728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

السلام عليكم . من فترة طويلة تبلغ 10 سنوات قمت بعمل رجيم، واختلت هرموناتي وصار عندي هوس بالنحافة وتقليل الوزن . بدأت أتعافى قليل وأحاول السيطرة على الأفكار المتعلقه بالطعام والتي هي محور حياتي وتسبب لي قلق وتوتر دائم وعصبية؛ حيث إنني دائما في حالة جوع لأني لا أكل ما يكفيني ودائما أشعر بتعب وإرهاق، وحزن.

أريد أن أتخلص من هذا الكابوس الذي يحطم حياتي؛ فلا أعيش مثل باقي الناس، ولا أتمتع بشئ، دائما في حالة حرمان، وأدقق في الأكل، وأقنن فيه، وتعب جسمي وأرهق؛ لأنه في حالة حرمان دائم . هل هناك علاج بشرط لا يكون قوي وينوم؟، أنا أم ولدي أبناء، ولا أريد أن أحطمهم بعاداتي وأسلوبي، رغم إن قلقي وعصبيتي ملحوظة، والكل ينتقدني وينتقد أسوب حياتي وتدميري لصحتي . أرجوا الإفادة

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، وقوَّى إيمانكِ وعزيمتك، ووفقكِ في حياتك الزوجية، كما أشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للإستشارت النفسية .

قبل أجيبك على تساؤلك أريد أن تكوني متفائلة بأن حياتك ستتغير بإذن الله تعالى ، وستعود لك صحتك وتتعافينا من هذا الهوس، ولا أريدك أن تبالغي في استخدام الرجيم الغير الصحي، وأي عملية تخص الجسم لا بد من استشارة الطبيب أو المختصة الماهرة في هذا المجال ( أخصائية التغذية ) .

واعلمي أن هوس النحافة قد يسبب للمرأة الإصابة بفقدان الشهية العصبي، وهو عبارة عن اضطراب في الغذاء، يحرم فيه المصابون به أنفسهم من الطعام، ويبدأ عند المراهقين وخاصة الفتيات منهم.
والنحافة أختي الفاضلة لا تعني أبداً الصحّة الجيّدة ،خصوصاً أنّ هوس النحافة يمكن أن يشير إلى وجود اضطرابات غذائية ـ نفسية كالأنوريكسيا وهو ( فقدان الشهية العصبي فقدان الشهية العصبي اضطراب الشهيه أو الأكل الذي يتميز بالخوف الزائد من زيادة الوزن و قلة الثقة بالنفس نتيجة الوزن مما يؤدي بالشخص إلى النفور من الطعام، ويُعد من الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تنتج عن فقدان السيطرة على الحمية الغذائية المُتبعة لإنقاص الوزن والانقطاع عن تناول الطعام أو ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط بهدف إنقاص الوزن )

أما البوليميا (عبارة عن مجموعة متنوعة من المشاكل الفسيولوجية المرتبطة بمدخول غذائي غير سليم، يتناول الإنسان كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير يشعر فيها أنه غير قادر على السيطرة والتحكم في كمية الطعام وبعدها يشعر بالذنب و القلق و الاكتئاب فيلجأ إلى التخلص من الطعام عن طريق التقيؤ بإدخال الأصبع إلى داخل الحلق أو إستخدام مدرات البول أو الأدوية والملينات أو ممارسة نشاط رياضي قاسي ) .

وأريدك أن تبتعدي عن المزاج العصبي، ولا شكَّ أنَّ المزاجَ العصبي يؤثرُ بشكلٍ كبيرٍ على تفاعلِ الأفرادِ فيما بينهم خاصةً في العلاقات الاجتماعية، فتبدو أكثر ضعفاً وتنافراً، وتتفاقمُ تلك التأثيرات على الأسرةِ الواحدةِ إذا كان أحدَ أركانِها وهي الزَّوجة هي العصبية، فتذوبُ العلاقات الحميمةُ في بوتقةِ الغضبِ، وتنتهي مشاعرُ الودِّ والمحبة، ويزولُ التَّفاهمُ والنِّقاش، ويحضرُ الاستبدادُ والقهرُ والعنفُ على طبيعةِ العلاقات؛ لذلك فعلى الزَّوجة العصبية أن تتحرَّى المشكلات التي تزيدُ من عصبيتها، والابتعاد عنها، وعلى المحيطينَ بها العملُ على مشاركتها ضغوطات الحياة، بما يحقِّقُ لها مشاعرَ الأمانِ بأنَّها ليست وحيدة في مواجهتها.

وغالبا المشكلة التي تعانين منها هي الأنوريكسيا، ولكن لا تقلقي أختي الفاضلة وأطمئنك أن العلاج متوفر ولله الحمد، وجزء من العلاج النفسي هو اعتراف الشخص بأنه يحتاج إلى تغيير حياته والرجوع إلى حياته الطبيعية وعدم الاستمرار في تعذيب النفس والجسم وهذا الذي قمت به من خلال استشاراتك واعترافك بما حدث لك، والجزء الثاني من العلاج هو يحتاج منك إلى مراجعة طبيب نفسي من أجل عمل جلسات نفسية إرشادية ، بالإضافة إلى أخصائية تغذية من أجل تقديم لك الغذاء الصحي السليم الذي يعيدك إلى حياتك الطبيعية ، ويجب أن تعملي بقاعدة ( لا إفراط ولا تفريط ) .
وحاولي أن تجعلي شخصيتكِ قويَّة، وتثقي بنفسكِ دونَ المبالغةِ في ثقتها، بل أعطيها تقديرها، ولا تُنقصي من شأنها، وحاولي أن تتبعي هذه الخطوات الخاصة بالعلاج السلوكي، والذي يساعدك في الحصول على التوازن النفسي في حياتك .

1- توجهي إلى الله تعالى بالدُّعاء والتَّضرع، واطلبي منه العونَ والسَّداد، وأن يثبتكِ على طريقِ الحقِّ والصَّواب، وأن يبعد عنك السوء والأمراض .
2- أن تكوني شخصيةً مسيطرةً على انفعالاتك.
3- أن تكوني متوازنةً في حياتكِ لا إفراطَ ولا تفريط.
4- عندما تواجهكِ المصاعب تتجاوزين ذلك بسرعةٍ فتكوني إيجابيةً ومتفائلة.
5- تعتمدينَ على ذاتكِ، وتتمتعينَ بالقدرةِ على التَّصرفِ باستقلاليةٍ .
6- ارسمي في عقلكِ الباطني سلوكَ التَّفاؤلِ وعدم اليأس، والإيمانِ به، وبإذن الله تعالى سيتحققُ ذلك على أرض الواقع وتكونين متفائلة.
7- لا ترسمي العوائقَ في وجهكِ، بل دائماً توقعي الأفضل، وأنكِ ستنالينَ مرادكِ بإذنِ الله تعالى.
8- استبدلي الكلمات السَّلبية في حياتكِ بكلماتٍ إيجابية، وحاولي أن تكتبيها وتضعيها أمامكِ، واقرئيها صباحاً ومساءً حتى ترسخَ في ذهنك.
9- استخدمي عمليةَ الاسترخاءِ؛ فهي مفيدةٌ في مثلِ هذهِ الحالات، وتخفِّف عنكِ وطأة التَّفكيرِ السَّلبي.
10- دائماً أُتركي باب الأملِ مفتوح، ولا تقنطي، ودائماً انظري إلى الأمورِ نظرة إيجابية وابتعدي عن الحزن، وكوني متفائلة ترين الحياة جميلة، وأُبشِرُكِ أنك سوف تشفين وترجعين إلى حياتك الطبيعية بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما