التوتر

التاريخ: 2017-01-14

الإستشارة:

أنا طالبة في الجامعة وأواجه التوتر الشديد عند التحدث مع الأشخاص حتى الأصدقاء، والتوتر يزداد بشدة عند تقديم العروض أمام الصف، ووصل الحد بي إلى عدم القدرة على التواصل مع الشخص الذي أتحدث معه؛ إذ أفقد جميع انفعالاتي وأرغب بالانسحاب من المحادثة.
أرجو منكم توجيهي لما هو مطلوب مني فعله، وما الذي يمكن أن يخفف عني هذا التوتر؟ مع العلم بأني أعاني من جرثومة المعدى والقولون.
وشكرا

الجواب:

الأخت الفاضلة / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأشكرك علي الاستشارة في البداية، والتي يتضح من خلال الشكوى التي تفضلتي بها، أنك تعانين من الرهاب الاجتماعي، وهو أحد الاضطرابات النفسية التي تصيب البعض، لكن لا داعي للانزعاج؛ فهو من الاضطرابات التي من الممكن علاجها بسهولة، وفي وقت يسير بمشيئة الله تعالي، وذلك في حالة توفر العديد من الشروط وهي :
الاحساس بالمشكلة ( وهذا الشرط متوفر بدليل الشكوى التي تقدمتي بها).
الرغبة في التغيير (هذا الشرط أيضا متوفر وهو طلبك للمساعدة وأهمية ذلك أنه يزيد من الدافعية للتغيير )
العلاج النفسي ، وهذه هي الخطوة المطلوب منك تنفيذها في الفترة الحالية، والعلاج النفسي ينقسم لقسمين: الأول هو العلاج الدوائي ويفضل ألا نلجأ إليه إلا في الحالات الشديدة من الاضطراب، فكثير من حالات الرهاب الاجتماعي يكون العلاج النفسي سواء تحليل نفسي أو علاج سلوكي معرفي كافيا للتعامل معها بجانب التدريب علي الاسترخاء، وذلك لتعلم كيفية إدارة نوبات القلق التي تسيطر عليك أثناء المواقف الاجتماعية، فمن وجهة نظري القدرة علي السيطرة علي القلق بمثابة نصف الطريق في العملية العلاجية. والقسم الثاني من العلاج النفسي هو اكتساب مهارة القدرة علي تغيير الأفكار الخاطئة التي تطرأ علي ذهنك في مثل تلك المواقف، مثل: إذا تحدثت أمام زملائك يراودك فكرة أنهم قد يسخرون منك أو أنك تتحدثين بطريقة خاطئة، وما إلي ذلك؛ حيث إن العلاج السلوكي المعرفي في هذا الموقف مع التدريب علي الاسترخاء يكون الحل سهلا، وأعتقد أنك قد تحتاجين من 8 إلي 12 جلسة .

تقديري واحترامي
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي