التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
ماهو سبب الخوف والتوتر والقلق الزائد من الاختبار، وتفكير متكرر بالرسوب لدرجة أنه في الاختبار أيدي عم ترتعش، وكيف تتخلص منه ؟
الجواب:
بداية أشكرك على ثقتك وتواصلك معنا، اعلم جيدا أن للخوف أنواع: خوف مقبول، ويمكن أن نقول عليه طبيعي، وخوف آخر مرضي
والخوف عبارة عن شعور يشعر به الإنسان عندما يشعر بخطر، سواء كان هذا الخطر حقيقي أو غير حقيقي، وللاسف الشديد إن العقل الباطن ( اللاشعور ) لا يستطيع أن يفرق بين الحقيقة والخيال؛ فإذا ما تم برمجته على الخوف من شيء ما، خاف منه بشدة، وإن كان غير منطقي، مثل: المخاوف المرضية من الحشرات الصغيرة، أو الاختبارات أو المصعد، كذلك الخوف المرضي من الظلام والأماكن المغلقة، فان كان خوفك مثلا من شيء يستحق القلق والتوتر ( خطر حقيقي يقع بك ) فهنا نقول إنه خوفك طبيعي يحدث كحماية لك؛ أما إن حدث الخوف من شيء غير منطقي، فهنا نقول أن الخوف مرضي يحتاج تدخل علاجي من مختص نفسي في حال عدم قدرتك على التغلب عليه
إن توترك وخوفك الزائد من الاختبار، قد يرجع إلى مجموعة من الأفكار غير العقلانية التي تسيطر على ذهنك حال تكرار التجربة ( الاختبار )، ولكي تتخلصي من هذه الأفكار، يمكن أن تطبقي تقنية فحص الدليل
للأفكار غير العقلانية التلقائية التي تأتي على ذهنك، وتسبب هذه التغيرات النفسية والجسدية.
اجلسي في مكان هادئ وقومي بعمل رصد لجميع الأفكار غير العقلانية خلال جدول مكون من ثلاثة أعمدة وأمام كل فكرة اكتبي ما يعتقد أن يكون دليل مؤيد للفكرة غير العقلانية وكذلك ما يعتقد أن يكون دليل معارض لها، ويستفاد من هذا التدريب هو الشك في صحة الأفكار غير العقلانية، ومن ثم تعديلها، والتركيز على تفسرات بديلة توجهك نحو الهدف الايجابي؛ فمثلا قد تكون من الأفكار غير العقلانية التلقائية التي ترد على ذهنك أنك سوف ترسبين في الاختبار مثلا في مادة ما، اكتبي دلائل الرسوب ستفاجأين أن الدلائل غير قوية، وكذلك المعارض للدلائل تبدأي في كتابة ما يفيد عدم رسوبك، مثل: انك تذاكري، وأنك أنهيتي المادة وهكذا.
ولا تنسى الاستعانه بالله تبارك والمحافظة على الأذكار، فلقد قال سبحانه وتعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
تمنياتي لك التوفيق والرشاد
د.هاني الشامي
خبير نفسي وتربوي وخبرة في الاستشارات النفسية والتربوية بكل من البحرين و قطر و مصر