728 x 90



img

الدوحة - عبدالمجيد حمدي:
أكّد عددٌ من الخبراء النفسيين وأساتذة الجامعات أنّ تحسين الصحة النفسية من الأمور الهامة في مواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، إذ ثبت علمياً أن القلق والتوتر يسببان ضعف الجهاز المناعي للجسم، ما يجعله عرضة لانتقال العدوى، في حين أن الحالة النفسية الإيجابية التي يغلب عليها التفاؤل تعزز الجهاز المناعي وتجعله قادراً على مقاومة المرض بشكل قوي.

وقال الخبراء، في تصريحات ل الراية، إنّ العالم أجمع يعيش فترة من القلق والتوتر‫ مع انتشار فيروس كورونا وزيادة أعداد المصابين والوفيات حول العالم، ومتابعة الأخبار باستمرار تؤدي إلى حالة من الشحن النفسي والقلق والخوف من المجهول .. لافتين إلى أن البعض قد يصابون بالقلق المفرط، ما يؤثر على حياتهم اليومية، وقد يتسبب هذا القلق في ضعف الجهاز المناعي، ما يزيد من فرص الإصابة بالعدوى.

وأكّدوا أن للأزمة الراهنة تأثيراً مباشراً على الصحة النفسية، إذ عند حدوث الأزمات، عادة ما يتأثر الشخص ويشعر بالقلق على نفسه ومن حوله، لكن عندما يزداد ذلك عن المعدل الطبيعي قد يتعرض الشخص للكثير من المخاطر نتيجة تأثر جميع الأجهزة الحيوية بالجسم، ومنها الجهاز المناعي، فتتأثر الوظائف الرئيسية لتلك الأجهزة ويتضرر الجهاز المناعي بصورة كبيرة.

وأشاروا إلى أن ‫القلق والتوتر والخوف اضطرابات نفسية تؤثر على الشخص والمحيطين به، معتبرين أن القلق أمر طبيعي، لكن لا بد من عدم المبالغة في هذا القلق. وأكّدوا أنه معروف أن هناك أشخاصاً قلقين بطبعهم، وبالتالى الأزمة الحالية ربما تزيد من قلقهم، لذا فإنهم يحتاجون للدعم النفسي.

ودعوا الجميع إلى تفادي القلق والتوتر والخوف من المجهول من خلال البعد عن متابعة الأخبار بشكل مستمر والاكتفاء بمعرفة أبرز المستجدات إذا كان ذلك يشعر الشخص بالقلق والخوف والانعزال عن وسائل التواصل الاجتماعي إذا كانت مصدر قلق للشخص.

د. عبدالناصر اليافعي:

تجنب مسببات القلق والتوتر

أكّد الدكتور عبدالناصر اليافعي العميد المساعد للعلوم الاجتماعية والإنسانية بكلية الآداب والعلوم جامعة قطر، أن التعامل مع أزمة كورونا من الناحية النفسية يمر بمرحلتين، الأولى هي كيفية الحفاظ على الصحة بشكل عام من خلال الالتزام بإجراءات الوقاية وتطبيق النصائح الطبية والحرص على التباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط، وبالتالي تتحسن حالة الشخص النفسية لشعوره بأنه يأخذ بالأسباب لتجنب الوقاية.. مشيراً إلى أن الشخص الملتزم تكون نفسيته قوية وأفضل من الإنسان غير الملتزم وهو ما ينعكس إيجاباً على قوة الجهاز المناعي للجسم.

ولفت إلى أن المرحلة الثانية هي عند الإصابة بالفيروس ويجب أن يكون الشخص مُهيأ نفسياً لها وأن يتقبل الأمر وأن يكون واثقاً أنه سيشفى، خاصة أن معدلات الشفاء مرتفعة في جميع أنحاء العالم.

وقال: من الأمور التي تسهم في تحسين الصحة النفسية للإنسان وبالتالي تقوية جهازه المناعي هو الحرص على ممارسة الرياضة. وأوضح أنه من أهم الأمور التى تؤثر على صحة الإنسان نفسياً بشكل سلبي هو استقاء المعلومات من مصادر غير موثوقة، وهو ما قد يؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان النفسية ويؤدي لمزيد من القلق والتوتر.

ونصح بضرورة الابتعاد عن أسباب التوتر والقلق والعمل على زيادة الوعي مما يكسب الإنسان المعرفة اللازمة للتفريق بين الأمور السلبية والأخرى الإيجابية، فضلاً عن ضرورة التعامل على أن هذا الأمر الحالي هو موقف استثنائي وأنه سينتهي وأنه لا مجال للفزع والتهويل.

د. محمد العنزي:

فرصة لمُراجعة الذات

أكّد الدكتور محمد العنزي الإخصائي النفسي أن هذه الأزمة منحتنا فرصة لقراءة أفكارنا الذاتية، حيث جعلتنا نرجع لاكتشاف بعض الأمور الغائبة عنا بسبب الارتباطات التي لا تنتهي، حيث هدأ الوضع الآن ومن ثم أصبح الإنسان يُراجع نفسه لمعرفة أسباب تصرّفاته وهو ما يدخل تحت إطار ما يُسمى بالذكاء العاطفي وهو قراءة ما في ذات الإنسان وما في خواطر الإنسان.

وقال خلال مُداخلة له ببرنامج المُسافة الاجتماعية على تلفزيون قطر إنه لابد أن نبحث عن الأسرة وتلبية حاجات الأسرة من النوم الكافي المعتدل وجودة النظام الغذائي وسلامة الطعام وراحة المكان.

وأضاف أنه بالفعل هناك حجر منزلي والتزام بالبيوت ولكن هناك نوعاً من الرفاهية أيضاً حيث هناك نوع من الحركة الداخلية، مُشدّداً على ضرورة البحث عن تلبية الاحتياجات الأساسية لأفراد، ومن ثم الانتقال لمرحلة احتياجات الأمن والحب والتقدير وجلسة الأسرة التي تعطي نوعاً من الألفة والترابط والتي تمنح الإنسان أهم احتياجاته النفسية وهي التقدير والحب والود.

ظبية المقبالي:

الخوف يُشعِر صاحبه بعدم الأمان

قالت السيدة ظبية المقبالي أخصائي اجتماعي ومرشد نفسي مجتمعي بجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» إنه بمجرد شعور الإنسان بالقلق أو الخوف بشكل مستمر، ينعكس ذلك تلقائياً على جهاز المناعة لديه، حيث يشعر الإنسان أنه مهدد ولا يشعر بالأمان ومن ثم تضعف المناعة وتقل شهيته للطعام، ما يؤدي بشكل مباشر لإصابة الجسم بأمراض نفسية وعضوية. ولفتت إلى أنه كلما كان هناك هدوء ووعي وعناية بالصحة، يؤدي ذلك لتحسين الصحة النفسية للفرد ويقوي جهازه المناعي ومن ثم مقاومة الأمراض وتجنب العدوى. وتابعت: القلق أمر طبيعي ولكن لابد من عدم المبالغة، موضحة أن جمعية أصدقاء الصحة النفسية لديها خطوط ساخنة لاستقبال الاتصالات وتقديم المساعدة للتغلب على المشاكل النفسية، وأغلب الاتصالات تتركز على الخوف سواء من وسواس النظافة أو الخوف والهلع من الإصابة بالمرض.وأشارت إلى أن بعض الأشخاص بطبيعتهم قلقون، وربما تزيد الأزمة الحالية من قلقهم ويكونون بحاجة للدعم النفسي، مؤكدة ضرورة تجنب القلق والخوف من المجهول بالبعد عن المتابعة المستمرة للأخبار والانعزال عن وسائل التواصل إذا كانت مصدراً للقلق