728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أتمنى منكم النصح لأفضل طريقة لعلاج الإدمان على عقاقير النوم..أو إرشادي للدكتور المناسب للعلاج من هذه الحالة..وشكرا.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي السائل حفظك الله ورعاك، وقوى إيمانك وعزيمتك، وأشكركَ على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية، ونحنُ على أتمِّ الاستعداد لاستقبالِ أسئلتك واستفساراتك، وأعجبتني فيك روح التفاؤل والأمل، والإصرار على التغيير والنجاح.
إنَّ الإنسان الإيجابي هو الذي يتوقع الأفضل دائماً من الآخرين، وعندما يُواجه عوائق في طريق تقدُّمه، لا يمتلكه الإحباط أو اليأس، ويتجاوز ذلك بسرعة، ويتمتّع بإقبالٍ وتصميمٍ على الحياة، فأنا أريدك أن تكون شخصية إيجابية متفائلة وليس سلبية.
أبعد عنك الأفكار الانهزامية، وأبعد عنك الأفكار التَّسلطية، فأنت مقبل على الحياة وليس هذا مجاملة، وعندك من الطّموح والأفكار والمشاريع ما تستطيع أن تنفع به نفسكِ وأمتكِ، فلا تترك مجالاً للشيطان ووساوسه أن يتغلبا عليكِ.
يجب أن تعلمَ أنَّ الله تعالى جعلَ جسمَ الإنسانِ لتكونَ فيه تغيُّراتٍ دورية خلال ساعاتِ النَّهارِ والليل، وهذهِ الطبيعةُ الجسمية تحدِّدُ الأوقات التي تناسبُ أن ينامَ فيها الإنسان، وعدد ساعات النَّومِ الطبيعية، وكلَّما كانت ساعةُ النومِ منظَّمةٌ ومرتبةٌ وفي وقتها كلَّما كان النومُ صحياً، وأحياناً تتأثرُ ساعةَ الإنسان البيولوجية بعدةِ عوامل منها مثلاً: السفرُ الطويل، ومنها فترات القيلولة والنومُ في النهار.
ففي مرحلةِ البلوغ يصل معدَّلُ النومِ عند الإنسانِ من 6 إلى 8 ساعات يومياً.
ولهذا فكثيرٌ من النَّاس يظنُّ أن تعويض ساعات النَّومِ بالليل بفتراتِ راحة نهارية، فهذا النمطُ من الحياةِ يمكن أن يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة.
والتعود على المهدئات أخي الفاضل هي ظاهرة معروفة من الناحية الطبية، وتكثر وسط الإناث، ولا شك أن السبب الرئيسي لهذا الإدمان هو تناول هذه الأدوية دون أي استرشاد طبي من طبيب مقتدر ومختص ثقة وأمين، والناس بطبعها قد تتهاون في تناول هذه الحبوب، وبعض الناس يلجأ لتناول هذه العقاقير إذا تعرض لأي ضغوطات أو أي نوع من التوتر والذي لا تخلو الحياة منه مطلقاً.
هنالك حقائقٌ مجسدةٌ ومعروفةٌ وثابتة، وهو أنَّ النومَ حاجةٌ بيولوجيةٌ ضروريةٌ للإنسان، وأنَّ هنالك مراكزَ معينة في الدماغ تتحكمُ فيه، ولا شكَّ أنَّ الحالةَ النفسيةَ للإنسان تلعبُ دورًا في كفاءة نومه.
إذن أنت محتاج لأن تُعيد هيكلة أفكارك حول النوم وفلسفة النوم، الفكرُ الوسواسي الذي بدأ عندك هو الذي أثر عليك، وحتى وإن اختفى الآن لكن لابدَّ أن تكوِّن مفاهيم جديدةٍ حول النوم، وهو أنَّه حاجةٌ بيولوجية أكيدة.
اجعل قناعاتك قناعات مختلفة عما مضى من تفكيرٍ، وأنَّ النوم سوف يأتيك، وأن تُقرِّ مع نفسك أنك لن تبحث عن النوم، بل دع النوم يبحث عنك، وهذا يُمكن أن يتم من خلالِ التمهيدِ لتحسينِ الصحةِ النومية من خلالِ القيام بإجراءات أهمها أن تثبت وقت نومك ليلاً، ولا تكون متأرجح فيما يخص الأوقات التي تذهب فيها إلى النوم.
وفي هذه الحالة يجبُ عليك - يا أخي الفاضل - عمل الآتي:

1- حاول أن تتغلب على الضغوط والمشاكل التي تعاني منها في حياتك اليومية.
2- حاول أن تنام وأنت مطمئن البال ونفسك مرتاح.
3- نم على طهارةٍ، ولا تنسى دعاء النوم والاستغفار والتوبة.
4- هناك دعاءٌ مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم خاص بالأرق وهو كالآتي: (قل: اللهم غارت النجوم، وهدأت العيون، وأنت حيٌ قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم أهد ليلي، وأنم عيني) كررها ثلاث مرات .
5- حاول أن تستمتع بمباهجِ الحياةِ وسط عائلتك، والقيامِ بواجباتك اليوميةِ في وقتٍ قصير.
6- مارس الرياضةَ أثناء النهار.
7- لا تتناول الشاي ولا القهوة بعد الساعةِ السادسةِ مساءً.
8- مارس تمارين الاسترخاء؛ لأنّها تساعدكِ في التّغلب على القلقِ والتوترِ، واختار مكاناً هادئاً في الغرفة واستلق على السرير، ومدّ رجليكِ ويديك وليكن النور خفيفاً، وحاول أن تستخرج كل المشاكل والهموم والأفكار التي تُعاني منها وارمها وراء ظهرك، وحاول تكرار هذا التمرين لعدة مرات.
9- حاول أن تعود نفسك على تناول مشروب البابونج أو اليانسون محلى بالعسل فهذا أيضا يساعدك على تهدئة الأعصاب .
10- برمج نفسك على ساعة معينة للنوم ولا تحاول أن تخالفها إلا للضرورة القصوى .
11- حاول أن تأخذ حمام دافئ قبل النوم فهذا يساعد على إرتخاء الأعصاب .
12- بالنسبة للحبوب التي تتناولها حاول أن تتوقف عنها ، وأنصحك بالإضافة إلى الخطوات التي ذكرتها لك أن تزور طبيب نفسي من أجل عمل جلسات إرشادية للتخلص من هذه الحبوب المنومة ، وإعانتك على التمتع بحياة طبيعية مستقرة .

وبالله التوفيق.
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما