728 x 90



img

لم يتبادر إلى ذهن سعادة السيد حسن بن عبد الله الغانم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك" ووزير العدل الأسبق-، أنَّ رحلة أو كشتة لـ"التفقع" أي البحث عن "الفقع" أو الكمأ، ورفاقه الخمسة إلى جنوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ستتحول إلى قصة تُروى، خاصة بعد أن تأكد لهم تفشي فيروس كورونا المستجد في أغلب المدن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأمر الذي استدعى عودتهم إلى أرض الوطن تحسبا لقطع خطوط الطيران من وإلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة وأنَّ عودتهم كانت قبل يومين من إدراج إيران ضمن قائمة الحجر الصحي.
وفي هذا السياق قال سعادة السيد حسن الغانم لـ"الشرق" عقب انتهاء فترة الحجر الصحي " إنني اعتدت وعدد من أصدقائي التوجه لإيران لـ "لتفقع"، وتحديدا في هذا الوقت من السنة، وبالفعل اتجهنا أنا وأصدقائي الخمسة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتحديدا إلى جنوب إيران، لما يمتاز به الفقع من جودة عالية، وبسبب بعد المسافة حقيقة كنا شبه منعزلين ومنقطعين عن اخبار العالم، حتى فوجئنا بأخبار تؤكد تفشي فيروس كورونا المستجد في مدن إيران، فما كان منَّا إلا أن نتخذ قرار العودة، تحسباً لأي طارئ."
وتابع سعادة السيد الغانم قائلا " كان قرار العودة إلى أرض الوطن بكل ما يحمله من تبعات قرارا صائبا، حيث كنا ستين مسافراً وأكثر، وحين وصولنا إلى البلاد، خضعنا إلى الفحص بالكاميرات الحرارية، ثم تم عزلنا، وتم فحصنا في عيادة مطار حمد الدولي، إلا أنه لم تظهر على أي منَّا في ذلك الوقت أي أعراض تستدعي نقلنا إلى المستشفى، ولكن بعد إجراء الفحوصات الأولية والتأكد من سلامتها، تم توقيعنا على تعهد لإلزامنا بالحجر الصحي في المنزل، وتجنب مخالطة أفراد أسرنا، أو مخالطة أي شخص، وبالفعل التزمت وأصدقائي بتعليمات وزارة الصحة العامة، وخضعنا للحجر الصحي كلٌ في مكان مخصص له، اختاره بعيدا عن أسرته وعن كافة أفراد المجتمع، ولكن كانت هناك فرق صحية تأتي إلينا لإجراء فحوصات مخبرية للتأكد من خلونا من الفيروس، من خلال فرق طبية من مؤسسة حمد الطبية، وبالنسبة لي تم إجراء 3 فحوصات مخبرية، وكانت في كل مرة النتيجة سلبية، مما يؤكد خلوي من الفيروس."

* الحجر الصحي
واستطرد سعادة السيد الغانم مجيبا على سؤال "الشرق" حول كيف قضى فترة الحجر الصحي قائلا " حقيقة هذه الأيام الأربعة عشر من أيام عمري لن تنسى، وبالفعل لم تمر على مدار سنوات عمري الستين مثل هكذا أيام، والسبب يكمن في أنَّ كلا منا يحتاج إلى عزلة لكن ظروف الحياة قد تمنعنا عن هكذا عزلة، إلا أنه قد جاء الأمر بقرار من سُلطة عليا، لذا كان من الواجب الديني والأخلاقي والوطني أن أنفذ ومن معي قرار الحجر الصحي، وحقيقة كنت أتمنى ولو كنت كاتبا جيدا، لأدون هذه الأيام فى كتاب للاستفادة منها، لكن حاولت أن استثمر كل لحظة من اللحظات، فقد كنت ملازما وحريصا على قراءة كتاب الله، كما حرصت على ممارسة الرياضة، فضلا عن جلسات التأمل والتفكر بالكون، وكنت غير متابع لما تبثه وكالات الأخبار أو مواقع التواصل الاجتماعي، إلا الشيء الذي تصدره الحكومة القطرية عبر الجهات المختصة، وعلمت في هذه الفترة أهمية عدم الهلع والفزع بل كنت واثقا بالله وبقوله تعالى " قُلْ لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، وكنت متبعا لكافة إجراءات الوقاية الاحترازية، وأريد أن أؤكد انَّ كلا منا بحاجة لهذا النوع من العزلة لإعادة حساباته على كافة المستويات."

* دور الأسرة
وفي سؤال لـ"الشرق" حول دور الأسرة، أوضح سعادة السيد حسن الغانم " حقيقة أسرتي كانت متفهمة جدا للوضع الذي كنت فيه، ولكن كنت قد اشتقت خلال تلك الفترة لأبنائي وأحفادي حقيقة، وكان لهم شوق كبير في رؤيتي، ولكن ولله الحمد انقضت فترة الحجر الصحي."
وحول الأمر الذي قام به بعد انقضاء فترة الحجر الصحي، أشار الغانم قائلا " كنت أود الاطمئنان على أصدقائي الذين كانوا معي بالرحلة، وبفضل الله جميعهم ينعم بصحة جيدة، ومن ثم التقيت بأسرتي."

* وعي المجتمع
وحول الرسالة التي وجهها سعادة السيد حسن الغانم لمن هم بالحجر الصحي قال" إنَّ المجتمع القطري أصبح أكثر وعياً، وأصبح مستشعرا بحجم المسؤولية التي على كاهله، حيث انَّ الحد من انتشار فيروس كهذا ليست مسؤولية وزارة الصحة العامة، أو القطاع الصحي في الدولة، فلا جدوى من التدابير والإجراءات الاحترازية إن لم يقم المجتمع من خلال أفراده بتنفيذها على أرض الواقع، ومتابعة تنفيذها من قبل المعنيين، لذا الحجر الصحي سواء من نفذه في المنزل أو في المكان المخصص الآخر، ليس بالأمر المعيب، بل هو ينم عن حس مسؤولية عالٍ من قبل الفرد، فليس من الإنسانية في شيء أن أسهم في نشر مثل هذا الوباء، وليس من الأخلاق في شيء ألا أتبع التعليمات الوقائية التي تفرضها وزارة الصحة العامة بهدف الحد من انتشار هذا الفيروس حماية لأنفسنا، ولأسرنا، ولمجتمعنا."

* محاربة الشائعات
وناشد سعادة السيد الغانم في ختام حديثه، أفراد المجتمع بعدم الهلع والجزع، مع الأخذ بالأسباب، واتباع إجراءات السلامة التي تقوم بها وزارة الصحة العامة بالإعلان عنها بين الفينة والأخرى، ومن المهم عدم تتبع الشائعات التي من شأنها أن تثبط الهمم، وأن تضعف الاستقرار الداخلي، لذا على كل فرد بالمجتمع مسؤولية وهو عدم نقل الشائعات، والالتزام بمتابعة ما تبثه المواقع الرسمية في الدولة، وعلى الجميع ان يستشعر بالمسؤولية تجاه المجتمع وتجاه الدولة.