728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

السلام عليكم، أرجو تفهم المشكله ومساعدتنا، أختي على أبواب الخمسين، وتسرق من أيام المراهقة، ولم نكتشف ذلك إلا من فترة بسيطة؛ حيث إنها تتمتع بشخصية اجتماعية ومقبولة، وهي تعلم إننا نعرف الآن بمشكلتها، وهي تنكر إذا قد حصل من أحد أفراد الأسره إن صارحها؛ إلا أنها تبدأ بالصوت العالي، وتنكر، وإذا تذكرت ماضيها قبل أن نكتشف أمور كنا نتهم الخدم بها، عرفنا أنها هي، وتثير مشاكل خلال عملية السرقة؛ مثلا آخر اجتماع لنا مع بنات عمي، سرقت منهم، وأحرجتنا حتى أننا اخبرناهم بالفاعل وانصدموا جدا، إلا اننا لم نعد نعلم هل السرقة غصب عنها؟ أم لكي تفرقنا؟ وهي متزوجه وأم، وزوجها غني وطيب، وأولادها ناجحين، لكن أمرها حيرنا جدا؛ حيث إنه أي اجتماع يجب أن ننتبه لشنطنا ومحتوياتها، ولا نصارحها؛ لانها ستنكر، ولا نريد أن نحرج أولادها؛ فهم يعزون علينا، ولكني محرجة من الأقارب، وأريد حلا ومشوره في ماحصل مع بنات عمي؛ حيث إنهم الآن لايريدونها معهم، ونحن محرجين أن لا نقول لها، وقد أنبني ضميري عليها؛ لأننا أخبرناهم بفعلتها، وقلت إن كان غصب عليها، فهل أوضح لهم وأبرر لهم؟ أم ماذا أفعل؟ ما انا أختها الأكبر منها، نرجو المساعدة وجزاكم الله خيرا.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخت الفاضلة أشكرك في البداية علي الاستشارة، ومن خلال الاستشارة التي تقدمت بها، أودّ أن ألفت نظرك إلي أنه وفقا لإحساسي الإكلينيكي نعم أعتقد أن الأفعال التي تقوم بها أختك تقع تحت فئة السرقة المرضية kleptomania ، والتي يقصد بها باختصار شديد السرقة نتيجة الإثارة الناتجة من الفعل ( السرقة )، أو السرقة نتيجة أفكار قهرية، تجعل الشخص يقع فريسة للقلق، حتي يقوم بتنفيذ الفكرة المسيطرة، وفي كلنا الحالتين يتضح ببساطة أن الشخص في هذه الفئة، يقع في دائرة الاضطراب النفسي، فهذا الاضطراب مثله مثل الإدمان والمقامرة، وقطعا له علاج، لكن بشروط، وقبل أن نخوض في شروط العلاج، إليك عامل آخر مهم لتفسير الحالة المرضية من عدمه، فالسرقة العادية إنما يكون وراءها منفعة دائما؛ أما السرقة المرضية، فغالبا ما يتم سرقة أشياء ليس لها قيمة، أو منفعة للشخص القائم بفعل السرقة، كما أن من أحد أهم الأسباب للسرقة المرضية، هو الحرمان العاطفي في الطفولة، وكأن السرقة في هذه الحالة هي اقتناص الحب من العالم الخارجي بالقوة .

هذا فيما يخص تفسير السلوك

أما بالنسبة للعلاج، فهو يعتمد علي التشخيص الدقيق للحالة؛ فهذه الحالات لا غني عن العلاج النفسي؛ للتخلص من هذا الاضطراب، لكن هناك بعض الحالات قد تحتاج للعلاج الدوائي فترة من الوقت، بجانب العلاج النفسي، لكن علي أي حال بحب أن يكون الشخص لديه إحساس بالمشكلة، ولديه الدافع لحلها، ومن الأفضل أن يفتح موضوع العلاج معها أقرب شخص لها، قد تكون صديقة، أخت، أحد الجيران، المهم أن يكون شخص قريب جدا منها، ويظهر لها في البداية أنه يعرف عن هذه المشكلة، وأنها مرض مثلها مثل البرد والزكام، وما دامت مرضا فلا داعي للخجل، المهم هو اتخاذ خطوات جادة للعلاج، هذه طريقة، أو أن يذهب أحدكم إلي المعالج النفسي؛ للاتفاق علي آلية إقناعها بعملية العلاج.

وأخيرا، نصيحتي أن توضحي لبنات العم حقيقة المشكلة بأنها مرض، والأفضل هو الاحتواء والتعاطف مع الحالة؛ حتي يتم تجاوز هذه المِحنة، مع الوضع في الاعتبار ضرورة الحرص بطريقة لا تجعلها تشعر بذلك، وهذا سيفيد في إعطاءها الثقة بالنفس، والتقرب خطوة من الرغبة في العلاج .

تقديري واحترامي
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما