التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
تمر علي لحظات أتمنى فيها الانعزال عن جميع من أعرفهم، وأفضل الحديث مع شخص لا يعرفني عن الحديث مع شخص يعرفني، كثيراً ينتابني شعور أنني مهما إن تحدث مع من أعرفهم فلن يفهموني! للعلم أنا طالبة جامعية سنة تخرج.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكرا على ثقتك بنا
طالما أن شعورك هذا متعلق وفقط بمن تعرفينهم وليس مع العامة فأظنها ليست حالة مرضية ولكنها في الغالب سلوك سلبي مكتسب ناتج عن تجارب سابقة وأفكار سلبية علاجها يحدث بشيء من التركيز والتفهم لنفسك وللمحيطين بك وعليه نقول أن هناك احتمالين لهذه المشكلة، هما:
الاحتمال الاول : يرجع إلى حدوث مواقف سلبية سابقة متكررة بينك وبين من تعريفينهم، هذه المواقف تسببت في فقدان ثقتك بمن تعرفينهم، أو فقدان لغة الحوار بينك وبينهم، مما أدى إلى شعورك باليأس وعدم توقع فائدة من الحوار معهم، وتؤثرين التمركز حول ذاتك أو الحديث مع من لم تعرفينهم .
ولعلاج ذلك ينبغي أن تفهمي نفسك جيدا أولا، فقد تكوني صعبة المراس، وذات نمط عنيد ولديك اصرار على رأيك ولا يسهل عليك تقبل رأي الآخرين، هذا ليس عيب، ولكن ينبغي ترشيده وتوظيفه التوظيف الجيد حتى يكون مفيد.
أيضا افهمي من حولك، فقد يكونوا من نفس سماتك، فيصعب ذلك من لغة الحوار بينكم وبالتالي تصعب عملية إدارة الخلاف، ومن هنا نذكرك بأهمية دور فن إدارة الخلاف:
رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب.
الاختلاف لايفسد للود قضية، وغيره من فنون إدارة الخلاف.
الاحتمال الثاني : أنك قد تكوني فاقدة لدرجة كبيرة من ثقتك بنفسك، وليس لديك القدرة على المواجهة، ولا تريدين أن تتحدثي إلى من يعرفونك حتى لا تظهر نقاط الضعف لديك وعيوبك ( هذا من وجهة نظرك )، وهي تعد أفكار سلبية مما لاشك فيه.
وللخروج من هذه الأزمة، عليك أن تعملي على عودة الثقة لذاتك، وأن تتدربي على الموجهة، ولاسيما في حال خطئك، وتتحملي مسؤولية تصرفاتك، وكذلك لابأس أن تعتذري إن أخطأتي؛ فالاعتذار ليس عيب، بل في أغلب الأحيان هو حل لمشكلات كثيرة، وإشارة لعدم تكرار الخطأ، سواء كان للنفس أو للآخرين .
وأخيرا كنت أتمنى أن يكون سؤالك أكثر وضوحاً؛ كي نستطيع الرد عليك بشكل أكثر دقة، ولكن هذا ما استطعنا استنباطة من رسالتك القصيرة، وفقك الله لكل خير .
د. هاني الشامي