التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
اسمي ريناد، أنا بعاني من فوبيا من مملكة الحيوانات كلها وخصوصاً القطط وهذه المشكلة عاملة لي أزمة خاصة لما أمشي في الشارع أو اقعد في مكان مفتوح، بتوصل معي إني بصرخ وببكي بطريقة غبية ولكن بعد ما أولادي جابوا كلب وربوه حسيت نفسي ما بخاف منه كثر القطط إلي أنا مش قادرة للحين أمر من جنب قطة نايمة في الشارع ,فقررت أتعالج من هذا الموضوع. بتمنى اتساعدوني.
الجواب:
الأخت الفاضلة ريناد/ تحية طيبة وبعد وشكرا جزيلا علي هذه الاستشارة وكما هو واضح من خلال الأعراض التي ذكرتيها أنك تعانين من الخوف المرضي من الحيوانات zoophobia وهذا الاضطراب غالبا ما يكون أحد أهم العوامل النفسية المسببة له هو الارتباط الشرطي نتيجة لخبرات الطفولة كأن يكون هناك حكايات سلبية مثلما يفعل بعض الآباء لتخويف الأبناء حتي ينامون أو خوفا عليهم من أذي الحيوانات فيبالغون في تخويفهم من الحيوانات أقصد الأطفال هنا وغيرها من الأمثلة الكثيرة المعروفة في مجتمعاتنا العربية أو ما تصوره بعد الأفلام أحيانا عن معتقدات خاطئة للقطة السوداء أو ما شابه ومن خلال كلامك يتضح عاملين علي درجة كبيرة من الأهمية :
1 – الإحساس بالمشكلة ( فهنا أنتي تعرفين أنك تخافين لكن ما يساعد علي سرعة العلاج اقتناعك أن هذا لا يستدعي الخوف لكنك لا تستطيعين السيطرة أو التحكم في مخاوفك من مملكة الحيوانات جميعا )
2- الدافعية للتغيير
وأعتقد أن كلا منهما متوفر عندك والحمد لله بنسبة كبيرة
والعلاج النفسي لحالات الرهاب الاجتماعي يعتمد علي شدة العرض
ففي حالة ما إذا كان الاضطراب شديداً جدا يفضل الاعتماد في البداية علي الأدوية المهدئة التي تخفف من حدة القلق وتساعدك علي تنفيذ برنامج العلاج النفسي وليس هناك أي مخاوف من الدواء النفسي عليك كما هو شائع لدي العديد من الناس أن الأدوية النفسية لها خطورة وأعراض جانبية خطرة مثلما هو شائع لدي العامة فما دام الدواء يتم تعاطية من قبل وصفة طبية وتحت إشراف طبي ليس هناك أي مجال للتخوف.
أما في حالة ما إذا كان الاضطراب متوسط الدرجة أو بسيط فأنه في هذه الحالة ليس هناك حجاة للدواء ويمكن الاعتماد علي جلسات العلاج النفسي ( معرفي سلوكي ) فقط وما يحدد ذلك التشخيص فلو وصل الاضطراب إلى الدرجة التي تعوق عن ممارسة الحياة بشكل واضح كأن يكون هناك خوف من الخروج للسوق أو الشارع حتي لا تتعرضي للأذى أو افتقادك القدرة علي الاستمتاع لتوقعك أنه في أي لحظة قد يحدث مكروه وغيرها من الأمثلة، فهذا بالطبع يعكس اضطراب شديد والبدء في العلاج بمفرده يعوق عن الاستمرار في العلاج في معظم الحالات هذا بالنسبة للخطوة الأولي الخاصة بتحديد المشكلة وطريقة سير العلاج والتي من الواضح أنها في كل الأحوال لا يجب أن تخلو من العلاج النفسي المعرفي السلوكي للتعامل مع رهاب الحيوانات وتكون الخطوات ببساطة كالتالي
أولا التدريب علي الاسترخاء ( ذلك أن من الواضح هو عند الخروج لأي مكان مفتوح تظهر الأعراض بطريقة أتوماتيكية نتيجة التوقعات السلبية مما يثير الجهاز العصبي ومن ثم تبدأ أعراض القلق في الظهور فالفكر يؤثر في الإحساس، والإحساس يؤثر علي الأفكار لذا التدريب علي الاسترخاء من الامور الهامة جدا في العلاج وفعال لأن القلق من وجهة نظري في تلك المشكلات السلوكية هو روح المرض .
ثانيا: العلاج المعرفي للتخلص من الأفكار الخاطئة وتبديلها بأفكار إيجابية فمثلا ( الخوف من الأسد لشخص يعيش في المدينة أمر غير منطقي لأن الأسد يعيش في غابات ويحتاج لبيئة نباتية عند تبديل الفكرة السلبية وتثبيتها بفكرة إيجابية كما سبق يبدأ الفرد في الشعور بالارتياح – أو أن القطط والكلاب في العادة لا تتواري عن الناس وتهاجمهم فهي حيوانات أليفة لا تؤئي إلا من يحاول إيذائها للدفاع عن نفسها وغيرها من الأفكار الخاطئة التي يمكن معالجتها، هذا فيما يخص التفكير الخاطئ، أما بالنسبة للسلوك فقد يكون بالتدريب لما هو معروف لدي المعالجين النفسيين بفك الارتباط الشرطي بين مثير واستجابة وخلق سلوك جديد وهناك طرق مختلفة تعتمد على الاسلوب الذي يعمل به المعالج النفسي ومنها علي سبيل المثال لا الحصر
العلاج بالفيضان، كأن تقومي بزيارة لمحمية طبيعية مثلا بصحبة أحد الاشخاص وتتعاملين بطريقة مباشرة مع الحيوانات المختلفة في نفس الوقت .
أو التدريب علي تربية حيوان واستئناسه مثلما حث مع الكلب الذي ربيته في البيت مع أولادك .
أو ما يسمي التحصين التدريجي من خلال الاسترخاء حيث تتدربين علي التخيل بأنك تقفي في مكان وأمامك حيوان تخافين منه ثم تتخيلين بالتدريج اقترابه منك أكثر فأكثر وغيرها من الأساليب والطرق المعروفة للمعالجين النفسين لعلاج مثل هذه المشكلات .
تحياتي
د.وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي