التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله، بداية أشكر جهودكم وأتمنى من الله أن يجازيكم عنا كل الخير. أنا مريضة اكتئاب من ما يقارب ١٢ سنة، شخصت بداية باكتئاب وقلق، وتعالجت على الكثير من الأدوية، ومررت بمراحل كثيرة منها التعافي الشبه تام ومنها الانتكاس البسيط ومنها الأكبر، من ما يقارب ٣ سنوات تم تشخيص مرضي اكتئاب مع ملامح ثنائية القطب، وأنا أخذ حاليا بروزاك حبتين، وثلاث حبات لاميكتال، تأتي علي فترة أشعر بالهدوء والاستقرار، وفترة بالمعاناة والألم، ويزداد اضطرابي وغضبي وتعصيبي ومشاكلي مع زوجي، وأشعر بعدم الرضا، وتارة بتأنيب الذات، وأقضي أيام أجازتي بالنوم. أشعر أنني أتعذب عذابا شديدا، ولا أحد يشعر بي، أنا أتلقى علاجي في مستشفى حمد قسم الطب النفسي، أدخل العيادة وأخرج بعد خمس دقائق، لا يعطيني الطبيب وقت وفرصة حتى أشرح له ما أعانيه، وكل ما يفعله بسرعة يكتب لي تجديد الدواء. أرجو عدم إهمال رسالتي ومساعدتي رجاء.
الجواب:
الأخت الفاضلة، في البداية أحب أن أتوجه إليك بالشكر والتقدير علي الاستشارة، وثقتك الغالية فينا، كما أشكرك علي التوضيح للمشكلة، التي يتضح من خلاها كما ذكرتي المعاناة من الاضطراب ثنائي القطب، والتي يغلب عليها الطابع الاكتئابي، كما أنني أحييك على حسن تصرفك ووعيك بالمتابعة مع الطبيب النفسي؛ حيث إن المتابعة مع الطبيب النفسي في مثل هذا الاضطراب، لهي مسألة شديدة الأهمية؛ لأن مثل هذه الحالات تحتاج علي الأغلب للعلاج الدوائي، لكن ما يلفت انتباهي هو اقتصار العلاج علي الدواء فقط، وأعتقد أن هذا غير كاف؛ حيث إنك تحتاجين للعلاج النفسي أيضا، وليس الاقتصار علي العلاج الطبي، أو الدوائي فقط، فيمكنك أن تطلبي من طبيبك أن يحولك علي أحد المعالجين النفسيين بالمستشفي؛ للاستفادة من جلسات العلاج النفسي، والتي أعتقد أنها سوف تساعدك في هذه الحالة علي تحديد المواقف والمثيرات السابقة علي حالة القلق والغضب، ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة للتدريب علي التعامل معها من حيث التعامل مع المشاعر الاكتئابية والقلق وإدارة الغضب، ففي الحقيقة هذه وظيفة المعالج النفسي وليس الطبيب النفسي .
تقديري واحترامي
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي