التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
ابني عمره ٩سنوات، أصبح يعاني من تبول لا إرادي منذ فترة، لم تكن لديه هذه المشكلة إلا تقريبا من ٦ شهور، معظم أيام الأسبوع. هناك فترات توقف كم يوم ثم تعود. أحاول أن أوقظه في الليل للذهاب للحمام ولكن لم ينفع كثيرا، بشكل عام هو هادئ وحساس وخجول.
الجواب:
الأخت الفاضلة، بداية نشكر لك ثقتك في جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، ونسأل الله أن يبارك لك في ولدك، ويسعدك به، ويحفظه ويحميه لك. وبخصوص التحدي الذي تواجهينه معه نسوق لك الرد التالي:
يتعرض الكثير من الأطفال لمشكلة التبول اللاإرادي، وهي مشكلة تؤرق المهتمين من أولياء الأمور، وتشكل تحديا كبيرا للآباء وحتى الذين يعانون من هذه المشكلة.
والتبول اللاإرادي هو عبارة عن انسياب تلقائي للبول سواء في الليل أو النهار لدى الطفل الذي تجاوز عمره أربعة أعوام؛ لأنه من المتوقع بعد هذا السن أن يتحكم الطفل في مثانته. وفي حالة ابننا الحبيب، فإنه هناك عدة احتمالات يجب أن تأخذوها كآباء في الاعتبار، وهي:
1- ربما يكون السبب عضوي، متمثلا في صغر حجم المثانة، أو حدوث التهابات في الجهاز البولي، أو الإصابة بالدودة الدبوسية التي تحدث تهيجا في منطقة البول، أو عدم التئام الفقرات القطنية بالعمود الفقري. وفي هذه الحالة ننصح بزيارة الطبيب للتأكد من خلو ابننا من هذه المسببات.
2- ربما يكون السبب نفسي، نتيجة تعرض ابننا، حفظه الله، لضغوط نفسية شديدة، نتيجة مشاكل عائلية (انفصال الأبوين، أو غياب أحدهما، الشجار المستمر والصراخ بين أفراد العائلة، وفاة شخص عزيز بالعائلة، عدم الشعور بالأمان والخوف من الظلام، سوء معاملته داخل الأسرة والاستهانة به والتقليل من شأنه، وكذلك نقص الحب والحرمان العاطفي)، أو مشاكل في المدرسة، أو أي مصدر من مصادرالضغوط التي يمكن أن يتعرض لها، وبالتالي بزوال مصادر الضغوط سيعود ابننا إلى وضعه الطبيعي. وهذا ما نرجحه، خاصة وأنك ذكرتي في رسالتك أن هذا الأمر طرأ فقط منذ ستة أشهر، وهذا يعني أنه قبل هذه الفترة كان طبيعيا.
ولذلك ننصحك هنا باتخاذ الإجراءات التالية:
1- لا تحرجي ابننا تماما، نتيجة هذا السلوك الذي لا يتحكم فيه، بل اظهري له تفهمك لموقفه، وأعلميه بأنك تريدين مساعدته من أجل تجاوز هذه المرحلة.
2- افتحي معه حوارا يتسم بالهدوء والإيجابية، واتفقا مع بضعكما على وضع عدة حلول للتغلب على هذا التحدي الذي يمر به.
3- بالحوار المثمر، ستتعرفين على مصادر الضغوط التي يعاني منها، والتي من المرجح أنها السبب فيما يمر به، واعملي على إزالتها، أو التخفيف منها.
4- كافئيه عندما يقلل من معدل التبول اللاإرادي مع عدم إحراجه أمام أفراد المنزل.
5- اتفقي معه على التقليل من شرب كميات من السوائل قبل النوم بساعتين على الأقل.
6- اعملي على توفير جو أسري مليء بالحب والاحترام المبادل والحوار الإيجابي البناء، الذي يشعر ابننا بقيمته، وأن له شخصيته المستقلة.
وأخيرا نشكر لك اهتمامك، وحرصك سائلين الله تعالى أن يبارك لك في ابننا الحبيب، ويقر عينيك برؤيته سالما معافا متفوقا إن شاء الله.
محمد كمال كامل عبد الرحمن
مرشد نفسي وتربوي في مجال الطفولة والمراهقة