728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

تم توجيي إلي تخصص علم الارض في جامعة نواكشوط …وأنا متردد في التسجيل في نفس التخصص وأرغب في التحول إلي تخصص تقنية، وتحليل المياه….فارشدوني بارك الله فيكم.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الحبيب حفظك الله ورعاك. وأشكرك على تواصلك مع موقع جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، كما أحيي فيك هذه الصراحة والجرأة في تقييم ذاتك، وهذا دليلٌ على امتلاكك قدرات ومهارات التحدي والمنافسة.
في البداية: أحيي فيك هذه الإرادة والعزيمة القوية، والإصرار على النجاح، بالرغم من العقبات التي تواجهها، ولهذا: أريدك أن لا تتأخر إلى الوراء، ولكن اجعل نظرك إلى الأمام، ولا تلتفت إلى الخلف، ولا تبال بالعثرات، فأنت قادرٌ بإذن الله تعالى أن تنجح وتحقق حلمك.
أخي: تحتاجُ في هذه المرحلة إلى تقوية الثقة بالنفس؛ حتى لا تتردد في اتخاذ المواقف، واعلم أن الثقة بالنفس ثم بالله من المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقاتٍ وإمكانات، فأنت عندك طاقة كامنة، وإرادة وعزيمة، تحتاجُ إلى من يحركها، واسمع إلى قوله تعالى: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، ولكن تحتاجُ إلى بذل المزيد من الجهد والأخذ بالأسباب، ثم التوكل على الله، والنجاح لا يأتي هكذا، فلابد له من دفع الثمن، وبلاشك صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة، ويرتقي سلم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة، لا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يتقدم ولو خطوةً إلى الأمام؛ فهو مصابٌ بالإحباط والكسل، والفتور والتسويف، ولصوص الطاقة مهيمنة عليه.
وما نيل المطالب بالتمني **** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال **** إذا الإقدام كان لهم ركابا
واسمع -أخي الحبيب- إلى قول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "النفس فيها قوتان: قوة الإقدام، وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكاً عما يضره" وأنا أريدك أخي أن تتقدم، فتقوية العزيمة والإرادة بالحركة وليس بالجمود.
ولهذا فنصيحتي لك: إذا كنتَ تجد نفسك تستطيع أن تدرس وتبدع وتتفوق في تخصص علم الأرض، وكل الإمكانيات متوفرة لديك، فلم تغيير التخصص وقد ينتج هذا تضييع للوقت ، وإهدار سنين من عمرك؟! أما إذا كانت الأمور، والإمكانيات ضعيفة، والوسائل التعليمية قليلة ، والرغبة غير متوفرة لديك فهنا عليك أن تضحي وتصبر حتى تنال التخصص الذي تريده ، ومهما طالت السنين فستنقضي، ولكن ستحصل على فائدةٍ كبيرة، ولهذا: أريدك أن تستخير الله تعالى، وتستفي نفسك ولو أفتاك الناس وأفتوك.
ولكن يجب أن تتعلم قاعدة جميلة ، وهي أن المؤمن كالغيث أينما وقع نفع .
ويجب أن تحذر دائماً لصوص الطاقة الذين يضعفون إرادتك وعزيمتك، ومن بين اللصوص: القلق، والإحباط، وتشتت الذهن، والتعب، وواجه ذلك بقوة الإيمان والعقيدة، والتوكل على الله تعالى.
وإن شاء الله تعالى نسمع أخبارك الطيبة في دخولك الجامعة وتفوقك في دراستك .

وبالله التوفيق.
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما