التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
أنا أبلغ من العمر 30عاما، أنا شخص غير اجتماعي منعزل أحيانا، أفكر يوميا بأشياء أتمني عملها ولكن أحس بالكسل أو البرود لذلك ابتعد عنها، أتعب من المجتمع وافكارهم، أحيانا أتمنى الموت، ولكن لدي رغبه واحده فقط، أرغب بالسفر لدوله لا أعرف فيها أحد وأبدا حياتي من جديد.
الجواب:
الأخ الفاضل أشكرك علي الاستشارة وفي الحقيقة أحب أن انصحك بأن الذهاب لبلد آخر ليس هو الحل إذا كان هذا البلد هو بلدك الأصلي أما لو كان هذا البلد ليس موطنك الأصلي وتعمل فيه لا مانع أن أتتك فرصة أخري أفضل في بلد ثاني بالطبع، لكن علي كل حال من الواضح أن هناك مشكلة في المهارات الاجتماعية تعاني منها، وقد أدي ذلك إلي معاناتك من المشاعر الاكتئابية أو قد يكون العكس، أي أنك تعاني من الاكتئاب وهو ما أدي بك إلي العزلة وعدم الرغبة في الاختلاط بالأخرين، وأحيانا يكون هناك بعض الحيل النفسية التي يقوم بها العقل الباطن لتدعيم الأفكار المرضية دون الوعي من الشخص نفسه والتي قد تكون في حالتك علي سبيل المثال (أتعب من المجتمع وأفكارهم ) لأنه من المؤكد أن من اكثر الافكار الخاطئة أو المرضية ( التعميم في الحكم ) فليس المجتمع كله أفكاره غريبة وغير مرضية هذا من جانب كما أنه من جانب آخر من سمات الصحة النفسية والسواء النفسي القدرة علي خلق التوازن بين القدرة علي تفريغ أفكارك وتحقيقها بالطريقة التي لا تتعارض مع المجتمع لأننا في الأساس كائنات اجتماعية وليس كائنات وحيدة الخلية نعيش في عزلة عن بعضنا البعض لذا ما أستطيع أن أنصحك به هو محاولة تحديد الأفكار الخاطئة في البداية من خلال مساعدة أحد المتخصصين حيث أن السلوك هو عبارة عن التفاعل بين ( الأفكار – المشاعر ) والتي تنتج لنا السلوك في النهاية وفي العلاج كما في حالتك نحتاج لتغيير تلك المعادلة فقد تكون الافكار خاطئة ومن ثم تصبح المشاعر سلبية او المشاعر سلبية فتولد الافكار الخاطئة مثل أشعر ( بالكسل – البرود – أتعب من أفكار المجتمع ) فهذه كلها مشاعر سلبية / أيضا (أفكر في الذهاب لبلد آخر، أنا شخص منعزل – غير اجتماعي ) كلها أفكار خاطئة يمكن استبدالها بأنا اجتماعي لكن تنقصني مهارة إقامة علاقات ....... الخ وفي هذه الحالة ومن خلال مساعدة أحد المتخصصين من الممكن أن تتحسن معادلة الأفكار والمشاعر وبالتالي يكون الناتج هو السلوك السوي لذا لا أنصح بالذهاب لبلد آخر حيث أعتقد أن ذلك قد يزيد من عزلتك فالمشكلة قد لا تكون في البلد بقدر ما تكون في طريقتك الخاصة في التفكير لذلك عليك أن تبدأ بنفسك أولا.
تقديري واحترامي
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي