728 x 90



img

لتجنب الوصمة المجتمعية ومراعاة لحقوق المرضى.. خبراء:
السرية ضمانة نجاح العلاج النفسي
حسن الغانم: وياك ساهمت فى نشر الوعي بقضايا الصحة النفسية

كتبت- هبة البيه :

أكد عدد من خبراء الصحة النفسية أهمية مراعاة السرية في التعامل مع حالات الأمراض النفسية كبوابة لإقناع الأشخاص المصابين بهذه الأمراض بالإقدام على العلاج وطلب المساعدة من المختصين دون الخوف من الوصمة المتعلقة بالمرض النفسي. جاء ذلك خلال انطلاق أعمال المؤتمر الدولي "السرية ومشاركة المعلومات في الصحة النفسية.. معالجة التحديات وإيجاد الحلول" الذي تنظمه جمعية أصدقاء الصحة النفسية /‏‏‏‏وياك/‏‏‏‏، تحت رعاية معالي رئيس الوزراء وبالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وجمعية قطر الخيرية. وبحضور كل من سعادة السيد يوسف بن محمد العثمان فخرو وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وسعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية.

وقال الخبراء إن «الوصمة» تتعلق بثقافة المجتمع، والتخلص منها يتطلب وقتاً قد يطول أو يقصر وفق استجابة المجتمع للموضوع، منوهين إلى أن «وصمة» المرض النفسي تنتشر في كافة المجتمعات، ولكن تزيد أو تنقص من مجتمع لآخر، وكون كل الأسر في قطر تعرف بعضها البعض فهذا يزيد من انتشار «الوصمة».

وقال السيد حسن بن عبدالله الغانم، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، إن المؤتمر يهدف إلي توفير مناخ صحي لمناقشة آليات السرية ومشاركة المعلومات بين قطاعات الصحة، بمشاركة ممثلي أكثر من 16 مؤسسة سيتشاركون في طرح الرؤى والنماذج المعمول بها في مؤسساتهم الحكومية أو الخاصة، أو منظمات المجتمع المدني.

وأشار إلى أن «وياك» استطاعت خلال سنوات عملها القليلة المساهمة في نشر الوعي بقضايا الصحة النفسية والحد من الوصمة المتعلقة بالمرض النفسي، حيث أصبحنا نتحدث عنها بشفافية وانفتاح، وتأكيداً على ذلك سيكون صوت المرضى وأسرهم ومناصريهم حاضراً ومسموعاً ومقدراً في هذا المؤتمر على أساس الحق المشروع الذي سنه القانون والدستور القطريان، والتي تماهت معهما استراتيجية الصحة النفسية عام 2013، حيث جاء أحد أهدافها بالنص «أن يبحث الأشخاص عن المساعدة دون الشعور بالوصمة»، وهذا ما تحقق بالفعل من خلال الحملات التوعوية المستمرة التي عمل ويعمل عليها فريق وياك التطوعي الذي يضم نخبة من المختصين والمهتمين والمتطوعين في المجتمع القطري.

ونوه إلى الدور الذي تلعبه «وياك» في مجال الصحة النفسية، فقبل 5 سنوات انطلقت «وياك» لتكون صوت المريض وبيئة حاضنة للمختصين، حيث قدمت وتقدم العديد من البرامج التدريبية والتثقيفية، وأنتجت برنامج المرشد النفسي المجتمعي الذي يعتبر الأول من نوعه على المستوى العربي، وهو برنامج تأهيلي تطويري تخرج منه 30 مختصاً يعملون الآن كل في مجال عمله موزعين على العديد من مؤسسات الدولة، ويقدمون خدماتهم لجمعيتهم الحاضنة «وياك».
وأضاف: إن هذا المؤتمر وغيره من الفعاليات يأتي تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية الذي حمل شعار «الوقاية من الانتحار»، حيث أطلقت وياك حملة لمناصرة المصابين باضطراب الاكتئاب برعاية مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، كذلك تم تنظيم ورشة قدمها الخبير العالمي الأستاذ الدكتور بن رايت بعنوان «التدخل العلاجي لاضطراب ما بعد الصدمة» وغيرها الكثير من الفعاليات والدورات والورش التدريبية.

محمد البنعلي: وصمة المرض النفسي منتشرة في كافة المجتمعات

أكد محمد البنعلي - المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» أن الجمعية حريصة على طرح الموضوعات الهامة في الصحة النفسية، والتي لم تأخذ حقها من الطرح والنقاش، مشيراً إلى أن «وياك» سيكون لها مؤتمر سنوي لطرح مثل هذه الموضوعات.

ولفت إلى أن مؤتمر السرية ومشاركة المعلومات في الصحة النفسية يناقش الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وصولاً إلى سماع آراء المرضى وذويهم، فضلاً عن مشاركات عالمية من سلطنة عمان والمملكة المتحدة وإستونيا. وأشار إلى أنه بنهاية المؤتمر، عقدت جلسة لتبادل الآراء بين المختصين، من أجل الخروج بنموذج مناسب لدولة قطر فيما يتعلق بالسرية ومشاركة المعلومات بالصحة النفسية، ويتم رفعها للمسؤولين في قطر. ونوه إلى أن «الوصمة» تتعلق بثقافة المجتمع، وأن التخلص منها يتطلب وقتاً قد يطول أو يقصر وفق استجابة المجتمع للموضوع، منوهاً إلى أن «وصمة» المرض النفسي تنتشر في كافة المجتمعات، ولكن تزيد أو تنقص من مجتمع لآخر، وكون المجتمع القطري صغيراً وكل الأسر تعرف بعضها البعض فهذا يزيد من انتشار «الوصمة».



الرائد بنا الخليفي: ضوابط صارمة لضمان سرية المعلومات

شاركت الرائد بنا علي الخليفي - إدارة الشرطة المجتمعية- في جلسة تحديات السرية ومشاركة المعلومات من وجهة نظر «الشرطة المجتمعية» أكدت خلالها على مدى ارتباط إدارة الشرطة المجتمعية بالمجتمع ارتباطاً وثيقاً، لذلك تضع ضوابط ومعايير صارمة في التعامل مع الحالات التي ترد إلى إدارة الشرطة المجتمعية.

وحددت ثلاث حالات ترد للشرطة المجتمعية وتتطلب سرية تامة في تداول وتبادل المعلومات وهي: «الحالات الواردة لقسم الدعم الاجتماعي مثل التفكك الأسري والحالات الأخلاقية، والحالات الواردة لقسم خدمة تواصل مثل الظواهر السلوكية أو أي سلوك يمكن أن يؤدي إلى جريمة، وثالثاً الحالات الواردة لفرع تنفيذ قرارات محكمة الأسرة.

وأوضحت أن إجراءات الإدارة فيما يخص سرية المعلومات تمنع لوائح العمل الشرطي تبادل أي معلومة تختص بأي حالة من الحالات إلا للمخولين بذلك، ويتم منح صلاحية متابعة الحالة والإشراف عليها وإجراء دراسات عليها للمعنيين فقط موضحة أنه يحدد نظام المراسلات الإلكتروني الداخلي الأشخاص المخول لهم الاطلاع على إجراءات الحالة.

وتابعت: إن من ينتهك خصوصية وسرية المعلومات يُعرض نفسه للمساءلة القانونية، ويعد توثيق وأرشيف بلاغات الحالات يخضع لإجراءات حفظ تُراعي خصوصية المعلومات الخاصة بكل حالة، ويتم التنبيه بشكل دوري ومستمر على إجراءات سرية وخصوصية المعلومات والبيانات.

د.ناصر المنافي: جهود للقضاء على الوصمة الاجتماعية

قال الدكتور ناصر المنافي - رئيس المؤتمر: فوجئنا بالإقبال الكبير الذي رفع الحضور إلى 200 مشارك عن طريق التسجيل، ويمكن أن يصل العدد الإجمالي إلى 250 بما في ذلك المتحدثون وفريق العمل. وأضاف: سعيد بمشاركة مستخدمي خدمات الصحة النفسية في قطر، فكانت مشاركتهم إيجابية وجذبت اهتمام المشاركين من المختصين، وهذا تجلى من كم ونوع الأسئلة التي وجهت إليهم.

وتابع رئيس المؤتمر: إن مثل هذه الأحداث لها أثر إيجابي على مستقبل الصحة النفسية في قطر، فنحن في الطرق المؤدية للقضاء على الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية، ونحن الآن في طريق عظيم لطمأنة المريض، والتأكيد على أن خصوصيته معتبرة ومحترمة، وهذا الأمر سيعود بالنفع، وهذا النفع من مظاهره إن المرضى يلجؤون إلى تلقي الخدمات النفسية في حال حاجتهم لها، بدلاً من العزوف الذي كان في السابق.

د.حمد ناصر السيناوي: معظم المرضى النفسيين يتخوفون من اللجوء للمستشفيات

أكد الدكتور حمد ناصر السيناوي - استشاري أول طب نفسي المسنين بمستشفى جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، أن معظم الحالات النفسية تتخوف من اللجوء لمستشفيات الصحة النفسية، لذا فضمان السرية شيء أساسي جداً في التعاطي مع المرضى النفسيين، خاصةً مع الأفكار المغلوطة المنتشرة في بعض المجتمعات العربية حول المرض النفسي، من بينها تعامل البعض مع المرض النفسي على أنه بسبب الحسد أو مس الجن.

وتابع: بعض الأطروحات الخاطئة تزيد من معاناة المريض النفسي، كالقول بأن المرض النفسي ناتج عن ضعف الإيمان، وأن الشخص إن كان يخشى الله ما كان ليصاب بمرض نفسي، وهي من الأفكار الخاطئة التي تزيد من الضغوط على المريض النفسي، وتقلل من تقبله للجوء لمختصين في الصحة النفسية، والاعتراف بمعاناته من مشكلة نفسية.