التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
بصراحة ماني عارفه كيف أبدا ومن وين، لكن ببدأ أعرفك على نفسي أنا بنوته محبوبه آخر عنقود الأسرة، عمري ١٩ سنة.. ولي تقريبًا ١٣ سنة وأنا أعاني! تصوري أني من ١٣ سنة تقريبا يزورني شعور يعورني من داخل يكسر فيني أشياء قوية يحرك فيني أشياء صلبة يخليني مو في وعيي شعور غريب جد والله دكتورة، يعوّر! يزورني بين فترة وفترة.. يعذّبني ويخليني جسد ملقى ومُنهك، ثم يغيب! بس يرجع من جديد بنفس الألم ويمكن أكثر! والله العظيم اللي بداخلي شي كبير يا دكتوره، أنا ما أدري كيف أشرح لك لكن، شعور أني أبي أحس بضعف!! أبي أدخل للمستشفى!! أبي أتنوم!! أبي يغمى علي!! أبي أدخل في غيبوبه!! أبي أتعب!! أبي أكون تحت الاجهزه الطبيه!! أبي الإبر تدخل وتطلع من جسمي!! أبي أمرض أببيي!! بأي طريقة كانت، وأحيانا أتصنع الطرق وأعرض نفسي للخطر لأني أهم شي أبي أوصل لمرادي أبي سرير المستشفى يضم جسدي، وأحيانا أدعي على نفسي بالمرض ويستجاب دعاي لكن مو فيني؟ يستجاب بأقرب الناس لي! احيانا أعرض نفسي أحيانا أكل شي مسموم أكل شي يسبب المرض أبحث عن طرق كثيرة تغيبني عن وعيي ، أنا يا دكتوره ما أستسلم لهذا الشعور،! فعلا في كل مره يزورني ما أكرمه! أتجاهله، أحاول أشغل نفسي بشيء، لكن أفشل!! لأنه يجعلني في حالة مزاجية متعكرة وجدًا وعرة! وأعرف ان هالشي غلط وأحاول جااهدة أوقف، بس هالشعور مسيطر،؟ عارفه كيف مسيطر ! ولا مو عارفه ؟ يعني زي شعور المغشى عليه، بس بأفكار مجنونه وإجراميه وأغلط على نفسي بدون شعور
تعرضت لموقفين في طفولتي لكن لا أستطيع الإطالة أكثر تعبت من هالعيشه يا دكتوره وربي تعبت أنا بحاجة إلى مساعدتك وإنقاذك؟ أنقذيني وساعديني
الجواب:
أختي الكريمة أشكرك على ثقتك بنا، وأود أن أؤكد عليكي ألا تتركي نفسك لهذه الأفكار السلبية التي تسيطر عليك من وقت لآخر بل انتفضي على نفسك ولابد أن يكون عندك إصرار أكثر وأكثر للتخلص من هذه الحالة. فهذه الحالة لا يصح تركها حتى لاتزداد تدهورا ولا أريد ان اقلقك بالفاظ تشخيصية نفسية ولكن يكفيني أن اقول لك أسرعي في الخروج من هذه الحالة .
أعلم جيدا أن هذه المشاعر والسلوكيات التي تسيطر عليك تحدث تلقائيا على مستوى اللاشعور أو اللاإرادي ( بصورة خارجة عن إرادتك ) تحدث نتيجة شيء ما غير طبيعي حدث لك سابقا، وأنت بالفعل ذكرتي دون تفصيل أن هناك من المواقف حدثت لك وانتي صغيرة ولكنك لم تذكري ماذا حدث بالتفصيل وأن كان ذكرك لهذه المواقف يساعدنا كثيرا في الوقوف على سبب المشكلة ومن ثم التوجيه الأفضل.
هذه السلوكيات والأفكار قد تحدث للإنسان عندما يتعرض لصدمة ما ولم يستطيع علاجها أو تقبلها. فعلى سبيل المثال عند حدوث صدمة نفسية شديدة قد ينتج عنها شعور قوي بالفشل آو خوف شديد من المواجهه وغيره من توابع الصدمات النفسية الشديدة هذه الصدمات غالبا ما تحدث في الصغر فقد يكون الشخص ليس لديه الخبرات الكافية للتعامل مع مثل هذه الصدمات ولا السعة النفسية التي تجعله يتجاوزها دون آثار نفسية سلبية، قد يكون في بدايتها بإرادتك هروبا من المشكلة ولكن بتكرارها تصبح سلوك سلبي وصل إلى درجة الثبات مثله مثل اكتسابنا لأي سلوك فيتحول إلى سلوك لا إرادي تلقائي . لذلك أنت في حاجة ماسة للجلسات العلاجية بأسرع وقت مع استشاري نفسي يستطيع تطبيق التوجهات والنظريات ذات الصلة بتوقيف الأفكار التلقائية السلبية مثل العلاج المعرفي السلوكي ويساعدك كي تتحكمي في تفكيريك وأن تكتسبي أفكار جديدة وسلوكيات جديدة تساعدك على التحكم في تصرفاتك وأفكارك وهذا ليس بالصعب ولكن يشترط رغبتك في العلاج وكذلك المواظبة مع الاستشاري في جلسات إرشادية وعلاجية مكثفة .
د. هاني إبراهيم الشامي
خبير نفسي وتربوي وخبرة في الاستشارات النفسية والتربوية بكل من البحرين و قطر و مصر