التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
أنا شخص أكره التواجد مع الناس، لأن مجرد الجلوس معهم يشعرني بأن الجميع يكرهني وينتظر رحيلي، واذا حدث وجلس معي أحدهم ينتابني شعور بأني سأخطئ وأقول شيء يزعج الشخص، أو شيء يجعل الأخرين يأخذون فكرة سلبية عني.
مجرد دخولي إلى مكان عام يشعرني بأن كل الأنظار موجهة لي، فأشعر بتوتر وأمشي منحني الرأس كي لا أنظر لأحد، صداقاتي المقربة قليلة ولا تدوم كثيراً، كنت أظن أن المشكلة ليست مني وألعب دور الضحية، لكن مع تكرار فقدان الأصدقاء تبين أن المشكلة مني.
دائما ما أشعر أن الناس تخطط لشيء ضدي، أشعر بأني عالة على الآخرين ودائما ماتمتلكني رغبة بالموت لكي أريح نفسي وأريح الآخرين مني. هل هذه الأعراض تعتبر من اضطراب الشخصية الاجتماعية، أم رهاب اجتماعي، أو نوع من الاكتئاب الخفيف.
آسف على الإطالة.
الجواب:
الأخ الفاضل / السلام عليكم ورحمة والله وبركاته
في البداية أتوجه إليك بالشكر علي الاستشارة عبر موقعنا، وأحب أن أوضح لك أنه من خلال الشكوي التي تفضلت بها، تتضح المعاناة من الرهاب الاجتماعي، مع المعاناة من بعض الوساوس القهرية، والتي أعتقد أنها عرض ثانوي نتيجة للرهاب الاجتماعي، كما يتضح من خلال الأعراض التي تفضلت بها أنك تعاني منها منذ فترة ليست بالقليلة، لكن الأهم الآن هو طريقة العلاج والتي أعتقد بمشيئة الله تعالي أنها سوف تكون بسيطة إذا توجهت لأحد المتخصصين في العلاج النفسي لعمل الاتي :
العلاج المعرفي السلوكي مفيد جدا في مثل هذه الحالات؛ حيث إنه سوف يساعدك ويخلصك من الأفكار الخاطئة والتي تعد بمثابة الأفكار الأتوماتيكية وتسيطر عليك لحظة التواجد في المواقف الاجتماعية أو الاختلاط بالآخرين ومن ثم تكون بمثابة المثير الذي يساعد علي ظهور بعض الأعراض الفسيولوجية والتي تختلف من شخص لآخر ( ومنها علي سبيل المثال التعرق، ارتفاع ضغط الدم، زيادة ضربات القلب، ارتعاش اليدين .. الخ) وبالتالي إذا استطعت من خلال العلاج النفسي السيطرة علي الأفكار السلبية، سيعد ذلك خطوة كبيرة في طريق العلاج النفسي، وحل المشكلة بنسبة كبيرة.
الخطوة الثانية هي التدريب علي الاسترخاء، والذي سيساعدك علي التحكم في نوبات القلق التي تسيطر عليك في المواقف الاجتماعية.
الخطوة الثالثة إذا استطعت حضور جلسات علاج نفسي جماعي، وهي متوفرة الآن في العديد من المصحات النفسية بقسم العيادات الخارجية، فإن ذلك سوف يساعدك علي اختصار الوقت والتدريب علي مهارات التواصل والاحتكاك بالآخرين بشكل سليم.
تقديري واحترامي
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي