728 x 90



img

الصحة مطلب لدى الجميع سواء كانت جسدية أو نفسية ، والصلاة تخدم في الجانبين ، فهي إلى جانب أنها عبادة عظيمة يتعبد بها العبد لربه ، ويتذلل من خلالها بين يديه ، ويخر فيها راكعا وساجدا لمولاه، هي كذلك صحة جسدية تستفيد منها أعضاؤه التي تتحرك وتتأثر بالصلاة.
والصلاة كذلك صحية نفسية ؛ حيث يعرج المصلي من خلالها إلى ربه بقلبه وروحه مناجيا وذاكرا ومسبحا ومكبرا وحامدا، يقرأ كلامه ، ويتدبر بيانه، ويستشعر عظمته وجلاله ، ويحس بالأمن والأمان بين يدي المنان ، العظيم القادر الوهاب ، فينتابه إحساس بالسعادة والطمأنينة ، ويتلذذ بالصلاة ، فلا يتعجل في إنهائها ، ولا يرغب في مفارقتها لما يجد من الأنس والسعادة ، إنها الصلة مع الخالق المنعم المتكرم صاحب الفضل والجود والكرم والخير، فتكون نفسه في أسعد لحظاتها وتمام صحتها وعافيتها .
الصلاة صحة ونجاة عندما يقف العبد في صلاته فيرمي الدنيا وراء ظهره ويقبل على ربه ، فينسى الدنيا ومتاعبها ، والأمراض وأوجاعها، والهموم ومسبباتها ، إنها لحظات صفاء ونقاء واتصال بخالق الأرض والسماء ، اتصال بمن وهب الحياة ، اتصال بمن يملك الدنيا والآخرة ، فترتفع المعنويات وتتلاشي الماديات، وتتغذى النفس وتنشط وتقوى ، فإذا ما انقضت الصلاة عاد الإنسان بنفس وثابة نشيطة تسخر الجسد للعمل والعطاء .
الصلاة صحة ونجاة يوم يقوم المؤمن بإذلال النفس التي تتكبر ، وإبعاد للشيطان ووساوسه التي تتحدر ، وإرغام لإبليس الذي عصى وتنكر، وطرد للشر وأصحاب الضرر ، وعلاج لمرض النفاق وكل خطر، فيتغلب بالصلاة على الأعداء جميعا ما بطن منها وما ظهر.
الصلاة وصفة ربانية في اليوم خمس مرات ، وهناك مجال للزيادة في بعض الأوقات ؛ حتى لا تنقع الصلة برب الأرض والسماوات ، ويبقى المؤمن في كسب مستمر للحسنات، ومحو للذنوب والسيئات.
فمن قام الصبح وصلى وبدأ يومه بالصلاة صار نشيطا طيب النفس كما جاء الحديث بذلك”فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ”، وابتعد عنه الكسل والخبث، وقابل من حوله بنفسية صحيحة ، فيها الأمل والعطاء والنور والإشراق.
الصلاة صحة ونجاة من الهموم والأحزان التي لا يسلم منها إنسان، ولذلك أمر الله بها:( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) البقرة /45. وعَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: ” كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ ، صَلَّى ” رواه أبوداود ، وحسنه الألباني في ” صحيح أبي داود “، وكان يقول لبلال: “قم يا بلال فأرحنا بالصلاة”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه نعي إليه أخوه قُثَم وهو في سفر ، فاسترجع ، ثم تنحى عن الطريق ، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) .
الصلاة راحة يفزع إليها المسلم وقت الشدائد والمحن بكل سهولة ويسر كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل وينادي:”أرحنا بها يا بلال”.
اللهم وفقنا للصلاة التي نسعد بها ونصح وننجو في الدنيا والآخرة .