يشم الغاز ويدخن

التاريخ: 2017-01-14

الإستشارة:

أرجو من سيادتكم مساعدتي في حل مشكلتي مع ابني من مواليد 2000؛ حيث إني اكتشفت بأنه يشم الغاز ويدخن، وقمت بالتحدث معه وبادر بالاستجابة، ولكني غير متأكدة، فكيف أتواصل معه؛ حيث أن والده لا يعلم، واكتشفت الأمر فقط من يومين. أرجو المشوره كيف أتابع أبني.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام
أختي العزيزه
أنت تعلمين جيدااا أن ابنك الآن يمر بأخطر مرحلة من حياته، وهي مرحلة المراهقه .. فالطفل هنا ينتقل تدريجيا إلى مرحلة الشباب، ولكنه في المنتصف فهو الآن يتمرد على سن الطفولة، ويرغب أن يثبت لنفسه أنه أصبح كبيرا، وله قرار، والأزمة هنا هي أزمة متابعة واحتواء، فأعتقد أنكم لا تعلمون من هم أصدقاءه، لأن قرار التدخين له سببين: إما أن يكون الأب مدخن، ويصبح قدوة لابنه، وهنا لن نستطيع أن نطلب منه أن يمتنع عن هذا السلوك إلا لو اعترفنا أن سلوك الأب خاطيء، ويجب عليه هو أيضا أن يمتنع ، أو أن تكون رفقته رفقة غير صالحة، وهنا نحاول أن ننقله من هذه البيئه الى بيئة صالحة حتى لو اضطررنا إلى الانتقال من المنطقة السكنية وتغيير المدرسة.
والمطلوب أيضا أن نجلس معه جلسة المحبين، ونتحاور معه، ونثبت له بالحجة والدليل أن هذا التصرف لا يرضي الله ولا يرضيكم، وأنه يدمر نفسه وصحته.
والمطلوب أيضا أن نوجهه إلى الألعاب الرياضيه التي تحسن من صحته، وتجعله يمتنع تلقائيا عن هذا السلوك المرفوض.
وأيضا لا تخبري والده الآن إلا إذا كان حكيما، وتطلبي منه عدم مواجهة طفله؛ لأن الطفل سيظل في خوف وحرص أن يعلم والده عن تصرفه هذا؛ وأيضا حتى لا يفقد الثقة فيك بأي شكل من الأشكال.
لا تغيري من تعاملك معه، ولا تفتشي في أغراضه، لكن عليك فقط حتى تتأكدي إن كان لا يزال مستمرا في التدخين، متابعة رائحة ملابسه، أو متابعة معدل الصرف لديه من مصروفه، إن كان زائدا عن الطبيعي، ولا تعطيه أية نقود تزيد عن المصروف المتفق عليه؛ إلا لأسباب مقنعه ومصدقة لديك، ولا تسأليه كثيرا إن كان امتنع أم لا؛ فالمراهق ينفر من كثرة الأسئلة والشك، ولكن قولي له أنك تصدقينه، ولا ترغبين في أن تتزعزع ثقتك فيه، وهنا لن تستطيعي السكوت، وأبلغ أبيه؛ حتى يتخذ القرار الهاديء المناسب تجاهه .. كما أنصحك أن تتوجهي إلى مستشفى حمد (( عيادة التدخين ))، وهناك سيساعدونك كثيرا في توجيهه وعلاجه من أثار التدخين، ولو ذهب هو أيضا بإرادته، فإنهم سيساعدونه بشكل أفضل، وبأمر الله سيكون أروع وأحسن وأفضل عن ذي قبل ..
حفظ الله لك ابنك وأسعد قلبك به.

تحياتي
د. محمـد حسين رضوان حسن
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي