728 x 90



img

نظمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» بالشراكة مع منظمة هيرسي الصومالية، الملتقى الثالث لأبناء الجالية الصومالية في قطر، تحت عنوان: (شذا)، وذلك بمسرح الريان بفندق المرقاب بسوق واقف، تحت رعاية سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم نائب رئيس مجلس الإدارة وبحضور سعادة الشيخ د.خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية، وبحضور العديد من الشخصيات الصومالية والعربية والأجنبية.
في كلمته التي ألقاها نيابة عن راعي الحفل، قال السيد محمد البنعلي المدير التنفيذي لـ «وياك»: إنه خلال أول لقاءاته التي سبقت تأسيس جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» قبل عدة سنوات، قال له مؤسسها سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس الإدارة: إنه يهدف من إنشاء هذه الجمعية إلى إيصال خدماتها المتعلقة بالصحة النفسية وسائر اختصاصاتها إلى كل بيت يحتاجها في قطر، وهو أمر سعينا إليه من خلال البرامج والفعاليات التي نظمناها وما زلنا منذ انطلاقنا وحتى هذه اللحظة.
وأضاف: «إن المرض النفسي ليس عيباً، ولا يجب إخفاؤه عن الآخرين، خاصة إذا كان هؤلاء الآخرون هم من يأخذون بيده إلى بر السلامة وتخليصه من آثاره، ويساعدونه لاستئناف حياته من جديد، ونحن في هذا السياق نستعد لإطلاق حملة قوية مطلع الأسبوع المقبل، من شأنها الإسهام في تحقيق رسالة الجمعية، والتي تنبع من الإيمان بأهمية الصحة النفسية للفرد والتعريف بها، ونسعى من خلالها إلى تغيير الصور النمطية والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاضطرابات النفسية، وتقديم البرامج النفسية والسلوكية والأسرية التي تخدم جميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين على حد سواء، كما أنه يتماهى مع رؤيتنا المتضمنة إذكاء الوعي في قطر والعالم العربي والعمل على بناء مجتمع مثقف نفسيا وسليم، متكيف مع متغيرات الحياة». وأبلغ البنعلي تحيات مجلس الإدارة، وعلى رأسه سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني، متمنياً للجميع
طيب الإقامة في بلدهم الثاني قطر.
إضاءة الليل
وفي كلمتها الافتتاحية، قالت عريفة البرنامج هبة عثمان: أنا على يقين بأن ملتقانا هذا (شذا) والذي يعني باللغة الصومالية «أشعلها» سيضيء الليلة شموعاً كثيرة في حاضر ومستقبل بلدنا الحبيب الصومال، الذي عانى لما يزيد على العقدين من غياب الدولة، وبالتالي الأمن والأمان، الأمر الذي ترتب عليه وقوع الكثير من الصوماليين فريسة للمعاناة النفسية من خلال صور كالاكتئاب والقلق، هذه الإضاءات نسعى لنراها هنا الليلة، وبالتالي نراها تنعكس على أرض الواقع في بلادنا الحبيبة.
بدوره، تحدث السيد هاري لي المدرس الأميركي الذي عمل في الصومال متطوعاً لسنوات عديدة في ظروف شديدة الصعوبة، عن تجربته الشخصية في العمل في مدرسة «Abaarso»، والتي أقيمت في أرض الصومال، بإمكانات متدنية جداً، لكنها استطاعت أن تبتعث طالباً لتلقي تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة في السنة الأولى، ليرتقي عدد المبتعثين بعدها إلى تسعة عشر طالباً في السنة الثانية، ثم إلى خمسين في السنة الثالثة، وهي مهيأة لإعداد خمسمئة مبتعث في العام، بعد خمس عشرة سنة، وقد أرخ هاري لي لقصته من خلال فيلم وثائقي تحدث خلاله تلميذ وتلميذة عن تجربتهما في هذه المدرسة، وعرض مقاطع منه على حضور الملتقى.
تفائل السيدة الفقيرة
تابع الحضور تجربة المهاجر الصومالي حمزة محمد عثمان عقال الذي يعمل في إحدى جامعات نيروبي في كينيا، حيث تحدث عن بعض القصص والمشاهدات أثناء ابتعاثه من قبل الأمم المتحدة للصومال، ومنها قصة سيدة صومالية التقاها تجلس تحت شجرة تحتضن أربعة أطفال، وأخبرته أنها رغم شدة المعاناة في الصومال، إلا أنها تتفاءل بالقادم.. وقد علم أن اكتسابها لهذه النفسية الرائعة مع شدة المعاناة في الواقع الصومالي من دوام ذكرها لله تعالى والتوجه له بالدعاء.
كما عرض المهاجر الصومالي تجربتي سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية، حيث تحولت الدولتان إلى نظام الري بتحلية مياه البحر، فكانت النتيجة مذهلة، وذلك بسبب الدعم المادي الذي تقدمه الدولتان لهذه المشاريع، وقال إن الصومال يحتاج أيضا لإقامة مثل هذه المشاريع بمساعدة الجهات الداعمة ومذكراً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
وقد تم خلال الملتقى تقديم عدد من العروض المسرحية، والتي دعت بمجملها إلى التفاؤل بمستقبل الوطن والتفكير في إعماره وإخراجه من أزماته بدل اختيار الهروب خارج الوطن.
راعي الملتقى
كما شهد الحفل تكريم الجهات الداعمة للملتقى، من قبل ممثل راعي الملتقى د.خالد بن ثاني بن عبدالله والقنصل الصومالي وهي: المكتب الهندسي الخاص وفندق داينستي وشركة مدى للإنتاج وشركة أبولو فليت وشركة التميت كونسبت، كما تم تكريم السيد محمد سالم الدويلة منسق الفعاليات ورئيس الفريق التطوعي بـ «وياك» لجهوده المبذولة مع فريقه لتنظيم أعمال الملتقى.
يذكر أن «وياك» قد قامت العام الماضي برعاية ملتقى أبناء الجالية الصومالية في قطر، خلال الملتقى الذي نظم بعنوان «عندما» والذي تم تقديمه ضمن حملة «لا تزد معاناتهم»، بالشراكة مع منظمة هيرسي الصومالية وشركة أوريكس وعقد في «كتارا»، وتحدث فيه كل من الدكتورة مي المريسي عضو مجلس الإدارة، والاختصاصي النفسي خالد النعمة، والبروفيسور الخبير النفسي حسن بلهان.

بحضور د. خالد بن ثاني «وياك» تنظم الملتقى الثالث لأبناء الجالية الصومالية في قطر