التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
أصابني في الآونة الأخيرة اكتئاب مفرط، وزيادة في الوزن، وقلق دائم وخوف، وغيرها من الأمور التي أثرت على سير حياتي العلمية، حتى أني أصبحت أعيش في حالة نكران الذات، وأشعر أني بدأت أنسى كثيرا، وأشعر أن لا رغبة لي في خوض غمار الحياة، وهذا سبب لي انعكاسا كذلك على حياتي الدينية، وتعبت من التفكير المطلق، حتى أني أقضي الساعات الطوال بالتفكير والحزن، ولا أدري متى سوف أخرج من هذه الحالة المزرية التي أنا فيها، فإذا تستطيعون أن تفيدوني بوصفة كي أخرج من هذا الأمر، فيا ليت.
الجواب:
السائل الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واضح أنك قد حاولت الاستشارة مسبقا بطريقة ما، فعلا كما ذكرت ما أنت فيه هو حالة من حالات الاكتئاب، لكن للعلم الاكتئاب ليس نوعا واحدا، بل هناك تقريبا أحد عشر نوع من الاكتئاب، بعضها علاجه يحتاج لمجهود كبير، وقد يمثل خطرا علي حياة الشخص المكتئب نفسه، لكن هناك أنواع أخري كالاكتئاب التفاعلي أو العصابي، وأعتقد أن هذا هو ما تعاني منه، ويتضح التشخيص بدقة بعد مقابلة المعالج النفسي، والانتهاء من التقييم النفسي، لتحديد التشخيص والاضطراب، وبالنسبة لي كمعالج نفسي، أهم ما يميز استشارتك النفسية، هو إحساسك بالمشكلة، ورغبتك في البحث عن حل، وهو ما يعد أول وأهم خطوة بالنسبة لي، وما أودّ أن أنصحك به، إن كنت تسأل عن وصفة علاجية، فعليك بالذهاب للمعالج النفسي، أما ان كنت تسأل عن علاج دوائي فقط، فنصيحتي لك هي أن الدواء قد يكون ضروريا في بعض الأوقات، لكن الأهم هو العلاج النفسي، والمواظبة علي البروتوكول العلاجي الذي يتم الاتفاق عليه بينك وبين المعالج؛ لذا اذهب للمعالج النفسي، واعرف التشخيص الدقيق للمشكلة، ومن ثم يأتي الدور المهم عليك، وهو المواظبة والالتزام بالبرنامج العلاجي؛ من أجل التحسن ومنع الانتكاسة.
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي