728 x 90



img

يؤدي تراجع إفراز الجسم لهرمون التستوستيرون في مرحلة الشيخوخة إلى سوء المزاج وسرعة الغضب وخاصة عند الرجال ،فهذا الهرمون ينمي العضلات ويقلل الدهون في الجسم، ويؤثر على طاقة البدن ويحسن الرغبة الحميمية ، وكبار السن الذين يعانون من تدني إفراز هرمون التستوستيرون يشعرون بقدرة أقل على التركيز، ويجدون أنفسهم أقل قدرة على تحمل اختلافات الآخرين وتفاصيل حياتهم اليومية، بمن فيهم أفراد العائلة والأصدقاء والخدم ، ولعل السبب الرئيس في عجز هؤلاء عن تحمل الآخرين والتعامل مع محيطهم بإيجابية هو تراجع التستوستيرون الذي تفرزه أجسامهم.
كما أن بعض الأمراض الأيضية كأمراض الكلى والسكر تتسبب أيضاً في تدني إفراز هرمون التستوستيرون.
ولدى الرجال الأصحاء، تبقى مستويات التستوستيرون في حدودها الطبيعية إلى غاية بلوغ 60 سنة، ثم تبدأ في التراجع التدريجي بعد ذلك، كما أثبتت دراسات عديدة. ووفق الجمعية الأميركية لعلم الغدد الصماء السريري، فإن 30% من الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 75 سنة يعانون من انخفاض مستويات التستوستيرون.
وهنا يجد معظم الأبناء والأحفاد ومن يتعامل مع كبار السن صعوبة في التواصل مع المسن أثناء غضبه ، لذا نحتاج لفهم أعمق لطبيعة مشاعر الغضب لديهم و مساعدتهم على تجاوزها.
قد لا يحدث سوء المزاج عند كبار السن دوماً بسبب نقص في الهرمونات أو بعض المشاكل الصحية الأخرى، فكما نعلم أن الرجال لا يميلون مثل النساء إلى مشاطرة الآخرين همومهم وهواجس قلقهم ومخاوفهم تجاه الاضطرابات المصاحبة لمرحلة الشيخوخة ، مما يجعلهم أكثر عرضة للاستثارة بسرعة والغصب بسبب كبت هذه المشاعر في الداخل والمعاناة بصمت وهنا يأتي دور الزوجة والأهل من خلال تشجيع المسن على التصريح بمشاعره وتخصيص وقت يومي للجلوس معه والتحدث حول مشاعر ه والاستماع له ، فسوء مزاج المسنين وسرعة غضبهم قد تحدث بسبب التغيرات الكبيرة التي تطرأ عليهم في مرحلة الشيخوخة ، وتراجع أدوار المسنين ن وخاصة الرجل ، كرب أسرة مسئول وموظف له حياة مهنية ، وتناقص أنشطتهم وتفاقم شعورهم بالفراغ والملل مع الوقت ، لذا يجب أن تستثمر طاقاتهم وقدراتهم وتتاح لهم الفرصة في ممارسة أعمال يحبونها أو استغلال خبراتهم السابقة كخبراء ومستشارين في الدولة أو القيام بأعمال تطوعية حسب قدراتهم .
وكما نعلم إن النساء المسنات يكن عادة محاطات بصديقاتهن حتى عند التقدم في العمر، ويملن إلى التحدث عن مشاكلهن الشخصية، ويحرصن على الاهتمام بأنفسهن أكثر مما يفعل الرجال، وهنا تحتاج أسرة المسن إلى ربط كبير السن بأصدقائه من جديد وتوفير الفرص المناسبة لمعاودة الاجتماع بهم ، كما قد تكون فكرة إشراكهم بأندية رعاية نهارية لكبار السن خطوة جادة نحو القضاء على الفراغ والتقليل من مشاعر الوحدة وتعد فرصة للفضفضة مع الآخرين والتنفيس عن الذات بشكل صحي
ويربط بعض المسنين سرعة الغضب لديهم بطبيعة النظرة السائدة التي يرمق بها المجتمع كل شخص يتجاوز 60 عاما، وهي نظرة الشفقة وكأن المسن شخص انقضت رسالته في الحياة وانتهى دوره في المجتمع فقد يكون تقطيب المسن لحاجبيه أو ادعائه الغضب هو إحدى حيله النفسية لإثبات ذاته، فهو يخبركم بأنه موجود ويحتاج لاهتمامكم ويحتاج لأن يرجع فردا مهما في الأسرة والمجتمع كما كان ، وهنا يجب أن نحرص ونحن نتعامل مع المسن على أن نبرز قدرته على تقديم الكثير عند تقدمه في العمر، مهما كان دوره الاجتماعي ومجال عمله.