التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
لقد تعرضت إلى عدة صدمات نفسية خلال هذه السنة، وآخرها توفي والدي قبل 10 أيام بسبب السرطان. لم أستطع أن أبكي كما يلزم بالرغم من تعلقي الشديد بوالدي، و حتى الآن أشعر بأني غير قادرة على تفريغ هذه للمشاعر السلبية، مع للعلم بأنني كنت على اتصال بطبيب نفسي في مستشفى حمد منذ سنوات، وداومت على بروزاك لمدة 3 سنوات. أشعر بالغضب الشديد أحيانا، وبالضعف أحيانا، ولكن لا أريد أن يمنعني غضبي من البكاء و الحزن على والدي. أنا أريد الآن فقط أن أكون أقوى من غير تجاهل الألم.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الأخت الفاضلة، في البداية أتوجه إليك بالشكر علي هذه الاستشارة، وكما يتضح من خلال الاستشارة، هو المعاناة المتتابعة من الصدمات النفسية علي حسب وصفك، علي الرغم من أنني كنت افضل أن أعرف ما هي هذه الصدمات، لكن علي العموم بالنسبة لموضوع وفاة الوالد رحمه الله، هناك شيئين ( الألم – الحداد ) الألم هو ما يمكن أن نعبر عنه بالبكاء والاكتئاب في الفترة الأولي من الوفاه، أما الحداد فهي عملية مستمرة ستظل ملازمة لك، وخاصة إذا كانت المشاعر تجاه الشخص المتوفي لهي مشاعر إيجابية، هذا فيما يخص سؤالك عن مشاعرك تجاه الوالد رحمه الله .
لكن الملفت هنا في الشكوى هو، أنه لديك مشكلة في الغضب، فأنت تحتاجي لبرنامج لإدارة الغضب، فمن خلال كلامك أنت ينتابك نوبات من الغضب أحيانا، وأحيانا أخري تكوني علي العكس، وتفسير ذلك هو أنك في حالة عدم التعبير عن الغضب، يكون هناك كبت للمشاعر، واستمرار الكبت بهذه الطريقة ( غير مجدي بدرجة كبيرة )، مما يؤدي في النهاية إلي الانفجار، ومن ثم تكرار نوبات الغضب التي تتحدثين عنها .
وما أحب أن أنصحك به، هو عدم الاعتماد علي الدواء النفسي فقط، فمن الأفضل أن يحولك الطبيب النفسي الذي تتابعين معه علي المعالج النفسي؛ حتي تخضعي لبرنامج ( إدارة الغضب )، والتفريغ الانفعالي للمشاعر، ولكن بطريقة إيجابية وهو ما سيتم بالمتابعة والالتزام بتوجيهات المعالج النفسي.
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي