728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

تخيلات مأساوية عن نفسي، إيه تفسير إني دايما أتخيل نفسي عايشة حياة مأساوية؟ مرات أتخيل إن أمي متوفية وأنا عايشة متماسكة من برا ومن جوايا بتألم.. ومرات إن رجلي اتكسرت وبروح الجامعة على عكازات.. ومرات إني في المحاضرة وجالي مكالمة من أختي إن بابا مثلا عمل حادث وهي لوحدها في المستشفى فاسيب المحاصرة وأطلع أجري على المستشفى.. وحاجات زي كده.. ليه الأفكار أو التخيلات دي بتجيلي.. وليه باستمتع بالدور المأساوي أو الدرامي ده؟؟ هو مش مضايقني لكن عارفه إنه شيء غير سليم الإحساس بالطريقة دي..

الجواب:

السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بداية هناك نوعان من التخيلات التي تراود الفرد:
أولها: تخيلات تقتحم ذهن الفرد رغما عنه وتسبب له الضيق والقلق والكرب... وهي تخيلات تحدث في عدد من اﻷمراض النفسية أشهرها القلق العام والوسواس القهري........ وهذا النوع بعيد تماما عما ذكرتيه... ولا علاقة لسؤالك به....
ثانيها: تخيلات لا تقتحم ذهن الفرد رغما عنه... وإنما يستدعيها هو بإرادته.... وهذه التخيلات لا تسبب له القلق والضيق... حتى وإن كانت ذات طبيعة مأساوية.... هذا النوع هو (أحلام اليقظة).... وهذا ما ينطبق على ما ذكرتيه........
وأحلام اليقظة أمر طبيعي يحدث للناس جميعا صغارا وكبارا.... غير أن المشكلة تكون في معدل تكرارها ودرجة الانشغال بها... وتعطيلها للفرد عن اﻷمور المهمة في حياته......
تحدث أحلام اليقظة كمحاولة لإشباع حاجات ورغبات معينة لم يتم إشباعها في الواقع....
وفي حالتك أنت.... فإن تلك المشاهد التي ذكرتي أنك تتخيليها تجعلني أتوقع أنك لديك احتياج لتعاطف اﻵخرين معك.... أو ربما العكس... لديك احتياج لتقدير الناس لك وإعلائهم لمكانتك....
فتتخيلين مشاهد مأساوية كوفاة اﻷم - بارك الله في عمرها- أو حادث للوالد - حفظه الله- أو كسر لرجلك - حفظك الله-

تلك المشاهد ربما الشيء الذي يعنيك فيها هو تخيل دورك أنت... فتتخيلين أنك في هذا الموقف تفعلي كذا كذا... واﻵخرون يفعلون معك كذا وكذا... أو ينظرون لك نظرة تعاطف أو ينظرون لك نظرة تقدير وإعلاء... أو ربما تتخيلينهم يتحدثون عنك... ويذكرون فيك الصفات التي تودي ذكرها.... وهكذا.........
ما يهمني أن أذكره لك اﻵن عدة نقط:

1- أحلام اليقظة أمر طبيعي .... ما دام تكراره ليس كثيرا... ولا يشغلك ... ولا يعطلك....
2- إن كان التكرار كبيرا... ويشغلك... ويعطلك (وهذا ما أتوقعه) فلابد أن تعرفي أنك تحتاجين لإشباع حاجاتك في الواقع وليس في الخيال...... بمعنى.... لو كنت تتخيلي هذا لأنك تحتاجين التقدير من الناس؛ فلابد أن تبحثي واقعيا عن الامور التي تجعل اﻵخرين يقدرونك... مثل النجاح في الدراسة وفي العمل والأعمال الصالحة بشكل عام...... فهذا هو ما يجعلك في مكانة طيبة عند الاخرين في الواقع وليس في الخيال................. طبعا الافضل ألف مرة أن تسعي لنيل المكانة العالية بهدف إرضاء الله تعالى وليس لنيل تقدير الناس......
أما إن كان هذا التخيل بهدف كسب تعاطف الناس.... فربما تكونين في احتياج لتنمية علاقات صداقة بصديقات قريبات منك.... يشبعون لديك واقعيا الاحتياج للمساندة النفسية والتعاطف.. وليس في الخيال.... وهكذا....
3- حاولي بكل ما استطعتي شغل وقت فراغك بأشياء مفيدة.... قراءة... تعلم... رياضة... فالانشغال علاج حاسم لكثير من المشكلات.... والفراغ سبب رئيسي لكثير من المشكلات................

وفقك الله تعالى لما يحب ويرضا
د.أمارة يحيي يونس يحيي عرفة
دكتوراه علم النفس الإكلينيكي في قسم علم النفس

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما