التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
ابني عمره 17سنة ويعاني من مشكلة حركية في قدميه، ومقيم في الدوحة من 6 شهور فقط مع العائلة، من الملاحظ عليه الآن كثرة الشكوى من الدراسة والمدرسة، وكذلك حبه الانعزال والعصبية والنرفزة، يشكو كثيرا من آلام في جسده ويتناول علاجه لكنه لم يستفد، منزعج جدا من وجوده في الدوحة ويفضل العودة إلى بلدنا، كثير الشكوى والتذمر، يشعر باليأس الدائم وغير مرغوب فيه، دائما متشائم، تحصيله العلمي ضعيف جدا، مع مقارنة هذه الأعراض مع مرض الاكتئاب فقد وجدت أن كثيرا منها تنطبق عليه
الجواب:
الأخت الفاضلة / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا أفضل في البداية التاكد من عدم وجود سبب عضوي للمشكلة الحركية التي في القدم كما تفضلتي وذكرتي، وهذا بسيط من خلال زيارة بسيطة للطبيب، وسوف يشرح لك إن كان هناك سبب عضوي نتيجة لذلك يحتاج للتدخل الدوائي أم لا.
هذا فيما يخص حركة القدم، وعلي أية حال سوف أجيب علي سؤالك باعتبار أنك قد قمتي بهذه الخطوة، إذن فنحن نتحدث الآن عن عرض نفسي متمثل في ( الحركات اللاإرادية للقدم – انعزال – عصبية – يأس – تشاؤم ) والتي تعكس عن المعاناة الشديدة من القلق والتوتر، وهذا يكون له علاقة كبيرة بالحركات اللاإرادية للقدم، لكن المصدر النفسي للقلق إنما يكون متعدد وقد يكون له أكثر من احتمال، منها علي سبيل المثال لا الحصر ( إنه عرض من أعراض مرحلة المراهقة، نتيجة الصراعات النفسية التي يعانيها الآن نتيجة أزمة المراهقة، أو قد تكون سبب انتقاله لبيئة جديدة، وهي ما تسمي بصدام الحضارة التي يعاني منها بعض الأفراد عند الانتقال للعيش من مجتمع لمجتمع آخر، أو عدم قدرته علي التكيف مع الوضع الجديد، وقد يكون ذلك بسبب تعرضه للأذي أو الإحراج من قبل بعض الأشخاص في المدرسة علي سبيل المثال، وغيرها من العوامل ) لكن الشيء الواضح والثابت هو معاناته من مشاعر قلق وتوتر شديدة متلازمة مع مشاعر اكتئاب؛ نتيجة اهتزاز ثقته بنفسه، وهو ما جعله يفضل العزلة وعدم الرغبة في الاختلاط بالآخرين، ومن أهم الأسباب أيضا في ثبات تلك الأعراض وتطورها هو افتقادة الإحساس بالأمان في الوقت الحالي، وافتقادة للشخص الذي يثق فيه، ويشاركه مشاعرة حتي يستطيع التغلب علي تلك الأزمة وتجاوزها؛ لذا أنصحك بضرورة مساعدته علي وجه السرعة لمقابلة معالج نفسي متخصص، ومن ثم تحديد المشكلة بشكل أكثر دقة وشمولية، ومناقشة الأفكار الخاطئة المسيطرة علية، وأعتقد انه يستطيع التغلب علي تلك الأعراض بمرور الوقت إن شاء الله في فترة قصيرة؛ فالمهم هو أن يشعر بوجود مشكلة، ثم مساعدته في اتخاذ القرار بالبحث عن حل لهذه المشكلة.
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي