728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أنا وحيد بلا أصدقاء وبلا معارف، ومزاجي متقلب لا أتحمل أي شي حتى لو تافة، دائما أشعر أني غريب، وأشعر أني حالة ثانية، وأني ضعيف الشخصية، والنفس أيضا ضعيف، ودائما أفكر بالانتحار، بهذه الحالة أريد أنتحر، لأني لا أفعل شيئا، ولأني وحيد، وأفكار كثير سوداوية، لا أقدر أسيطر على نفسي، ولا أتحمل أي شي، أشعر بملل دايم، وروتيني زي ماهو، أريد أن أتغير، أريد أن أفعل شيئا لحالتي، بدون أن أخذ علاجات كيميائية ولا نفسية، أو مهدئات، حتى ما معي سيارة، ولا أعرف أسوق، أريد أطلع من حالتي، وأتغير لو شيئا بسيطا، فقط أبغى أحد يعلمني أسوق؛ علشان أخذ رخصة، أو واسطة دبره منه ولا منة

تكفوون ياشباب ساعدوني فرجو كربتي الله يفرج كربتكم يااارب، أحس نفسي فاشل بالحياة، لا أعرف كيف أتصرف، لا ادري ما السبب.

وكما أنني أعاني من شذوذ، وأنطواء، والعادة السريه.. وأيضا يجيني حاله أني أقطع رموشي، وشعر شواربي، جسمي تفضل. هذه مشكلتي ... أرجو الحل المناسب وضروي، وياليت فهم الحاله، أو المشكلة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه اجمعين.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل حفظك الله ورعاك، ووفقك لكل خير، كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية .
اعلم أخي الحبيب أنَّ كل إنسانٍ لديه أملٌ مشرقٌ فلا يمكنُ أن يحزنَ أو يقلقَ أو يكتئب، ولا يلجأ إلى الحزن والقلق والكآبة، بل يكون صامداً مواجهاً للعقبات والمشاكل التي تُواجهه.
والأمرُ الذي حدثَ لكِ سببهُ الأول والأخير هو ضعفٌ في الشخصيةِ، فلا تستطع مواجهةَ الآخر، ولا التحاورَ والتحدُّثَ معه، فتتراجع إلى الخلف، وتنسحبس، وتلجأ إلى التفكير في الانتحار، بعد ذلك العزلةُ والانطوائية، والقضاءُ على المستقبل.
لم أعرف العمر الزمني الذي تعيشه، فقد يكون التغير في السن والانتقال من مرحلة سنية إلى مرحلة أخرى لها دور أيضا .
لا شكَّ أنَّ الوساوسَ تولِّدُ الإحباطَ وتولِّدُ الاكتئاب، وتجعلُ صاحبها يفقدُ الكثيرَ من تفكيرهِ الإيجابي، وينصبُّ كل فكرهِ نحو السَّلبيةِ والتَّشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
أنتِ محتاج أخي الفاضل إلى أن تقدِّر ذاتكِ، ومعرفةُ الإنسان لقدرِ نفسه هي منبعُ ثقته، وتقديرُ الذَّاتِ هو عمليةٌ ديناميكية لما يجري في العقلِ والجسدِ من عمليات، وما يقومُ به الإنسان من تصرفاتٍ وسلوك.
وهذهِ السُّلوكيات (القلق والعزلة وضعف في الشخصية وعدم الثقة بالنفس ) التي تصدرُ منك يبدو أنَّ الأفكار السَّلبية قد طغت عليك وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيرك، ولم تترك مجالاً للأفكارِ الإيجابية، وهذا ما يُؤدي بك إلى العزلةِ، والضَّعفِ وعدم القدرةِ على مواجهةِ الآخرين، وتتأثر من أي انتقاد.

أولاً وقبل كل شيء يجب عليك أن: تعطي لذاتك الحقّ، وتعرف قيمتها، وهذا التقديرُ لابدَّ أن يكون عالياً حتى تتغلب على الحساسيةِ المفرطة.
وهذا الضَّعف الذي تعيشه قد يولدُ لديك أيضاً القلق، وهو شعورُ الإنسان بعدمِ الرَّاحةِ تجاه شيءٍ ما يمكنُ أن يحدثَ وهو غيرُ مؤكد، أو خطرٌ محدق يخافُ منه الإنسان؛ فيشتتُ ذهنه، ويُضايقهُ، ويُقلقُ منامه، ويُعكِّرُ صفوه، والقلقُ الشَّديد والذي يعتبرُ مرضاً يعتبرُ عدوّ النَّجاحِ والوصول إلى الهدفِ المنشود، بخلافِ القلقِ البسيط الذي يجعلُ الذِّهنَ متفتحاً ومنتبهاً لما يدور أمامه.
أمَّا في ما يخصُّ الفكير في الانتحار، فهذا راجعٌ إلى عدمِ القدرةِ على حلِّ المشكلة ، فتلجأ إلى التفكير في الإنتحار كحلٍّ سحري للمشكلة، ولكن الأفضل أن تبقى صامدا صابرا، وعوّد نفسك على الصبر والاحتساب.
حاول أن تواجه هذا القلق بقوَّةِ الإيمان، وقوَّةِ اليقين والاعتقاد، وإذا كنت تعيش حياةَ الخوف والعزلة، فإنك ستظل تعيش أسير حبيس للقلقِ والحزنِ طوالَ حياتك، وتُفني عمرك في الأوهام، فبادر بالانطلاق، ولا تفكر في شيء، وأبعد عنك القلق والخوف، وعش حياتك بعيداً عن التوتر.
أما بالنسبة لسلوك العادة السرية وتنتيف الشوارب ورموش العين، فسببها القلق والعزلة التي تعيشها؛ فكلما خرجت من العزلة وخالطت الآخرين، كلما ذهب عنك التفكير في السلوكيات الخاطئة، وهذا طبعا يأتي بكسر الخوف والتردد والإقبال على التغيير وتقوية الشخصية وتعزيز ثقتك بنفسك، وتعطي دائما الرسائل الإيجابية إلى عقلك الباطني على أنك قادر على التغيير، وأنك إنسان فريد من نوعك فلا تحتقر نفسك .

وهناك خطوات من خلالها تستطيع أن ترفع من شأنِ ذاتك، وهي:
1- يجبُ أن تعلم أنكِ مؤمن بالله، فإنَّ الطاقةَ الإيمانية هي ذلك النُّور الإلهي العجيب الذي إن استعنتِ به فلن يخذلك، وهذا النُّور هو الذي يمدّك بالقوةِ الجسمانية في بدنك، والسعة في رزقك، والبركة في حياتك، ويزودك باليقينِ والثقةِ بالنَّفسِ، والطَّمأنينة والراحة النَّفسية، والسعادة الأبدية.
2- حاول أن تواجه هذهِ المشاكل التي تعيشها سواء كانت في البيت أو في الشارع أو في العمل بقوَّةِ التَّقبل والمناقشة، والتفكيرُ في الحلول، وكن صلبا بدلاً من الهروبِ واللجوءِ إلى القلق والخوف والحسرة.
3- يجب أن تكن حيويا ، وعندك عزيمةً وقدرةً على مواجهةِ أي شيءٍ، وتحب العملَ، ولديك الحماسَ والدَّافعية والميل إلى التغييرِ والتَّطويرِ، ويجبُ أن يكونَ هدفك في الحياةِ واضحاً لا غموضَ فيه.
4- يجب أن تكن إيجابيامتفائلا، بعيداعن الإحباطِ واليأس، وحاولي دائماً أن تقبل على تصميمِ الحياة، ولا تضعف أمامَ المشاكل.
5- كن اجتماعيا، وابتعد عن العزلةِ والانطوائيةِ، وحاول أن تستمع إلى الآخرين، وتؤثر فيهم، وتحب الخير للجميع.
6- مارس تمارينَ الاسترخاء، فهي تخففُ عنكِ من وطأة القلقِ والحزن، ويجب أن تختار مكاناً هادئاً بعيداً عن الضوضاء .
7- حاول أن تهتم بتطوير ذاتك، وتُثبت جدارتك أمامَ أصدقائك وأهلك على أنَّك قادرعلى النَّجاحِ والتَّفوقِ بإذن الله تعالى.
8- دائماً اعط رسالة إيجابية إلى عقلك الباطني أنَّك إنسان ناجح في حياتك، ولا تلتفت إلى الأفكارِ السَّلبية، فالإنسانُ الناجحُ دائماً تواجههُ عقبات، ولكن يستطيعُ أن يتغلبَ عليها ويتجاوزها بقوَّةِ إيمانه ويقينه بالله تعالى، ثم بإرادتهِ وعزيمتهِ القوية.
9- كما أنصحك أيضا بمراجعة أخصائي نفسي من أجل عمل جلسات إرشادية فالجلسات والمقابلات الإرشادية المباشرة تخفف عنك القلق والخوف، لأن الرسائل الإلكترونية وحدها لا تكفي فلا بد لك من الجلوس مع أخصائي نفسي حتى تفرغ كل ما عندك وتستطيع أن تبني حياتك من جديد بإذن الله تعالى .
نريد أن تتواصل معنا ونسمع أخبارك الطيبة .

وبالله التوفيق .
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما