728 x 90



img

نظمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» محاضرة بعنوان: «الاكتشاف المبكر لمشكلات المراهقين النفسية» حاضر فيها المرشد النفسي والمجتمعي الأستاذ محمد كمال، واستهدفت أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بمدرسة روضة بنت جاسم الثانوية المستقلة للبنات.

واستهل المحاضر حديثه بتقديم مجموعة من التعريفات تخص موضوع المحاضرة؛ ففي تعريفه للمشكلة النفسية قال: إنها صعوبة يعاني منها الفرد وتشتمل على أعراض عضوية وأخرى نفسية تتمثل في اضطرابات التفكير، واضطرابات الانفعال، وغيرها أما في تعريف المراهقة فأوضح بأنها تعني: «التدرج في النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي»، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى عشر سنوات.

وتحدث المرشد النفسي عن الصراع اللاشعوري والذي يتولد لدى المراهقين، فوصفه بأنه من أصعب أنواع الصراعات وهو الصراع الذي لا يعي الفرد أطرافه المتنازعة وإنما يشعر بحالة التوتر أو الضيق أو الإرهاق العصبي الناتجة عنه، وهذا الصراع يؤدي إلى الاضطرابات النفسية، وليس من السهل التخلص منه، أي أنه من العوامل الكامنة في نشأة الأمراض النفسية والمسببة لاضطراب الشخصية وتفككها.

وفي تفصيل الموضوع قال المتحدث إن الصراع النفسي الاجتماعي في حياة المراهق هو صراع بين أمرين هما: الحاجة إلى تهذيب الذات والحاجة إلى الاستقلال والتحرر فهو يحتاج أن يكون مقبولاً اجتماعياً وفي نفس الوقت يحتاج إلى الشعور بالاستقلالية فلا يحتاج إلى من يوجهه، ويؤدي التعارض بين الحاجتين إلى اختلال التوازن الاجتماعي.

وهو صراع يقع بين الحاجة إلى الاستقلال والحاجة إلى الاعتماد على الأسرة وأشار إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى اختلال التوازن النفسي للمراهق ويدفعه إلى البحث عن بديل يعوضه عن الأمان النفسي ومن يفشل في التغلب على هذا الصراع يعجز عن تحقيق النضج الانفعالي، كما أنه صراع يقع بين الحاجة إلى الإشباع الجنسي وبين القيم الدينية والأخلاقية، وفي نفس الوقت صراع القيم بين ما تربى عليه منذ صغره وبين ما يمارسه الكبار من حوله بما يتعارض مع القيم التي تعلمها، وهو صراع المستقبل والصراع مع الأسرة. وسببه (المبالغة في التدليل، المبالغة في الضغوط والشدة والسيطرة، النبذ المستمر، الاختلاف بين الأجيال).

وخلال المحاضرة تحدث كمال عن أنواع المراهقة من خلال المؤشرات والمشاكل التي يعاني منها المراهق وأسبابها وذلك على النحو التالي:

– المراهقة المتوافقة: وتمتاز بالاعتدال والهدوء النسبي والميل إلى الاستقرار والخلو من العنف والتوترات، وبالتوافـــق مع الأسرة والوالدين والرضا عن النفس والاعتدال في أحلام اليقظة وتتحقق هذه المراهقة بالمعاملة الأسرية المعقولة، ومنح قدر من الحرية وتفهم حاجات المراهق ورغباته وإحساس المراهق بتقدير أسرته وجماعة أقرانه له وممارسة المراهق للأنشطة الرياضية والاجتماعية والنجاح الدراسي وشعوره بأن لديه فرصة كافية لتحمل المسؤولية والاستقلال والاعتماد على النفس.

– المراهقة الانسحابية المنطوية: وفيها يشعر المراهق بالخجل من مواجهة الآخرين، ويحب الجلوس بمفرده، وإذا تحدثت أمام أحد تلعثم وشعر بجفاف حلقه، كما يحمر وجهه ويرتبك، ويشعر بأنه غير قادر على تحمل المسؤولية، ويشعر بأنه غبي ولا يفهم شيئا عن الحياة.

ويشعر هذا النوع من المراهقين باللامبالاة والانسحاب الاجتماعي والميل إلى العزلة والشعور بالنقص ويركز هنا على أنواع النشاطات التي تدور حول انفعالاته كالقراءة وكتابة مذكراته ويكون كثير التأمل والنقد للقيم والنظم الاجتماعية كما تنتابه الهواجس الكثيرة وأحلام اليقظة التي تدور حول حرمانه من الملبس والمأكل والجنس والمركز المرموق.

ويتكون هذا الشكل من المراهقة من خلال التربية الخاطئة الضاغطة المتزمتة كالتدليل الزائد، أو قسوة مفرطة مما ينتج عنها شخصية منطوية على نفسها فينتج عنها تأخر دراسي وعدم تقديره وإبعاده عن تحمل المسؤولية سواء في الأسرة أو المدرسة.

– المراهقة العدوانية: ويكون المراهق في هذه المراهقة عنيداً حاد الطباع يفعل عكس ما يطلب منه بداعي أنه أصبح كبيراً وهو حر يتصرف كيفما يشاء، ويكون عنيفاً مع إخوانه الصغار، يحقق مطالبه باستخدام العنف كما أنه يكون متمرداً ضد المدرسة فيتزعم التهيج في الصف، وهو دائم الاحتكاك بالمعلمين ولا يحترمهم، ويعمد إلى تخريب أثاث المدرسة وتثور ثائرته في البيت إن لم يجد الطعام الذي يريده، كما يثور في حالة تدخل والديه في شؤونه الخاصة أو في دراسته ويحاول إظهار سلطته ونفوذه على إخوانه الصغار، وتتسم تصرفاته بالمحاولات الانتقامية خاصة من الوالدين، ويقترن شعور المراهق بالظلم ونقص التقدير من المحيطين به ويتسم بالتأخر الدراسي والاستغراق في أحلام اليقظة والأوهام.

وعن أسباب هذا النوع من المراهقة أشار المحاضر إلى أنها تتشكل بالتربية الخاطئة المتزمتة الضاغطة والرفقة السيئة والمبالغة في تقييد الحرية والتدخل في الشؤون الخاصة بهم والتغيير في السلطة الضابطة وعدم إثباتها وضعف المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة.

محاضرة عن «مشكلات المراهقة النفسية»