التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
عندي اخت عصبية وعنيده حساسة لأتفه الأمور وفاشلة في العلاقات الاجتماعية عمرها ٤٠ مطلقة لاتستطيع الاندماج مع من حولها حساسة لأقصى حد لدرجة انها اصبحت سيئة في تعاملها مع جميع من حولها تقاطع من يجرحها حتى بدون قصد ولاتسامحه حتى لو اعتذر قاطعتنا نحن اخواتها واغلقت على نفسها باب غرفتها لعدة شهور لاتخرج الا للمطبخ ،لاتعمل تعليمها اعدادي فقط حتى امي قاطعتها وتصرخ عليها يمكن يتبادر لذهنك اين دور امي (امي كبيره سن وتعبانه) ولكني اقول انها فعلت المستحيل معها باللين وبالشده ولكن سلوكها لم يتغير ،مهملة في نظافتها الشخصية وفي غرفتها نعاني من سوء اخلاقها كثيرا ومن نظرة من حولنا لأنهم يعتقدون اننا نحن من تسببنا في عزلتها (احرجتما كثيرا بتصرفاتها) عرضت عليها ان اخذها لطبيب نفسي ولكنها رفضت بحجه انها مرتاحه على وضعها بقي ان اقول انني اكثر من مره ادخل عليها واجدها واضعه لسماعات على اذنها وتهتز وفي عالم اخر لاتسمع من يكلمها ولاترد عليه
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة: هناء، حفظكِ الله ورعاكِ، ووفقكِ لكل خير، كما أشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية .
الحالة التي ذكرتها عن أختك، قد يتمُّ تصنيفها حسبَ وصفكِ للسلوكيات التي تقومين بها ضمن اضطرابات الانشقاق، أو ما يُسمى أيضاً باضطراب الأنا، ويدخلُ في مجالاتِ القلق، حيث يكونُ هذا تحتَ تأثيرِ ضغطٍ نفسي معين، أو صدمةٍ مفاجئةٍ لا يستطيعُ الجهاز النَّفسي إستيعابها، فيحدثُ انشقاقٌ في الوعي كوسيلةٍ دفاعيةٍ تُمكنُ الإنسان من تحمُّلِ الصدمة.
وهذا الأمرُ يحدثُ عند كثيرٍ من الأسوياء قد تصل نسبتها إلى 70%، وقد تحدثُ بصورةٍ عابرةٍ ومؤقتةٍ خاصة إذا كان الشخص متعبٌ أو مجهدٌ، وقد تصل إلى أسابيع وشهور، وأريدُ أن أوضح لك أنَّ هذا الاضطراب يحدثُ نتيجة صدمةٍ تعرضتِ لها، أو قلق، أو حرمان حسي.
ولهذا فالعلاجُ لمثلِ هذه الحالات يتمُّ عن طريقِ زيارةٍ مباشرةٍ لطبيبٍ نفسي؛ ليصف لك بعض مضادات القلق والاكتئاب، ويُساند ذلك بنوعٍ من العلاج النَّفسي التدعيمي لفترةٍ قصيرة، وأطمئنكِ بأنَّ هذه الحالة تستجيبُ للعلاجِ بشكلٍ جيدٍ بإذن الله تعالى.
بالإضافةِ إلى استخدام العلاج السلوكي، حيث يتمُّ تعالجُ هذه الظاهرةِ بالتجاهلِ، وبالتدريبِ على مهاراتِ ما يُسمى (صرف الانتباه)، وعندما تأتيها هذه الأفكار تحاول أن تصرف نفسها عنها، والعمل على إيقاف الأفكار والخيالات من خلال صرف الانتباه.
شجعيها على ممارسة تمارين الاسترخاء، حيث تمدد جسمها على الفراشِ أو البساط، وتفرد ذراعيها على الجانبين، وتجعل عضلاتها مسترخية تماماً، وتركز انتباهها على حركات التنفسِ، وتغمض عينيها، وتكتم النفسَ للحظات، ثم تقوم بالزفيرِ ببطءٍ وهدوءٍ وانتظام، وتتصور أنَّ توترها وعصبيتها ، وإحباطها، وقلهاِ، وخوفها يخرج مع الهواء ويتلاشى.
بالإضافةِ إلى ممارسةِ التمارين الرياضية التي تعطيها الحيوية، وتُبعدُ عنها التوتر والقلق.
وبالله التوفيق.