728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

معاناتي هي أنني أريد أن أنجح، وأن أدرس، وأن أصل إلى ما أريد، أنا طالبة في كلية الإعلام، أعاني من منهج التدريس أنه يتوجب عَلَيْكِ أن تحفظه مثل اسمك، وأنا لا أستطيع فعل ذلك، أفتح كتابي وأقرأ وأفهم ما تحتويه المادة، لكن لا أستطيع أن أحفظ وأركز، أعاني من قلة التركيز والانشغال، كل ما أفتح الكتاب أذهب للتفكير بشيئ آخر، مثل حياتي، أموري كيف تسير، أشعر بكآبة وحزن، أيضاً اشعر أنني مهما درست لن آتي بنتيجة ترضيني، سؤالي هو كيف يمكن لي أن أقوي التركيز لدي وعدم الانشغال بأي شيئ في وقت الدراسة، أركز فقط في الدراسة وأن أقوي ذاكرتي في حفظ المعلومات، وشكراً لك.

الجواب:

الأخت الفاضلة، نشكر لك ثقتك العالية في جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، ونسأل الله لك راحة البال، وأن يوفقك في دراستك، وتكونين من المتفوقين إن شاء الله. وفيما يخص موضوعك، نسوق لك الرد التالي:
مما لا شك فيه أن الإنسان يمر عبر مراحل حياته بتحديات كثيرة، سواء على المستوى الشخصي، أو على المستوى العائلي، أو على مستوى الدراسة أو المهنة، والطالب في المرحلة الجامعية يكون أكثر حساسية بهذه التحديات، وإذا تعامل معا بحساسية شديدة، فإنها حتما ستؤثر على مستوى أدائه، خاصة من الناحية الأكاديمية.
ولقد ذكرتي في رسالتك بعض من هذه التحديات، منها: القلق بشأن المستقبل ومرحلة ما بعد التخرج، وهذا هو الشغل الشاغل لكل طلاب المرحلة الجامعية خاصة عندما يقتربون من السنة النهائية، ويعد هذا من مسببات التوتر والقلق لدى الطالب الجامعي، وبالتالي ننصح بعدم إرهاق الذهن واستفراغ الجهد بالتفكير في هذا الأمر، لأنه ليس من الأولويات في المرحلة الحالية، خاصة وأنه لن يغير من الواقع الحالي شيئا.
ونريد أن نلفت نظرك أختنا إلى نقطة هامة وهي: أن أي مادة دراسية، بها معلومات ومهارات تحتاج إلى بذل جهد كبير، وأخرى تحتاج إلى بذل جهد بسيط (إذن لا نقول أن هناك مادة صعبة وأخرى سهلة). وإن عدم قدرتك على حفظ المعلومات، يسبب لك نوع من القلق والتوتر والخوف بشأن مستواك الأكاديمي، ويعود السبب في عدم التركيز وعدم القدرة على الحفظ إلى عوامل عدة منها: وجود مشكلات اجتماعية سواء مع أفراد الأسرة، أو مع الأصدقاء، والقلق بشأن المستقبل.
ونلاحظ في رسالتك أختنا الفاضلة أنك استخدمت أسلوب التعميم وهو أنك مهما درستي فلن تحصلي على نتائج إيجابية، وهذا يعد من أخطاء التفكير، ولذلك عليك أن تتذكري أنه: "من جد وجد"، وأن لكل مجتهد نصييب، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
أختنا الفاضلة، كل ما تحتاجينه هو فقط الابتعاد عن مصادر المشاكل، سواء كانت مشاكل أسرية أو مشاكل في الجامعة مع الأصدقاء، وكذلك تحتاجين أن تتعلمي تقنيات وفنون الاستذكار، وإذا ما بحثتي على موقع "وياك" ستجدين مقالا بعنوان: "فنون المذاكرة والاستعداد للاختبار ومواجهة القلق". كما نقترح عليك اتخاذ الإجراءات التالية:

1- ابتعدي بقدر المستطاع عن مصادر الضغوط والمشكلات.
2- لا تفكري نهائيا في أشياء مستقبلية تسبب لك التوتر، ولا تغير من واقعك شيء، مثل فرص العمل وغيرها، فهذا لم يحن أوانه بعد.
3- ضعي خطة قريبة المدى، وبها جدول زمني للمذاكرة.
4- اتبعي تقنيات الاستذكار الجيد، مثل:

- التهيئة المكانية: وهي المذاكرة في المكان المخصص للمذاكرة ويكون بعيدا عن المشتتات وألا يكون به سرير، وأن تكون الإضاءة مناسبة.
- التهيئة النفسية: وهي أن تحفزي نفسك وتتذكري الهدف الذي تسعى إليه، وهو التفوق والتميز.
- حاولي النوم مبكرا، والاستيقاظ مبكرا، لأن ذلك يؤثر بالإيجاب على الجهاز العصبي. كما أن المخ يصبح مهيئا وبقوة لاستقبال المعلومات بعد الاستيقاظ من النوم، خاصة إذا كان النوم كافيا.
- استخدمي تقنية برومودورو في المذاكرة - وهي كلمة إيطالية بمعنى حبة الطماطم - وهي تستخدم كفترة زمنية يلزم فيها التركيز أثناء المذاكرة والابتعاد عن أي مشتتات لمدة 25 دقيقة على الأقل، وبعدها يقوم الفرد بممارسة نشاط محبب لديه لمدة تتراوح بين 3 – 5 دقائق على أن يعود مرة أخرى للتركيز لمدة 25 دقيقة، وهكذا. ولقد وجد أنه خلال هذه المدة (25 دقيقة) يستطيع المخ أن يركز تركيزا تاما إذا ما غابت المشتتات.
- استخدمي أسلوب التكرار، ولا تملي أبدا من ذلك، لأن التكرار يعد من الوسائل الهامة التي تمكن الإنسان من حفظ المعلومات في ذاكرة المدى الطويل.
- ضعي المعلومات في صورة أسئلة وأجوبة، واجر مع نفسك نقاش حولها.
- يمكنك إجراء تسجيل صوتي للمعلومات التي تدرسيها، ثم تقومي إعادة سماعها مرة أخرى، مع التكرار.
- من وقت لآخر اختبري نفسك باستدعاء ما تم حفظه من معلومات، وإذا ما وجدتي أنك نسيتي معلومة، ارجعي إلى المصدر وأعيدي قراءتها مرة أخرى.
- الاختبارات القصيرة، تساعد وبقوة في الاحتفاظ بالمعلومة فترة أطول، أعدي لنفسك اختبار وأجيبي عليه في أجواء اختبارية تشبه الحقيقة، ثم صححي لنفسك الأخطاء إن وجدت وكرريها أكثر من مرة.
- لا تذاكري وأنتي مجهدة بدنيا أو نفسيا، وخدي قسط من الراحة حتى يهدأ جهازك العصبي ويكون على استعداد لتقبل ما هو جديد.
وأخيرا نسأل الله لك النجاح والتوفيق، وأن يريح بالك، ويسعدك.

أ. محمد كمال

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما