أخاف إن أقع

التاريخ: 2017-01-14

الإستشارة:

أنا بنت بالغة من العمر ٣٤ عاما، أعاني من مرض إلتهاب الأعصاب المتعدد، من فترة طويلة والحمد لله متعايشة معه، لكن في الفترة الأخيرة وقعت على ظهري، ذهبت إلى المستشفى، وبعد التصوير بلغوني أن فقرة من الفقرات أصابها كسر، والآن أصبحت أخاف من كل شيء، الحركة حتى البسيطة أخاف إني أقع، وكذلك نزول السلالم، أخاف أركب درج، أو أنزل منه، حتى غرفتي في الطابق الثاني، لم أرها من ٧ شهور وكذلك أخاف أركب السيارات الكبيرة فور ويل، فلذلك أنا قاعدة في البيت، لا أستطيع أن أطلع، وكذلك السفر أهلي سافروا لكن أنا جالسة في البيت، أخاف من المشي، ركوب السيارة، فهل هذه حالة نفسية أو عضوية؟ لأن ألم الظهر خف، والحمد لله، فهل حالتي تستدعي مقابلة طبيب نفسي أولا؟ وجزاكم الله خيرا.

الجواب:

‏الأخت الفاضلة أحب في البداية أن أشكرك على الاستشارة، وسوف أبدأ الرد ‏بداية من السؤال الأخير في الاستشاري، وهو نعم، أنتي تحتاجين ‏لزيارة المعالج النفسي، ‏وذلك لعدة أسباب، بناء على ‏كلامك فمن الواضح أنك والحمد لله قد تعافيتي من الناحية العضوية، لكن المشكلة كما يبدو هو أنك قد وقعت فريسة لأحد الاضطرابات النفسية، والتي أعتقد أنها تنحسر بين المخاوف المرضية، أو نوبات الفزع، وقد يكون من أهم العوامل النفسية في تشكيل أي من هذين الاضطرابين، هو القلق الزائد أثناء فترة الألم المصاحبة للمرض العضوي، وما يتبعها من أفكار وسواسية مصاحبة للألم، فيحدث ما يسمي لدي المحللين النفسيين بالتثبيت النفسي، وتتطور الأمور بالفوبيا أو المخاوف المرضية، أو نوبات الفزع، وما يقترن بها من أفكار خاطئة، وبالتالي فإن زيارة المعالج النفسي ستساعد في تحديد الأفكار الخاطئة وتعديلها، مع التدريب علي الاسترخاء، وهو ما يتحدد وقته بناء علي التقييم النفسي الذي يقوم به المعالج النفسي، ومن ثم يقوم بتحديد خطة العلاج بالاتفاق بينك وبينه.

تقديري واحترامي
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي