728 x 90



التاريخ: 2019-03-09


الإستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا فتاه اعاني من رعشه في جسدي عندما أندمج في الكلام وحتى لو كان مع أشخاص ارتاح لهم حيث يبدأ جسدي بالارتجاف وتصك اسناني وقد تتغير نبره صوتي وقد تكرر هذا الأمر كثيراً جدا حيث انه أصبح يزعجني وفي بعض الأحيان يحدث هذا الأمر دون أي سبب حتى عندما أكون جالسه وحدي اتصفح بعض البرامج فأرجوا من سيادتكم اعلامي اذا كانت هذه مشكله نفسيه ام لا؟ وجزاكم الله خير الجزاء

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة الفاضلة حفظكِ الله ورعاكِ، وأشكركِ على تواصلكِ مع موقع وياك للإستشارات النفسية ، وإن شاء الله تعالى نكون عوناً لك للتخلص من مشكلتك التي تعانين منها.
عند قراءتي وتمعني في مشكلتك، لاحظتُ أنَّكِ تعانين من أمرين اثنين، الأول: الخوفُ من مواجهةِ النَّاس، أو ما يُسمى بالخجلِ الاجتماعي.
، والثاني هو: انعدامُ الثقةِ بنفسك، وهذا الذي جعلك تعيشين في قلقٍ وتوترٍ وتغيير في نبرة صوتك وأسنانك تصطك ، وذلك بسبب الخوف الذي زرعتيه في نفسك ، أو أنك عشت مرحلة خوف وتوتر مع أسرتك .
اعلمي أنَّ الثقةَ بالنفسِ ثم بالله من المقوماتِ الرئيسةِ لاستثمارِ الإنسان أفضلَ ما لديه من طاقاتٍ وإمكانات، فأنتِ عندك طاقةٌ كامنةٌ وإرادةٌ وعزيمةٌ تحتاجين إلى من يحركها، واسمعي إلى قوله تعالى: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}[الذاريات:21]، ولكن تحتاجينَ إلى بذلِ المزيدِ من الجهدِ والأخذِ بالأسبابِ ثم التوكل على الله، والنجاحُ لا يأتي هكذا، بل لابدَّ له من دفعِ الثمن، وبلا شكٍّ صاحبُ الإرادةِ والعزيمةِ القويَّة يصلُ إلى القمةِ، ويرتقي سلَّم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة فلا يُمكنُ بحالٍ من الأحوال أن يتقدَّمَ ولو خطوة إلى الأمام، فهو مصابٌ بالإحباطِ والكسلِ والفتورِ والتسويف، ولصوص الطاقة مهيمنة عليه.

والرهاب الاجتماعي لا يظهرُ في حالةٍ واحدة، بل قد يظهرُ في حالات كثيرة، كالتردد في الكلام أمام الآخرين، أو الكتابة، أو الأكل، أو المشي؛ فكل هذه الحالات تدخلُ تحت إطار الرهاب الاجتماعي، وهذه الحالة كانت معك منذ الصغر، ولكن لم تُعالج في حينها، إلى أن تطورت معك في الكبر؛ ولهذا: فالعلاج يبدأ من عندك أنت، ومثل هذه الحالات تحتاجُ إلى قوة الشخصية، بالإضافة إلى التدريب العملي، ولا تحتاجين إلى معالجٍ نفسي؛ فالشخصية الخجولة علاجها سلوكي أكثر منه نفسي، وهذا يحتاجُ منك إلى تعزيز قوة العزيمة والإرادة عندك.
أنا لا أريدك أن تكوني من النوع المتردد الذي لا يثقُ في نفسه، وينتابه الخجل والقلق، وأعصابه تضطرب إذا احتك بالآخرين، ويتردد في اتخاذ القرار.
حاولي أن تبرمجي نفسك على إزالة الخوف من نفسك، ولا تتركي هذا السلوك يُهيمن عليك، فأنت تستطيعين أن تعيشي حياتك طبيعية مثل الأخريات، ولكن الأفكار الانهزامية هي التي طغت عليك، وجعلتك تبرمجين نفسك على الخوف من كل شيء، وفي الواقع أنت إنسانةٌ طبيعيةٌ متزنة، أشغلت نفسك بما لا فائدة فيه، وتفرغتِ فقط للأفكار الوسواسية، بدلاً من أن تفكري في مستقبلك وفي دراستك وفي نجاحك، وكل منا يستطيعُ أن يبرمج نفسه بحسب التفكير، ومن الآن أريدك أن تجعلي تفكيرك إيجابياً، لا خوف فيه، ولا قلق، ولا انزعاج .
ومطلوب منك –أختي السائلة - الخطوات التالية:
1- اطردي عنك الخوف والخجل؛ من خلال تفكيرك السلبي عن شخصيتك، بحيث تستبدلين التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي.
2- لا تحاولي أن تصغري وتحقري من نفسك أمام الأخريات، وأنك لا تستطيعين أن تنظري إلى صديقاتك، أو تجلسي معهن، أثناء الإجتماعات ، فهذه البرمجة قد تؤثر على سلوكك، وعلى حركاتك.
3- مارسي تمارين الاسترخاء: مددي جسمك على الفراش أو البساط، وأفردي ذراعيك على الجانبين، واجعلي عضلاتك مسترخية تماماً، وركزي انتباهك على حركات التنفس، وأغمضي عينيك، واكتمي النفس للحظات، ثم قومي بالزفير ببطء وهدوء وانتظام، وتصوري أن توترك ومللك وإحباطك وقلقك وخوفك تخرج مع الهواء وتتلاشى.
4- فكري في التميز والنجاح في عملك ، وأثبتي للآخريات أنك قادرة بإذن الله تعالى على صناعة النجاح.
5- لا تفكري مرةً ثانيةً في الهروب من مواجهة هذا السلوك، فالهروب ليس هو الحل، ولكن الحل في تغيير السلوك كما قلت لك سابقاً، وأنك شخصية لك مكانة وقيمة بين زميلاتك، فلا تهمشيها بهذه التصرفات.
وبالله التوفيق.


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما