728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أنا فتاة أبلغ من العمر25 عاما، جامعية وموظفة والحمدلله، مشكلتي تتلخص في الآتي:

قبل 6 سنوات تعرف على شاب، وأحببته كثيرا، ولا زالت على علاقة به، ولكن في بداية علاقتي به، بينما كنا نتجاذب أطراف الحديث، كان يتحدث عن إحدى سفراته إلى دولة عربية، حيث إنه أثناء سيره، رأى إحدى العرافات أو المنجمات، وقد تحدثت مع وكانت قد أخبرته أن عمره قصير، وسوف لن ينجب أطفالا، ومنذ ذالك اليوم وهذه الكلمات لاتفارق أفكاري ورأسي، حيث أصيبت بخوف شديد من أن أفقده بعد تعلقي الكبير به، ولازالت للأسف هذه الكلمات لاتفارقني، حيث إني أخاف عليه كثيرا، وأخاف أن أفقده، حيث أصبحت أفكر كيف سأتحمل فراقه، وكيف ستكون حياتي، وكيف سأواجه هذه المصيبه، وأني سوف أعيش تعيسه لباقي حياتي، والكثير الكثير من الأفكار السلبية التشاؤمية، حتى أني صرت أبكي كثيرا، وأشعر بحزن شديد، وعدم الأمان، ومرت الأيام وتناسيت هذا الموضوع الذي يؤرقني بحكم انشغالي في الجامعة، والآن قد عادت هذه الافكار السلبية مجددا؛ حيث باتت تؤرقني أكثر وأكثر، ولم أعد أستمتع بأي شيء أفعله، ودائما حزينة ومتضايقة، وأصبحت دائمة الدعاء لله بأن يحفظه لي، ولايريني فيه مكروه، ودائما ما أنذر وأزكي ليحميه الله، وفي إحدى المرات، كانت إحدى الخادمات جالسة وادعت أنها تعرف قراءة الكف، ومن باب الفضول جعلتها تقرأ لي، وقد اخبرتني أني سأتزوج مرات عدة، بس طلاق أو وفاة، وأصبحت أربط الأشياء، ربما كان هو الذي تتحدث عنه الخادمة وهكذا، وأصبحت أردد: "لماذا حظي هكذا، ولماذا سوف يحصل لي هذا أنا بالذات"، وبدأت أفقد شهيتي، وأصبحت دائمة البكاء، وأصابني الأرق والضيق، مع العلم أني حاولت جااهدة أن أقنع نفسي بأن هذا ليس إلا كلام دجالين، ولاصحة له، وأن الامور كلها بيد الله، ولكن سرعان ما تعود الأفكار السوداء لتسيطر علي، وأخيرا أنا أعاني من مرض قرحة المعدة، وأتناول علاج لهذا المرض، هل من الممكن أن يكون لهذا علاقة بحالتي النفسية؟
كتبت هذه الرسالة بعد تردد وتفكير طويل، وأخيرا قررت أن أبعث هذه الرسالة؛ لأني أكاد أجن من الأفكار السوداء والقلق الدائم .آملة أن أجد لدى حضراتكم الحل، وأن أجد ضالتي لديكم، أتمنى الرد على هذه الرسالة قريبا جدا، سأكون بنتظار الرد بفارغ الصبر، ممتنة لجهودكم واعتذر على الإطالة.
لكم مني جزيل الشكر

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :

أهلا بك أختنا الكريمة في موقعك (وياك) وإننا سعداء بتواصلك معنا في أي وقت ونسأل الله أن يحفظك وأن يحفظ عليك زوجك وأن يسعدك في الدارين :

أختنا الفاضلة : كذب المنجمون ولو صدقوا . كيف يعقل بك وأنت الفتاة المسلمة الصالحة ان تفكر بهذا المنطق؟ هل أحد في الكون كله يقدر أن يعلم ما قدره الله في الغد؟ إن هذا أختنا محض كذب وافتراء ، فإن علم الغيب مما استأثر الله تعالى بعلمه كما دلت على ذلك نصوص الكتاب و السنة ، فقد قال الله تعالى : ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل/65 ، وقال سبحانه : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) الأنعام/59 .
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه المفاتيح بالأمور الخمسة التي وردت في سورة لقمان في قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الآية/34 ، وروى البخاري في صحيحه حديث رقم (4477) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( من حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت : (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) .

فاطمئني أختنا واهدأي ودعي عنك كل تلك الوساوس ، فإنها كلها محل شيطان ضخمها في وجدانك أمران :

1- ضعف العلم الشرعي والذي أوجد للشيطان ميدنا فسيحا يجول فيه وسك وجدانك وعقلك.
2- افترض الوهم حقيقة والبناء على ذلك : فقد أصابك الحزن على أمر متوهم ، وهو لم يحدث ، وجعلت منه حقيقة لتجدي نفسك تقولين : لماذا يحدث لي أنا بالذات هذا؟! وهذا من العجب أختنا.

أختنا الفاضلة : دعي عنك هذا التفكير السلبي ، ولا توجدي له حشائش في قلبك ، فسؤالك الخادمة كان خطأ جسيما لأنه يقود إلى التفكير ، وآفة كل بلاء التفكير فيه .

أختنا الكريمة :إننا نوصيك بأمرين :

1- أحسنى الظن بالله عز وجل أختنا ، واعلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم : "أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " .
2- اطردي أي فكر سلبي يأتيك ولا تسترسلي معه ، ولا تسمحي لنفسك بمجرد التفكير فيه إذا أتاك ، واعلمي أن تلك الأفكار لا تنمو إلا في بيئة التفكير السلبي فأزيلي الجهل بالعمل تسعدي ، ووكلي الأمر بالله تنعمي
3- نريدك ان تقرأي كتابا مبسطا في العقيدة ، وخاصة باب القضاء والقدر .

واخيرا : نحن نتحدث معك على أن الشاب خطيبك أو زوجك ، أما إذا كان الأمر مجرد تعارف فإننا ننصحك أختنا بالتوقف الفوري عن ذلك ، لأن التعارف خارج إطار الأسرة أمر محرم ، وله تبعات سلبية على المدى البعيد ، ولذلك احذري أختنا من ذلك ، واخبريه أنه إن كان صادقا في حبه لك أن يأتي ليتقدم إليك ، وان تكون خطبة رسمية .
احذري أختنا من التمادي معه في الحديث أو الاسترسال معه في هذا المشاعر ما دام الرجل لم يقدم خطوة إيجابية ، وإذا تعذر الشاب بعدم الاستطاعة في الوقت الحاضر فأخبريه أن التواصل ساعتها سينقطع ، لأن العاقل لا يطلب ما أحل الله (الزواج) بما حرم الله (الكلام خارج نطاق العرف) .

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك وان يقدر لك الخير حيث كان والله الموفق.

د . أحمد المحمدي أحمد متولي
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما