728 x 90



img

مع انتهاء موسم امتحانات نصف السنة تتنفس الأسر الصعداء من عبء المذاكرة والدروس الخصوصية والتوتر العصبي، لكن سرعان ما تتنبه الأسرة إلى أن الإجازة نفسها أصبحت هما وعبئًا ثقيلا يخلفه الفراغ الهائل الذي يخيم على أكثر الأسر، والذي لا يحسن استغلاله يتحول إلى أوقات سائبة وطاقات معطلة بعد أن كانت الأنشطة اليومية محددة بأوقات النوم والأكل واللعب والزيارات، بينما في الإجازة تتحطم جميع الجدران بين هذه الأنشطة وتنشأ عند كثير منهم أنشطة جديدة كثير منها في إطار اللهو واللعب والمرح والترفيه بحجة أن الإجازة لم تخصص إلا لذلك.
تعتبر الإجازة مناسبة هامة ومفيدة لأطفالنا.. وهي أيضاً مناسبة هامة للآباء والأمهات لمراجعة النفس ومراجعة أساليب تعاملنا مع أطفالنا ..
وتسعى الأمهات والآباء إلى توفير ما يمكن توفيره لإسعاد أطفالهم وتسليتهم وقضائهم لأوقات مفيدة ومثمرة في العطلة .. ويمكن أن تكون الإجازة مناسبة للتفكير في كيفية التعامل مع الوقت والزمن والعمر.. وبعض الأشخاص يعتبرها فرصة للهو والعبث والنوم ..وفرصة لتبديد المال وتضييع الوقت وصرف الطاقات دون جدوى .. كما يحلو للبعض الفراغ وانعدام المسؤوليات وقضاء أوقات طويلة في اللعب بأشكاله المتنوعة الحديثة والقديمة .. وكل ذلك سلوك سلبي وفيه مضمون عدواني موجه إلى الذات أو إلى الآخر ، بشكل لاشعوري .. فالعطلة الصيفية ليست احتفالاً بالعبث وهدر الوقت واللامسؤولية ..
وترتبط الإجازة عموماً بالنشاطات الخفيفة والمسلية ، والرحلات ، والإكثار من المتع واللذات ، وأيضاً بالابتعاد عن الهموم والمشكلات والتعقيدات .. ومن الناحية النفسية العميقة تمثل الإجازة ” ضوءاً ” أخضر يضيء في الفضاء الداخلي للإنسان . وهو يبيح له أن يتفلت من ضوابطه بشكل نسبي .. حيث تقل الممنوعات وتزيد المسموحات . وينطبق ذلك على عدد من الأمور ومنها قواعد الثياب وشكلها وأوقات النوم واليقظة والإحساس بالوقت ونوعية الطعام .. إضافة للسلوكيات الأخلاقية والنشاطات الترفيهية السطحية وغير ذلك .
ومن المهم في الإجازة أن تزيد الأمهات والآباء من ثقافتهم التربوية العامة .. كي يطوروا من أساليبهم في تعاملهم أطفالهم مما ينعكس إيجابياً على الجميع .. والحقيقة أن المفاهيم التربوية وما يترتب عليها من توجيهات ونصائح تتنوع وفقاً للظروف الاجتماعية والأفكار السائدة في مجتمع معين .. ومن الملاحظ أن جميع المربين يواجهون كماً هائلاً من المعلومات والملاحظات التربوية من خلال إطلاعهم وتجاربهم الشخصية والأفكار المتناثرة التي يحصلون عليها بشكل يومي من مصادر عدة . والأساليب التربوية العلمية لا تمثل في مجملها أكثر من ” التفكير السليم المنطقي ” و”الإدراك العفوي الشائع ” والقواعد التربوية ليست ألغازاً معقدة أو نظريات يصعب فهمها وتطبيقها ..
*- ومن بين الأعمال التي تقوم بها خلال الإجازة :
– إقحام الأولاد في المراكز الشبابية النافعة والمفيدة .
– صنع برامج عائلية وكسر الروتين اليومي ( مسابقات – منافسة بين الأولاد ) .
– ممارسة الرياضة .
– قراءة الكتب والمجلات المفيدة .
– زيارة الأماكن التراثية الهامة .
– أداء مناسك العمرة والزيارة الأماكن المقدسة .
ولكن ليعلم الجميع أن الإجازة وسيلة ناجحة للتخفف من الضغوط اليومية والمسؤوليات وتجديد النشاط والحيوية للجميع ، ومن ثم العودة إلى العمل و الإنتاج والمسؤوليات .. ولابد من مراجعة النفس وسلوكياتها .. أثناء العمل وأثناء الإجازة .. ولابد من العمل على تعديل الأنماط السلبية في السلوك والتفكير بما يتعلق بنا كآباء وأمهات وبأطفالنا .. وبما يتناسب مع حياة منتجة وفعالة .. ومع إجازة مفيدة وإيجابية .