728 x 90



img

نظمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية “وياك” مؤخراً، محاضرة حول الإرشاد النفسي في روضة أبي أيوب الأنصاري، بعنوان: “فن الحوار مع الأبناء”، قدمها المرشد النفسي المجتمعي محمد كمال، موجهة للأمهات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الروضة، وذلك ضمن البرامج النفسية والسلوكية والأسرية التي تخدم المجتمع.
وقسمت المحاضرة إلى جزأين، تحدث المحاضر في الأول منهما عن فن الحوار بصفة عامة وذلك بهدف إكساب الحضور بعض المهارات والمعلومات المتعلقة بهذا الجانب، ليتعرفن إذا ما كن يمتلكن مهارات الحوار أم لا، فيما تم تخصيص الجزء الثاني من المحاضرة للحديث عن فوائد الحوار التربوي، مع تقديم نصائح تربوية تخص فن الحوار.
وأكد المتحدث أن الحوار يعزز ثقة الأبناء بأنفسهم، مشدداً على ضرورة تجنب مظاهر الضعف في الحوار، ومن ذلك، التردد في الحديث ونسيان المعلومات التي تدعم فكرة المحاور والتوقف كثيرا لتذكر المعلومات مما يؤدي إلى ملل المتابعين للحوار والخروج عن الموضوع بكثرة الاستطراد والحلفان والقسم المتكرر ومقاطعة المحاور الآخر أو التشويش عليه أثناء حديثه وتعمد الإساءة الشخصية للمحاور والانفعال ومن مظاهره كثرة التلويح بالأيدي. كما حذر من معوقات الحوار والتي تتمثل في الثرثرة: “الكلام دون هدف واضح من الكلام”، والإطناب في الكلام، وهو الاهتمام بالصياغة اللفظية على حساب المعنى والجوهر، حيث يستخدم المتحدث المصطلحات الرنانة، والجناس والطباق واللف والدوران: وهو الكلام في أمور جانبية ليس لها علاقة بموضوع الحوار، وذلك بهدف التهرب من الموضوع الأصلي وعدم الوضوح في العرض وغياب الأدلة والبراهين وإخفاء الحقيقة والغضب والانفعال والتعصب الشديد للرأي أو الفكرة والضوضاء والتشويش على الطرف الآخر وتباين المفاهيم.
وتحدث المرشد النفسي خلال محاضرته عن فوائد الحوار التربوي، فقال إن ذلك يتمثل في تعزيز بناء استراتيجيات العلاقة بين الوالدين والأبناء وهو يبني ويعزز ثقة الأبناء بأنفسهم وينمي استقلاليتهم، ويشجعهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم ويدرب الأبناء على القبول بالاختلافات مع الآخرين، وتحقيق وتقرير مبدأ القيم المقبولة، فهو مناخ جيد لتعديل السلوك وينمي المبادرة والمنافسة ويساعد في التغلب على الخوف الاجتماعي والخجل.
ونوه المحاضر إلى شروط معينة يتعين مراعاتها عند الحوار مع الأبناء منها استعمال اللغة القوية ويتمثل ذلك في وضوح الألفاظ، ترتيب الأفكار، تسلسل المقدمات وصولا إلى النتائج واختيار الأسلوب الأمثل، وهو الذي يكون “بالتي هي أحسن” ومراعاة المرحلة السنية وقوة الحجة والأدلة والبراهين.
كما تم خلال المحاضرة توجيه النصائح أثناء الحوار مع الأبناء ومنها ربط علاقة تواصل بين عيني المحاور ومن يحاوره، فلا يلتفت بوجهه عنه والتواصل الجسدي بين الطرفين من خلال لمسة حنان، وتشابك أيد، واحتضان، والربت على الكتفين، فإن ذلك يوطد العلاقة بينهما.

الحوار يعزز ثقة الأبناء بأنفسهم