728 x 90



img

أطلقت جمعية أصدقاء الصحة النفسية “وياك” ورشة “الشخصية التي نريد” في إطار برنامج الدعم النفسي لأسر المعاقين والذي يتواصل على مدار أربعة أشهر وتنظمه “وياك” بالتعاون مع الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة وترعاه مجموعة العمادي التجارية.
وقدم الخبير الدولي المعتمد د. درع معجب الدوسري بحضور الاشخاص ذوي الإعاقة والمختصين والمهتمين ورشة استمرت ساعتين عرض خلالها مجموعة من الصفات والمتعينات اللازمة في الشخصية المتميزة القادرة على مواجهة صور الضعف والإحباط الأمر ، الذي يسهم في تحقيق الارتقاء النفسي لتعامل أسرة المعاق معه .
وناقش المحاضر خلال ورشته التي عقدت بقاعة الاجتماعات بالمستشفى الأهلي العديد من الأمور التي تحقق أسباب هذا اللقاء ، حيث أوضح في مستهل ورشته أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر وليست إعاقة الجسد ، حيث يثبت بين الحين والآخر أن بعض المعاقين جسدياً أفضل وأنقى من كثير من الأصحاء.
وأوضح د. الدوسري أن هناك ملامح عامة لهذه الشخصية المتكاملة التي تعلمناها من الرسول صلى الله عليه وسلم وأول سماتها أنها شخصية روحانية تعلق قلبها بالسماء فآمنت بالله وبقضائه وقدره ، قادرة على الصبر على البلاء الذي يمثل صورة من صور حب الله للعبد كما ورد في الحديث الشريف : ” إذا أحب الله عبداً ابتلاه ” ؛ فالابتلاء هو نوع من اختبار قوة الإيمان ، مشيراً إلى الصلاة كواحدة من علامات الإيمان ، وأن المعاق في جسده عندما يبادر إلى تكاليف الدين وعلى رأسها الصلاة هو أفضل من كثير من غيره ممن لا يعبؤون بها.
وفيما يتعلق بالسمة الثانية المتعين تواجدها في الشخصية التي نريدها تحدث المحاضر عن الإيمان بالتطوع لدوره الكبير في صنع الخير ومساعدة الآخرين وكذلك الحصول على الثقافة العالية جراء ممارسته لهذا العمل الخلاق والتواصل في سبيل ذلك عبر المواقع والمنتديات .
“الشخصية الإيجابية ” سمة أخرى توقف عندها المدرب في خضم استعراضه للشخصية المطلوبة فقال نحن بأَمسِّ الحاجة لصنع هذه الشخصية القوية التي تتعزز فيها الصفات الإيجابية التي تبني وتسهم إسهاماً حقيقياً في صناعة المستقبل المشرق ، ومن مقتضيات تكوين هذه الشخصية الابتعاد عن الإيحاءات السلبية المحطمة للشخصية .
ونوه المتحدث إلى ضرورة أن يتسم خطابنا للآخر بهذه السمة التي تسهم في رفع المعنويات وتجنب الخوض في الأمور السلبية إلا في سياق البحث عن حلول والاستفادة من دروسها.
رؤية قطر
سمة أخرى توقف عندها د. الدوسري وتتعلق بالإنسان الذي يعيش على هذه الأرض سواء كان مواطناً أو مقيماً وتتمثل في ضرورة أن يعي دوره في تحقيق رؤية قطر 2030 ، وكذلك الركائز التي تقوم عليها والتي تتمثل في التنمية الاجتماعية وتطوير مجتمع عادل وآمن مستند على الأخلاق الحميدة و الرعاية الاجتماعية وقادر على التعامل والتفاعل مع المجتمعات الأخرى و التنمية الاقتصادية وتعني تطوير اقتصاد تنافسي ومتنوع قادر على تلبية احتياجات وتأمين مستوى عالٍ من المعيشة في الوقت الحاضر وفي المستقبل والتنمية البيئية والتي تعني إدارة البيئة بشكل يضمن الانسجام والتناسق بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة ثم التنمية البشرية والمتعلقة بتطوير وتنمية سكان دولة قطر ليتمكنوا من بناء مجتمع مزدهر .
وخلال الورشة تم الحديث عن سمة أخرى من سمات الشخصية المطلوبة وهي تلك التي تؤمن أن القيادة حب وتأثير لا مجرد تسلط ، حيث تم التأكيد عند استعراض هذه السمة على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ملك القلوب بالحب والتواضع ، حيث كان لا يغضب لنفسه وكان غضبه فقط عندما تنتهك حرمات الدين، وأشار المدرب إلى أن التخلق بهذا الخلق يقرب الإنسان من القلوب .
وتحدث د. الدوسري عن ضرورة الإيمان بأنه لا نجاح بلا فشل ، وأنه من المتعين علينا جميعاً أن ندرك أن الفشل طبيعي الحصول ونحن نسير في طريقنا نحو النجاح ، مستحضراً مثال (أديسون) مخترع المصباح الكهربائي الذي فشلت مئات التجارب التي قام بها قبل أن ينجح أخيراً في تحقيق اختراع أسعد البشرية بإنارة العالم ، كما استحضر في السياق قصته مع أمه عندما أرسلت مدرسته رسالة إلى أمه جاء فيها : “من الأفضل لابنك ان يجلس في البيت لأنه غبى” !!
غير أن الأم قرأت الرسالة له بطريقة معكوسة تفيد أن مستواه أكبر من مستوى المدرسة وعليه ألا يذهب إليها لأنها لا تستحقه ! فشكل هذا التفسير حافزاً قوياً له ليمضي قدماً نحو الإبداع.
تخطيط مميز
“لا مستحيل مع المثابرة ” عنوان جديد طرح خلال هذه الورشة حيث بين المدرب أن الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة وصلوا إلى أعلى المراتب في الكثير من المجالات الحياتية .
سمات أخرى تم تناولها في هذه الورشة ينبغي توافرها في الشخصية التي نريد منها على سبيل المثال : ” الشخصية التي تخطط وتنفذ” حيث أشار د. الدوسري إلى ضرورة وجود الخطط المكتوبة والتي تساعد صاحبها على الالتزام بها بحذافيرها.
وكذلك “الشخصية التي تدير وقتها بفاعلية” و”التي تحرص على تدريب وتطوير ذاتها” و ” التي تفكر دائماً بالنقد الإيجابي لا السلبي ” و” التي تحدث التوازن في حياتها بين العمل والحاجات الشخصية ” و” التي تعمل بروح الفريق ” وهي التي تستعمل خطاب “نحن” وليس “أنا” .
كما استعرض د. الدوسري سمات أخرى في السياق مثل ” الاعتقاد الذاتي في الأمور” بحيث نشعر أن الشيء يكون سهلاً إذا أحسسنا بسهولته وجميل إذا أحسسنا بجماله .
وحذر المدرب من مجموعة من السلوكيات التي تؤثر سلباً على حياة الإنسان واصفاً إياها باللصوص ومنها : البعد عن الله والغرور وتقديم المصلحة الشخصية على العامة وحب الظهور والتأثر السلبي بالماضي والقرارات العاطفية والتسرع وعدم الصبر وعدم تقبل النقد الإيجابي .

ملفات

"وياك" تنظم ورشة حول الشخصية المتميزة لدعم أسر المعاقين