728 x 90



img

انه من حكمة الله تعالى في خلقه هو التدرج في الحياة .. من بداية اللقاء الجنسي بين الزوجين مرورا بتكون الجنين و الولادة و سن الطفولة حتى الشباب الى مرحلة النضج والرجولة وانتهاء بالشيخوخة . فكل مرحلة من هذه المراحل لها خصائصها ومميزاتها وعيوبها . ونظرا لحساسية مرحلة الشباب او المراهقة فيجب علينا ان نعي جيدا اهمية هذه المرحلة لخطورتها .

فهي مرحلة الانتقال من سن الطفولة وعدم تحمل المسئولية وتلقي الاوامر دون نقاش الى سن التكليف والمسئولية وإبداء الرأي . ويحدث خلالها تغيرات جسديه ونفسيه ويجب على الوالدين ان يعيا تلك المرحلة وكيفية التعامل معها حتى تمر هذه المرحلة العمرية بسلام بلا مشاكل نفسيه تؤثر سلبا على حياة الولد مستقبليا .

ومن سماحة الاسلام وعظمته انه وضع العلاج القويم لتلك المرحلة .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا ، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ))

فهنا يتضح لنا من حديث رسول عليه الصلاة والسلام ان الفرق بين سن الطفولة او بمعنى ادق الفرق بين سن التعليم والتكليف هو ما بين السابعة والعاشرة .. وانه يجب على الوالدين التفريق بين الابناء في المضاجع في هذا السن .. وذلك نظرا لبدء التغيرات النفسية والجسدية في الظهور . فالإسلام وضع اربع محاور مهمة لتربية الاطفال والتعامل مع المراهقين

وتتلخص هذه المحاور في تربية الجسم وتربية النفس وتربية الروح وتربية العقل ..

ومن هنا يتضح لنا ايضا ان نربي ابناءنا على الطاعة والاقتداء بالصالحين والتعاون والتراحم والتكافل .. ومن ذلك ايضا يتوجب على الوالدين تفهم طبيعة واحتياجات مرحلة المراهقة فيجب عليهم توفير الحب والأمان والاحترام وإثبات الذات والمكانة الاجتماعية والتوجيه الإيجابي . فيتوجب على الاهل هنا تهيئة المراهق للمرحلة العمرية الجديدة وذلك عن طريق :-

إعلامه بأنه ينتقل من مرحلة الى أخرى من حيث التكليف والمسئولية والتفاعل مع المجتمع ومن حيث الحقوق والواجبات .
ان هناك تغيرات جسدية وعاطفية وعقلية واجتماعية تحدث في نفسيته وفي بناءة . وهنا يأتي دور الأب المهم خاصة مع الأبناء الشباب ودور الأم يكون اهم مع الفتيات حيث ان هناك امورا خاصة يعتبرها الولد او تعتبرها الفتاة محرجه ولا تستطيع ان تتحدث الى شخص آخر سوى الأم .
ان يعلم المراهق الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة و والطهارة والاغتسال .
التفهم الكامل لما يعانى منه المراهق من خلق وعصبيه وتمرد وامتصاص غضبه .
إشاعة روح الشورى في الأسرة واشراكه في اتخاذ القرار واشعاره انه الآن اصبح له رأي يحترم ويسمع ويؤخذ به إن كان صائبا ويراجع فيه ان جانبه الصواب.
ومن ضمن المشكلات الدائمة التي تواجه الآباء والأمهات هي مشكلة الحوار فيما بينهما .. فالمراهق لا يتقبل اي أوامر او نصائح أو توجيهات من الأب أو الأم وهنا ننوه عن بعض النصائح لتفادي تلك المشكلة التي تؤرق الكثير من أولياء الأمور وتجعلنا نعالج هذه المشكلة بهدوء وروية. فمن أجل حوار تربوي مع المراهق على ولي الأمر أن يراعي :

تفهم احتياجات ابنه المراهق بصورة علمية أي أن يبحث عن المعرفة حول تلك الاحتياجات كي يستطيع تقدير الموقف الذي يكون فيه ابنه فهذا سيشعر المراهق بالتقدير والمساندة وأن من حوله بالفعل مهتمين به ويحبونه
قدم لطفلك قدوة حسنة في السلوك والتفكير والوجدان تلك القدوة تجعل حياة طفلك مدرسة ينشأ فيها بأفضل صورة.
استخدام الحزم لا استخدام القسوة .. فأحيانا نقسوا على أبنائنا دون أن نشعر وتبرز تلك القسوة في ملامح وجوهنا أو ردود فعلنا الغاضبة فقط لأن هؤلاء الأبناء لا يقدمون المستوى الجيد من الرضا في أنفسنا وهذا تربوياً خاطئ ، علينا أن نتقبل أبنائنا كما هم بإمكانياتهم وطاقاتهم الممكنة ، وعلينا بدلاً من محاسبتهم والقسوة بشأن أمورهم علينا أن نوضح لهم حدود إمكانياتنا المادية والاجتماعية والثقافية كي لا يتخطوها اقتناعاً ليس رهبة.
اعتماد أسلوب الحوار مع ابنك بصيغة التبادلية والأخذ والعطاء لا بصورة الأوامر والنواهي تلك الصيغة الفوقية التي تشعر المراهق بعدم تقدير الذات وبالإهانة
الابتعاد عن مناقشة الأمور مع المراهق وقت الغضب، لأن الانفعالات الحادة تجعل التفكير والوجدان في حالة مغلقة لا تستقبل أي نقاش أو اقتراح أونصيحة
حل مشكلات المراهق لا تأتي إلا بالمصاحبة وهو حل تربوي نصت علية الدراسات التربوية وأمر به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما أمرنا أن نصاحب أبنائنا في تلك المرحلة ليشعر الابن أن والديه قريبين منه كمصاحبة رفاقه، وأنهم يريدون مصلحته في المقام الأول والأخير فقد ذكر في الاثر عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب (( لاعبوهم سبعا وأدبوهم سبعا وصادقوهم سبعا ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب )).
منح المراهق بعض الخصوصية في هذه المرحلة كإعطائه المصروف بشكل شهري وهذا أفضل من أن يأخذ هذا المصروف بشكل يومي فهو إنسان وصل لمرحلة زمنية تحتاج للشعور بالاستقلالية والانتماء الاجتماعي معاً ، والانتماء لن يتحقق عند المراهق إلا من خلال الاهتمام الإيجابي من قبل الوالدين .
وفي الختام انصح الآباء والامهات بمصادقة ابنائهم والإجابة عن كل استفساراتهم واحتوائهم بشكل كامل (( صادقوهم قبل ان تفقدوهم )) فنحن لا نضمن من سيجيب على تلك الاستفسارات ومن سيحتويهم اذا فقدناهم والى أي طريق سيوجههم وساعتها لن ينفعنا الندم ولن نستطيع ان نسترد ما فقدناه مهما فعلنا الا من رحم ربي وأهداه الى الطريق الصواب ..

حفظ الله ابنائكم واسعد قلوبكم بهم ورزقكم برهم .