السيطرة على حزني
كيف أخفف من حبي وتعلقي بالأشخاص.

الجواب:

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك (وياك) وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك وأن يرعاك وان يقدر لك الخير حيث كان ، وبخصوص ما ورد في سؤالك فإننا نحب أن نجيب من خلال ما يلي:

أولا: أنت فتاة طبيعية جدا، فلا داعلي للقلق ولا الخوف ، عندك مشكلة بسيطة وهي حساسيتك المفرطة التي أثرت علي نفسيتك بل وتجاوزت ذلك حتى وصلت إلى القولون-عافاك الله منه- وهو بالطبع ما أثر على ثقتك في ذاتك وجعل تحزنين لكل كلمة جارحة أو شبه جارحة ، وعليه فأول طريق للعلاج هو إعادة الثقة بالنفس من جديد .
ثانيا: الثقة بالنفس أختنا الفاضلة : إحساس داخلي داخل الإنسان يشعره بقيمته بين أقرانه، ثم تترجم هذه الثقة لتشمل كل حركة من حركاته وسكناته ويتصرف الإنسان بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة فتصرفاته هو من يحكمها وليس غيره ، وهما لا اعتبار للناس حول خلقته التي خلقه الله عليها ، إذ هو مقتنع تماما أن الله أكرم الإنسان وأحسن خلقه ، وأنه يحب نفسه على ما هي عليه ، وإنما الاعتبار نعني اعتبار كلام الناس يكون في السلوك ، وهنا يقبل من حيث المبدأ التفكير في جوانب صحة حديثهم من عدمه .
ثالثا: حتي تعود الثقة إلي مكانها لابد أولا من التعرف على الأسباب التي تضغف الثقة بالنفس وهي كالتالي:
1- تهويل الأمور وتضخيم المواقف بحيث تشعري أن من حولك يركزون على ضعفك ويرقبون كل حركة غير طبيعية تقوم بها .
2- اعتبار نقد الناس هو المعيار الحقيقي لصحة قولك أو خطئه ، وهذا خلاف الحقيقة فالمعيار الحقيقي للصواب من عدمه هو دينك وأعراف مجتمعك وقناعاتك الشخصية ناء على ذلك.
رابعا: الناس أختنا لا تتطابق في أشكالها كما لا تتطابق في أخلاقها وصفاتها ، وعليك ابتداء أن ترسخي تلك القناعة في نفسك ، حتى تتوقعي منهم الحسن والسوء والفرح والحزن ، هذه طبيعة الحياة .
خامسا: الكلام الجارح له منطوق ومفهوم ، قد يكون المنطوق قاسيا لكنه لا يعبر عن مقصود المتحدث ، وعليه فالتماس الأعذار للناس وحمل الكلام على أفضل المحامل منهج مريح في التعامل مع الغير .
سادسا: التنوع في الصداقات أمر هام حتى لا تحصري نفسك في أخت واحدة او في مجموعة واحدة ، المهم ان تكون تلك الأخوات صالحات متدينات عاقلات .
سابعا: نوعي اهتماماتك أختنا الفاضلة، واهتمي بالعمل الاجتماعي، واجتهدي في مساعدة الأخرين عبر أي جمعية أو مؤسسة تهتم بهذا الشأن، فإن تنوع الاهتمامات والانشغال لا يترك مساحة للشيطان لتفسير أحداث بعينها أو الوقوف عن سفاسف الأمور . وعليه فإننا نرجو منك الانشغال بعمل أو هدف استراتيجي طويل الأمد ، مثل : مشروع حفظ القرآن ، أو مشروع دراسة التاريخ ، أو مشروع قراءة في سير الصحابة والصحابيات ، المهم أن تشغلي ذهنك بعمل إيجابي يحتاج منك إلي مزيد وقت.
ثامنا: نرجو منك ضبط المشاعر حين التعارف على الناس ، ولا تغرقي نفسك في التفكير الزائد عن الحد مع أي شخص، فليس هناك شخص يحمل الصواب المطلق ، ولا شخص يخمل الخطا المحض، وقد نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضبط المشاعر في التعرف على الغير فقال:: " أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا , وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا" وهذا لا يعني القطيعة وإنما يعني الاعتدال في المحبة
وأخيرا: تذكريأن كل من أساء إليك إنما يضع في كفة حسناتك حسناته هو ، وفي صحيفة أجرك ما تعب وحصل عليه، ولذلك كان بعض السلف إذا سمع أحدا يغتابه يقول: أهدانا أفضل ما عنده فلنهده أفضل ما عندنا ثم يأمر له بعطاء من تمر أو غيره، أنت فتاة طيبة ونحن سعداء بتواصلك معنا في أي وقت والله الموفق

د . أحمد المحمدي أحمد متولي
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما