728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أسعد الله أوقاتكم، وأتمنى منكم مساعدتي
عندي مقابلة عمل، وهي مهمة بالنسبة لي، وأعاني من الرهبة والخوف والتلعثم:
١- هل يوجد دواء يمكن أن أتناوله قبل المقابلة بساعات؛ يجعلني هادئا، وواثقا من نفسي، ولا يفقد تركيزي؟
٢- هل الأندرال مع الزاناكس سوف يكون مناسب لهذه الحالة؟ أرجو المساعدة، فأنا مضطر لأخذ دواء، وشكرا لكم

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي السائل حفظك الله ورعاك، ووفقك لكل خير، كما أشكرُك على تواصلك مع موقعِ وياك للاستشارات النفسية .
أنت شخصت مشكلتك وذلك من خلالِ وصفك للأعراض التي تنتابك وهي: الخجلُ، والخوفُ أثناء التحدثِ أمامَ الآخرين وعدم الثقةِ بالنفسِ، وهذهِ المشكلةُ يرجعُ سببها إلى تكوين شخصيتك، فهناك بعضُ الشخصيات المنطوية التي تُحب العزلة وعدم الاختلاط بالآخرين، والاندماجُ في المجتمع.
والمصابُ بالرهاب الاجتماعي يخافُ من أن يخطئ أمامَ الآخرين فيتعرضُ للنقدِ أو السخريةِ أو الاستهزاء، وهذا الخوف الشديدُ يؤدي إلى استثارةٍ قويةٍ للجهاز العصبي غير الإرادي، حيث يتمُّ إفراز هرمون يسمى "أدرينالين" بكمياتٍ كبيرة تفوق المعتاد ممَّا يؤدي إلى ظهورِ الأعراض البدنية على الإنسانِ الخجول في المواقف الاجتماعية، أمَّا الخجلُ الذي تعاني منه فهو الخجل من الآخرين.
والخجلُ في حدِّ ذاته ليس سوى ثمرةٌ من ثمارِ شجرةِ (الخوف والقلق والضعف) وإنَّ قوةَ الشخصيةِ وضعفها من الظواهرِ الهامة في بعثِ كينونة الإنسان، والإرادة بمفهومها الانفعالي والسلوكي تلعبُ دورها الفعَّال الأساسي في حياةِ الفرد، ولكل إنسان تكوينٌ نفسي وشخصي يتميزُ بهما عن غيره من الناسِ، ولكل منَّا نزعته وتفكيره وانفعالاته السلوكية الخاصة به، وأنَّ عقدة الخجلِ وانفعالاتها الوجدانية والنَّفسية تختلفُ بين فردٍ وآخر، وذلك لتعددِ الأحوالِ والعواملِ والظروفِ الموضوعية التي تحيطُ بحياةِ كل مخلوق.
والإنسانُ الخجولُ لا يمكنُ أن يشعرُ بالخجلِ في كل المواقفِ التي تجمعه بالناس، بل تختلفُ تلك المواقف من شخصٍ لآخر، ولكن يجب أن تعلم أنَّ هناك فرقاً بين الحياءِ والخجل، فالحياءُ صفةٌ حميدةٌ وهو شعبةٌ من شعبِ الإيمان، والإنسانُ الحيي يتميزُ بأخلاقٍ عاليةٍ رفيعة .
وبالنسبة لنجاح مقابلتك لا تعتمد بالأساس على العلاج الدوائي أخي الفاضل ، ولا يمكن أن يصرف دواء بالسرعة العاجلة وهذا من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس ، ولكن علاجك الصحيح أخي الفاضل هو تعديل السلوك وتغيير التفكير من السلبي إلى الإيجابي، ولا بد من أن تعطي لنفسك مكانة وقوة حتى تتغلب على الخوف والخجل، وترسل الرسائل الإيجابية إلى عقلك الباطني أنك ستنجح في مقابلتك بإذن الله تعالى، وتجتاز مرحلة الخوف والرهبة والقلق .
ولكي تتخلص من هذه الظاهرة يتطلب منك خطوات منها:

1- لابدَّ أن تحدد أسباب شعورك بالخجل، فعلى سبيل المثال، هل يُرعبكِ أن يُقال شيءٌ ما حول مظهرك؟ لابدَّ من وجود سببٍ وراء طريقة ردِّ فعلك، وحاول أن تتخلص منها.
2- لابدَّ أن تكون مقدرا تماماً لقدراتك ومهاراتك؛ حتى لا يكون هناك شعورٌ كاذبٌ بالنقص.
3- ولابدَّ أن تكون لديك قوةُ الإرادةِ في مواجهةِ الآخرين والاندماج معهم، ممَّا يزيدك الثقة في نفسك فتتخلص تدريجياً من الخجل..
4- حاول أن تتعلم المهارات الاجتماعية كأن تعمل على ضمان النجاح والتفوق دون الإخلالِ بحقوقِ الآخرين، وتتمتع بالشجاعةِ والقوةِ والقدرة على اتخاذِ القرارات الحاسمة، والقدرة على التفاوضِ والتحاورِ والإقناعِ بتلقائية.
5- حاول أن تواجه الآخرين وتتكلم معهم، وذلك بتحديدِ أفكارك وترتيبها وتوضيح الرسالة التي تريد أن تبلغها لغيرك، ولابدَّ أن تدعم وجهات نظرك بالحقائق التي تدعم أفكارك، وتجعل لك مصداقية لدى الآخرين.
6- لا تحاول أن تصغر وتحقر من نفسك أمام الآخرين، وأنك لا تستطيع أن تتكلم بطلاقة، أو أن تمشي بكل حرية ، فهذه البرمجة قد تؤثرُ على سلوكك وعلى حركاتك.
7- درب نفسك وأمام المرآة في البيتِ على الحديثِ بكل طلاقةٍ وبدون خوف ، فهذا سيزيدك ثقتك بنفسك أكثر.
8- مارس تمارين الاسترخاء قبل الذهاب إلى موعد المقابلة لأنّها تساعدك في التّغلبِ على القلقِ والتوتر، واختار مكاناً هادئاً في الغرفة واستلقي على السرير، ومدِّ رجليك ويديك وليكن النور خفيفاً، وحاول أن تستخرج كل المشاكل والهموم والأفكار التي تُعاني منها وارميها وراء ظهرك، وحاول تكرار هذا التمرين لعدة مرات.
9- حاول أن تصلي ركعتين قبل الذهاب إلى المقابلة ، وتلح في الطلب والدعاء بأن يوفقك الله وييسر لك أمرك.
10- انظر الأفضل في نفسك، فأحد الطرق لتكريسِ الثقةِ بالنفسِ هو التوجه إلى الأشياء الحسنة في الذاتِ والتقليل من تأنيب الذات.
11- اشعر بإيجابية تجاه نفسك، ولا تجعل نفسك تشعر بالإحباط وتمتع بوقتك.

وبالله التوفيق
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما