التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
أطلب مساعدتكم في تشخيص حالة أمي؛ حيث إنها تتكلم كلام غريب، لانفهم علاقته بالواقع، ومرات تجيب أسماء ناس كانت تشتغل معاهم زمان، أو مرات حتى شخصيات مشهورة في البلاد. ودائما تفتعل مشاكل مع الناس، حتى صديقاتها القديمات لم يتبقى منهن احد.
هي قبل ثمانيه سنين تم تفنيشها من مكان عملها، لا أدري إذا كان هذا مأثر عليها بشكل كبير.
مرات تعمل أشياء وتنكر أنها عملتها. ومرات تقول كلام وتضحك مع نفسها، ومرات ماتقول أي شي وتضحك بروحها.
الله يسعدكم ساعدوني وماهي حالتها وماذا نفعل
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل حفظك الله ورعاك، ووفقك لكل خير، كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية، واهتمامك بصحة والدتك .
أخي الحبيب كل ماذكرته من معلومات حول والدتك يتبين لنا أنها تعاني من مرض يسمى الفصام الاضطهادي، وهي حالة مكونة من أعراض مميزة ناشئة عن اضطراب التفكير والإدراك والوجدان والسلوك، ينتج عنه عدم قدرة المريض على أن يميز بدقة وثبات بين الواقع الداخلي والخارجي مع فشله في المحافظة على اتصاله بالعالم الخارجي.
حيث أن هنالك اضطرابٌ في الأفكار وشكوك والظنون وخلل وانعكاس في الشعور الوجداني، كما أن ما تقوم به والدتك من كلام مع نفسها وضحك هو استجابة ومخاطبة لأصوات تسمعها (هلاوس سمعية) .
وهناك أعراض مرضية يتميز بها الفصام وتتمثل في :
- اضطراب التفكير ، إضطراب في الإدراك ، إضطراب في الإرادة ، إظطراب في السلوك .
وقد يكون جلوسها في البيت أيضا لفترة طويلة والعزلة التي عاشتها لها أثر في زيادة الحالة النفسية .
وأطمئنك أخي الحبيب أن العلاجات المتوفرة حاليا جيدة، ونتائجها مبهرة، وهناك علاجات تؤخذ مرة كل أسبوع أو أسبوعين.
من الوسائل العلاجية التي قد تساعد أيضاً هو عدم الدخول معها في أي نقاش منطقي، لأن تحدي المريض في أفكاره يُساعد على تثبيت هذه الأفكار، فأرجو أن تكونوا على الحياد فيما يتعلق بما تقوله من أشياء غير منطقية، بمعنى أن لا تؤيدوا ولا تخالفوا، إنما محاولة تجاهل أفكارها بقدر المستطاع.
وحاول أن تبعدوها عن العزلة والإنطوائية ودائما كونوا بجانبها .
كما أنصحك بعرضها على طبيب نفسي من أجل الكشف عنها وإعطاؤها العلاجات الشافية بإذن الله تعالى .
وأرجو أن تتواصل معنا مرة أخرى وتخبرنا عن تحسن حالة الوالدة .
وبالله التوفيق